على مدار العقدين الأخيرين واجهت الدولة ولاتزال العديد من التحديات الكبيرة فى ظل حرب الشائعات التى تتعرض لها للنيل من استقرارها وأمنها القومى من خلال حملة ممنهجة لتشويه مصر والتشكيك فى مواقفها وإنجازاتها.
وتزداد هذه الحملات كلما شعروا أن الدولة المصرية صامدة فى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإقليمية، وأن اقتصادها يتعافى والأوضاع تتحسن، فهؤلاء المغرضون والمتربصون لا يهنأون مع استقرار وأمن مصر، إنما يبحثون عن الشماتة والتشفى حتى لو رددوا الكذبة وصدقوها، فلا يتوقفون عن نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمضللة والتقارير والفيديوهات المفبركة.
ولعل خير دليل على ذلك الحملة الشرسة والمغرضة التى يشنها هذه الأيام أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ضد مصر وادعاؤهم كذباً وبهتاناً أنها تتخاذل فى دعم القضية الفلسطينية، بل وصل بهم الإفك أن يتهموا الدولة المصرية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق معبر رفح الحدودى وهو ما لم يحدث مطلقا منذ اندلاع الحرب بين الكيان الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس فى السابع من اكتوبر 2023 وحتى الآن.
المؤكد أن هناك مخططات من أعداء الوطن وأبواق الشر وجماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية تستهدف إثارة الفوضى والفتن وضرب وزعزعة استقرار الدولة المصرية، حيث يتم تحريك لجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا والإعلام المعادى لنشر الشائعات والأكاذيب عن الأوضاع فى مصر.
فمخطط إحداث الفوضى الخلاقة الذى أوقفته مصر، مازال يطل برأسه ويدير حروب الجيلين الرابع والخامس لضرب تكاتف شعبها مع مؤسساته ووقوفه خلف قيادته السياسية، عن طريق نشر الشائعات والأكاذيب من خلال لجان إلكترونية، ويرصدون مليارات الدولارات لتنفيذ هذه المخططات، ولكن الشعب المصرى العظيم بات لديه وعى كبير بهذه المخططات ولا ينساق وراءها ويقف دائما فى صف بلده لأنه يدرك قيمة الوطن وأهمية الحفاظ عليه.
ونحن بدورنا نؤكد أن مواجهة الشائعات التى تستهدف الدولة المصرية أصبحت ضرورة ملحة فى ظل الظروف الحالية، للتصدى بقوة لحرب الأكاذيب والشائعات التى تستند إلى التضليل وإثارة الفوضي، وهى مسئولية تضامنية بين مختلف أجهزة الدولة لاسيما الأسرة ووسائل الإعلام بشتى أنواعها.
ونؤكد أيضا أن الدولة المصرية يقظة وقادرة على حماية أمنها القومى واستقرارها والحفاظ على مقدرات الوطن والمواطن، وسيبقى وعى الشعب المصرى وتماسكه واصطفافه خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة هو الصخرة التى تتحطم عليها مخططات ومحاولات أعداء الوطن وقوى الشر والإرهاب، ولن يستطيعوا النيل من مصر مهما فعلوا.
ختاما أقولها بصراحة مصر ليست بحاجة للتذكير بدورها التاريخى تجاه قضايا العرب بصفة عامة، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، باعتبارها قضية العرب الأولي، فقد خاض الجيش المصرى مع الجيوش العربية العديد من الحروب، لعل أهمها وآخرها حرب السادس من أكتوبر 1973، من أجل فلسطين، هذه الحرب التى عادت فيها الروح للجسد العربي، واسقطت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُهزم ولا يقهر. ولا يكاد يخلو بيت فى مصر من وجود شهيد أو مصاب بسبب الحروب التى خاضتها مصر لأجل فلسطين.
ويدرك الأعداء قبل الأصدقاء دور مصر، وأنه لا أمل للعرب فى التماسك والتقدم والقوة من دون مصر، وأنها معين لا ينضب من العطاء الحضارى فى مختلف ميادين المعرفة الإنسانية، وإصرار مصر على استمرار جهودها لوقف الغزو والعدوان الإسرائيلى على غزة يُعدّ فى حد ذاته إنجازا دبلوماسيا لها، رغم الظروف والمخاطر التى تعرضت لها فى أعقاب أحداث يناير 2011 وحتى الآن.
أخيراً وليس آخراً نؤكد أن دور مصر وثقلها وموقعها فى خارطة الصراع لم ولن يستطيع أحد مهما كان تعويضه أو ملأه، وهذه حقيقة مؤكدة لا ينكرها إلا جاحد أو مغرض.