انطلاق ثانى رحلات قطار عودة السودانيين من «محطة مصر»
انطلقت أمس ثانية رحلات قطار عودة السودانيين من محطة القاهرة إلي أسوان، ضمن المبادرة الطوعية لاعادتهم إلي وطنهم، وفيما وجه السودانيون الشكر إلي مصر قيادة وشعباً علي استضافتهم وتوفير كل سبل الراحة لهم، اعتبروا قطار العودة بمثابة قطار الأمل الذي استقلوه بمشاعر مفعمة بفرح العودة إلي الديار، وبدموع الفراق لأحبة وأهل في مصر.
«الجمهورية» شاركت السودانيين العائدين إلي بلدهم لحظات الفرح في محطة مصر برمسيس التي اكتظت من الصباح الباكر بمئات السودانيين ما بين عائدين ومودعين الذين أكدوا أن مصر لم تكن مجرد محطة مؤقتة، بل وطن يسع كل العرب ويؤمن لهم الحياة الكريمة في وقت الشدة.
السوداني معاوي أحمد، كان يتأهب لركوب قطار العودة بمشاعر مختلطة بين فرحة العودة إلي الوطن مرة أخري وبين فراق أم الدنيا، وقال إن مصر وشعبها هم الأصالة والحماية، وأم الدنيا اسم علي مسمي فهي فتحت لنا قلبها وقت شدتنا بعد أن أغلقت الأبواب أمامنا، ونتوجه بوافر الشكر والامتنان للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعلي رصيف المحطة كانت عائشة تحمل حقيبة سفر وبجوارها أحفادها الثلاثة، قالت إنها من حي مدين ولم تكن تفكر مطلقا أنها ستغادر وطنها تحت دوي القذائف، لكنها اضطرت للفرار مع ابنائها في أبريل من العام الماضي بعد ان وصلت الاشتباكات المسلحة إلي أبواب منازل المدنيين وكانت الوجهة مصر البلد ا لأقرب والأكثر استعدادا لاستقبالهم وقت الأزمة حيث تمت معاملتها هي واشقاءها تحت مظلة وطن واحد تتمتع بكافة الحقوق بل أكثر.
الطفل ادريس 12 عاما كان يقف بجوار والدته في صالة انتظار السفر بمحطة مصر، ويحمل فوق رأسه الأمتعة قائلا بابتسامة بوجهه الأسمر: «الاتنين بلدي وأنا بحبهم» وكان يشير إلي مصر والسودان.
وقال اشرف محمد كنت أقيم في حدائق الأهرام منذ عامين ونصف بعد الحرب مباشرة، وكلمة حق لم نر إلا كل خير من ابناء الشعب المصري.
وعن خطة العودة أكد ان العودة ستتم بشكل تدريجي وانه مازال جزء من عائلته موجوداً في مصر لحين تدبير أموره في السودان وتهيئة المنزل وادخال المرافق من مياه وكهرباء فبالطبع الأمور بعد الحرب ستأخذ وقتا طويلا مشيدا بالدور الذي قام به الدولة المصرية والتعامل بكل احترام وتقدير.
تقف الحاجة حسنية التي تبلغ من العمر سبعين عاماً من مدينة سنار قائلة ممتنة للدولة المصرية علي كل ما قدمته لنا من دعم ونحن لا ننسي من أحسن الينا.
ويشيد الحاج عادل بالمبادرة لمصرية لإعادة السودانيين إلي بلدهم مؤكداً نجاح الرحلة الأولي واطمئنانه علي أقاربه الذين أكدوا أن الأمور سارت بشكل منظم وراقٍ وان الوجبات كانت كافية لهم.
وتعرب زوجته أمنية عمر عن امتنانها للدولة المصرية علي كل ما قدمته في وقت الأزمة واحتضانها لكل السودانيين بعد أن عصفت بهم الحرب ودمرت حياتهم وأكملت جميلها بتوفير وسيلة نقل مريحة حيث إن وجود القطار المخصص ساعدنا كثيرا بتجنب معاناة الطريق، مشيرة إلي توفير قطارات مكيفة مجانا لهم وشنط تحتوي علي وجبات ومخبوزات وعصائر ومياه وهذا لا يأتي إلا من أهل الكرم الأشقاء المصريين وأنه لولا هذه المبادرة لتكفلنا مبالغ باهظة حتي تتمكن من العودة وصعوبة في الانتقال بأمتعتنا وأطفالنا.
اشادت المهندسة أميمة عبدالله صالح رئيس لجنة العودة الطوعية المجانية للسودانيين بمصر بالمجهود الكبير الذي بذلته الدولة المصرية في الرجعة الطوعية قائلة إن مصر بالنسبة لنا ليست مجرد محطة مؤقتة بل هي وطن يسع كل العرب ونحن نشكرها علي سعة صدرها وتحملها مسئولية عدد كبير من السودانيين وتنظيم مبادرة مجنية بالكامل.
وأكد معاذ أحمد عصر عضو لجنة العودة الطوعية، أن اللجنة قامت بتوفير أعداد اضافية من المنظمين نظرا لزيادة اعداد الرحلة الثانية إلي 0021 فرد تم تسجيل اسمائهم عبر رقم الواتس آب ويتم الاتصال بهم تباعاً، مشيداً بتوفير مصر لكل سبل الراحة للسودانيين العائدين إلي بلدهم.