بعد عدة مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلى وحماس، التى تمت عرقلتها من الجانب الصهيونى المحتل الذى يجعل كل بنود المفاوضات تصب فى صالحه، ومفادها عدم التوصل لأى حلول عادلة، لأن أى حل عادل لا يصب فى مصلحته الاستيطانية التى بنيت عليها عقيدته، وكلما اجتمع الطرفان وضع الصهاينة العراقيل من أجل عدم التوصل لحلول مرضية، ثم يخرجون فى إعلامهم العبرى والأمريكى ليعلنوا أمام الرأى العام العالمى أن حماس هى من عرقلت المفاوضات وأنها جماعة إرهابية ويجب القضاء عليها.
لماذا لم يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للصحفيين فى مؤتمره الصحفى الذى عقده صباح الجمعة بحديقة البيت الأبيض أن حماس قدمت مطالب مشروعة مفادها وقف العدوان على غزة وتقديم الإغاثة لأهل غزة المنكوبين من الغذاء والدواء وعودة النازحين إلى ديارهم، بالإضافة إلى انسحاب الاحتلال الغاشم من قطاع غزة الجريح، التى اعتبرتها حماس ضرورية للاتفاق ولا يمكن التفريط فى بند من هذه البنود، وإلا ليدلوا العالم فيها بدلوه.
طالبت حماس أثناء التفاوض بالإفراج عن ألف من الأسرى الفلسطينيين الذين حكم عليهم بالسجن مدى الحياة، وهذا أمر مشروع مقابل الإفراج عن جميع المحتجزين من العسكريين فى غزة من النساء والمرضى وكبار السن ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل أو من منحنى وقف إطلاق النار، الذى سيستمر 42 يوماً مع إتاحة المجال لعودة النازحين لشمال القطاع، وبعدها سيتم إطلاق جميع المحتجزين من الجانبين فى المرحلة الثانية من الخطة.
المؤسف، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اعتبر مطالب حماس غير مقبولة ولا أساس لها، وهذا ما اتفق عليه نتنياهو وترامب واعتبرا أن حماس هى التى تعرقل المفاوضات وانها إرهابية ويجب القضاء عليها، وهذا ما تسعى إليه الصهيونية من أجل تهجير أهل غزة من أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم حتى يتوسعوا.. بدليل أن ترامب كشف عما بداخله واعتبر الحق باطلاً لأن هؤلاء لا يعرفون العدل، بل عقيدتهم قائمة على القتل والنهب للمقدرات والتوسع، فهم يكذبون كما يتنفسون.. حيث لا بديل لديهم إلا التوسع مهما كلفهم ذلك من الثمن لأنهم أصحاب القوة من ناحية والقانون من ناحية أخرى.. ولا حياة لمن تنادى.
أظن أن الضمائر الغائبة برزت والنائمون استيقظوا.. أثمن دور الرئيس الفرنسى ماكرون لإعلانه الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومعها اسبانيا ويحسب لبريطانيا وبعض الدول الأخرى الحرة الذين أعلنوها صراحة ومدوية، والتى فجرت بركان الغضب لدى ترامب قبل نتنياهو اللذين أعلنا أن تصريح ماكرون لا وزن له.. لماذا هذا الإحراج لدولة عضو بمجلس الأمن ولها حق «الفيتو» مع أنها نطقت بالحق.
أخيراً، لقد كشفت إسرائيل وأمريكا عن مكنونها المستور وهو القضاء على أهل غزة إما بالقتل أو الطرد أو الاثنين معاً لاحتلال قطاع غزة ثم القطاع من بعده.. يا له من عار بعد انكشاف المستور ممن يدعون أنهم يريدون السلام.. لكن عليهم أن يعلموا أن نصر الله قريب.