فى قلب صعيد مصر، وتحديدًا بقرية زرابى برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، يعيش الأهالى حالة من الذعر والقلق المتزايد منذ عدة أشهر بسبب سلسلة حرائق مفاجئة وغامضة تشتعل فى منازلهم دون أسباب واضحة.
بدأت القصة عندما تكررت حوادث اشتعال النيران فى المنازل والأحواش بشكل متقارب فى الآونةالأخيرة ، دون وجود مبرر منطقى مثل تسرب غاز أو ماس كهربائى ظاهر ، بعض الحرائق اندلعت فجأة من فوق الأسطح، وانتقلت إلى الطوابق السفلية مسببة تلفيات ضخمة، مما دفع بعض الأسر إلى إخلاء منازلهم حفاظاً على ممتلكاتهم .
ورغم أن تقارير أولية من الحماية المدنية أشارت إلى وجود ماس كهربائى فى بعض الحالات، فإن تكرار الحرائق بنفس الطريقة الغامضة جعل الجهات الأمنية والنيابة العامة تفتح تحقيقات موسعة، بما فى ذلك تحليل عينات من مواقع الحريق والاستماع إلى شهادات الأهالي.
زاد من غموض الموقف ما تردد من روايات شعبية بين السكان عن وجود أعمال سحر أو تدخل قوى غير طبيعية، خاصة بعد اشتعال النيران فى غرف مغلقة لا تحتوى على أى مصدر كهرباء.
تفاعل المجتمع المحلى مع الأزمة، حيث ظهرت مبادرات تطوعية من شباب القرى المجاورة مثل مجموعة «شباب برديس الخير»، الذين توجهوا إلى القرية ووزعوا طفايات حريق وساعدوا فى إطفاء بعض الحرائق، خصوصًا مع تأخر وصول سيارات المطافئ بسبب الطبيعة الريفية للمنطقة.
ورغم الجهود المبذولة، لم تخلُ الحوادث من الخسائر، فقد لقى مزارع يبلغ من العمر 55 عامًا مصرعه اختناقًا بسبب الأدخنة، كما أصيب عدد من الأهالي، ونفقت بعض رءوس الماشية، واحترقت ممتلكات كثيرة من أثاث وأجهزة كهربائية وعدادات مياه وكهرباء.
وفى استجابة سريعة لمناشدات أهالى القرية، زار وفداً من الأزهر الشريف القرية لتفقد الأوضاع ومتابعة ما يجرى على أرض الواقع.
ضم الوفد عددًا من قيادات الأزهر بسوهاج مثل الشيخ محمد الضبع، والشيخ عبدالعاطى أمين، والشيخ عبدالرءوف هاشم، والشيخ هشام على أحمد، والشيخ عبد اللاه عبد الرازق، والشيخ أكرم سعد الدين، والشيخ راضى عبد العزيز.
وخلال الزيارة، تفقد الوفد المنازل المتضررة، واستمع إلى روايات الأهالى بشأن أسباب الحريق، الذى أكد الجميع عدم معرفة مصدره وتكراره ليلاً ونهارًا.