في مشهد يعكس تقدير الدولة للنماذج الملهمة ودعمها للقصص الإنسانية ذات الطابع الاستثنائي، كرّم الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، السيدة سارة أحمد المقيمة بقرية باصونه التابعة لمركز المراغة، ونجلها محمد السيد، وذلك بعد نجاحهما سويًا في امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي. تعد هذه التجربة نادرة وتحمل معاني الكفاح والإصرار والإرادة التي لا تُقهر.
إشادة رسمية بقصة الكفاح والتضحية
جاء التكريم خلال استقبال رسمي أُقيم بديوان عام محافظة سوهاج، حيث أشاد نائب المحافظ بالقصة التي أثارت إعجاب آلاف المواطنين عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. مؤكدًا أن الأم جسّدت أروع معاني التضحية والمثابرة، وأن ما قدمته يمثل رسالة بالغة الأثر مفادها أن التعليم لا يرتبط بعمر، بل بالطموح والإرادة.
الأم والابن يرويان قصة التحدي المشترك
قالت الأم سارة أحمد، التي حصلت على مجموع 89%، إنها قررت خوض تجربة الثانوية العامة تزامنًا مع دخول نجلها محمد، الذي حصل على 86%، المرحلة ذاتها، لتكون شريكة له في الحلم والدراسة. وأكدت أن عامهما الدراسي كان مليئًا بالتحديات والمذاكرة اليومية والضغوط النفسية، لكن الحب المتبادل بين الأم والابن وروح التحدي كانت أقوى من أي صعوبات.
وأكدت السيدة سارة أن “النجاح جميل، لكن لحظة التكريم دي أكبر من أي نجاح.. فرحتي النهاردة لا توصف لأن الدولة قدرت مجهودنا”. وتوجّهت بالشكر لنائب المحافظ ولكل من دعم قصتها وتفاعل معها.
المحافظة تدعم النماذج الإيجابية
كما أشار نائب المحافظ في كلمته خلال حفل التكريم إلى أن المحافظة حريصة على دعم النماذج المجتمعية الإيجابية التي تبعث برسائل أمل وإلهام للجميع، مضيفًا: “نموذج السيدة سارة وابنها محمد يستحق الدعم والاحتفاء، ونتمنى رؤيتهما قريبًا بين أوائل الكليات، فهما مثال يُحتذى به في الإصرار وتحقيق الحلم مهما كانت التحديات”.
رحلة عودة إلى مقاعد الدراسة وتحقيق حلم مشترك
يُذكر أن السيدة سارة أحمد كانت قد حصلت على دبلوم تجارة في وقت سابق، ثم تفرغت لحياتها الأسرية وتربية أبنائها، إلى أن قررت العودة مجددًا إلى مقاعد الدراسة، ليس فقط لتحقيق حلمها القديم، بل لتكون سندًا وداعمًا لنجلها محمد خلال مرحلته الدراسية. فقد واظبت على الدراسة لعدة ساعات يوميًا بجانبه، وتشاركا معًا كل تفاصيل العام الدراسي حتى تحقق الحلم المشترك.
يأتي هذا التكريم في إطار التوجه العام للدولة نحو دعم النماذج الملهمة، وإبراز دور الأسرة في تشكيل وقيادة التغيير الإيجابي، فضلًا عن تعزيز ثقافة التعليم مدى الحياة، والاعتراف بالمثابرة والنجاح كقيمة إنسانية تستحق التقدير.