فى أجواء من التقدير والمحبة، وبحضور جماهيرى لافت، كرّم المهرجان القومى للمسرح الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، بحضور نخبة من المسرحيين والنقاد والفنانين الذين شاركوا فى شهادات حية عن عطائها الفنى ومسيرتها الاستثنائية.
أعربت الفنانة سميرة عبد العزيز عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أن الفن كان ولا يزال يمثل كل شىء فى حياتها، مشيرة إلى أن كل مخرج عملت معه كان بمثابة إضافة فنية وشخصية لها، قائلة: كنت دائمًا حريصة على الالتزام برؤية المخرج وتنفيذ تعليماته بدقة، لأننى أؤمن أن العمل الفنى عمل جماعى، وكل مخرج له بصمته التى تسهم فى تطوير أدواتى كممثلة.
وتحدثت عبد العزيز عن أبرز محطات مسيرتها، خاصة فى مجال الإذاعة، معتبرة برنامج «قال الفيلسوف» الذى قدمته لعقود طويلة، «برنامج عمرها»، مشددة على حرصها الشديد على أن يخرج بأعلى جودة ممكنة، وهو ما جعله علامة فارقة فى الإذاعة المصرية لا تزال أصداؤه ممتدة حتى اليوم.
وفى حديثها عن أدوار الأم التى جسدتها، أكدت أن الأمومة كانت حاضرة بقوة فى مسيرتها، وتجسيدها لشخصيات مثل أم الإمام الشعراوى وأم كلثوم كان تحديًا كبيرًا، مشيرة إلى أنها كانت تسعى إلى التنوع فى الأداء رغم وحدة النمط، من خلال البحث والقراءة والوعى بالسياق.
أما عن حياتها الشخصية، فقد استحضرت الفنانة القديرة أثر والدها قائلة: والدى كان مدرس رياضيات ومحبًا للثقافة، يحرص على متابعتنا دراسيًا، ويزودنا بالكتب، ويناقشنا فى ما نقرأ، وهو من شجعنى على دخول معهد الفنون المسرحية بعد إنهاء دراستى الجامعية، لأنه آمن بموهبتى.
كما تناولت تجربتها المتميزة فى مسرحية «مخدة الكحل» مع المخرج انتصار عبد الفتاح، التى حصلت على جائزة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى ، مشيرة إلى أن العرض كان مزيجًا بين الدراما والغناء وحقق نجاحًا لافتًا فى أكثر من دولة، وأضافت: كنت حريصة على مشاركة الشباب فى كافة تفاصيل العرض، وشعرت معهم أننى واحدة منهم.
أدار الندوة الكاتب والناقد باسم صادق، وافتُتحت بكلمة للكاتب والشاعر والناقد محمد بهجت، صاحب كتاب «سميرة عبد العزيز.. ضمير المسرح المصرى»، والذى أضاء خلال كلمته كواليس إعداد الكتاب، مشيرًا إلى أن علاقته بالفنانة سميرة عبد العزيز بدأت قبل سنوات، عندما شاركت فى إحدى أمسياته الشعرية بالمسرح القومى، حيث ألقت قصيدة للشاعر عبد الرحمن الأبنودى، فأدرك حينها أنها ليست فقط فنانة قديرة، بل مرجع شعرى وإنسانى.
وأوضح بهجت أن تعاوناته مع الفنانة الكبيرة امتدت بعد ذلك لتشمل سلسلة من الأمسيات الثقافية فى البيوت الأثرية وقصور الثقافة، وصولًا إلى دار الأوبرا، واصفًا إياها بـ«رمز الدأب والاحترافية» التى لا تعرف التراخى، بل تجتهد فى كل عمل وتتعامل مع الفن كرسالة لا تقل قدسية عن العلم أو التربية، وفى ختام كلمته، ألقى بهجت قصيدة كتبها خصيصًا للفنانة سميرة عبد العزيز، نالت إعجاب وتصفيق الحضور.
وخلال الندوة، شارك العديد من الفنانين والمبدعين بكلماتهم عن سميرة عبد العزيز، منهم الفنانة وفاء الحكيم، والفنان هانى كمال، والفنانة عزة لبيب، والكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان، وجميعهم أجمعوا على أن الفنانة الكبيرة كانت ولا تزال رمزًا للمثابرة والصدق الفنى والإخلاص للقيمة الإنسانية فى الفن.
وفى كلمته، أكد مدير المهرجان الفنان عادل عبده أن سميرة عبد العزيز كانت من الأسماء التى حازت على أعلى نسبة من الأصوات خلال تصويت اللجنة العليا لاختيار المكرمين، تقديرًا لتاريخها الطويل وإسهاماتها الرفيعة فى المسرح المصرى والعربى.