مصر أدخلت 35 ألف شاحنة تحمل 130 ألف طن منذ بدء الأزمة
فى اطار الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والإنسانية، أطلق الهلال الأحمر المصرى قافلة مساعدات إنسانية جديدة تحت عنوان «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، فى إطار جهوده المستمرة لتنسيق وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وحسب بيان صادر عن الهلال الأحمر، تضم القافلة أكثر من 100 شاحنة محمّلة بما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية، من بينها نحو 840 طنًا من الدقيق و450 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة.
توجهت القافلة عبر معبر كرم أبو سالم إلى جنوب قطاع غزة، استمرارًا للدور الذى يقوم به الهلال الأحمر المصرى كآلية وطنية لتنسيق المساعدات بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية.
وأشار البيان إلى أن الهلال الأحمر المصرى موجود على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصرى نهائيًا، وواصل تأهبه وجهوده لدخول المساعدات بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.
وذكر الهلال الأحمر المصري، أن حجم المساعدات الإغاثية التى تم إدخالها إلى غزة، منذ بدء الأزمة، بلغ أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من 130 ألف طن مساعدات تنوعت بين الغذاء، الماء، المستلزمات الطبية والأدوية، المواد الإغاثية والإيوائية ومستلزمات النظافة الشخصية، ألبان وحفاضات أطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود.
وكشفت مصادر أن اجمالى حجم المساعدات المصرية لقطاع غزة منذ أكتوبر 2032 بلغ 35 ألف شاحنة ضمت نحو 130 ألف طن مساعدات متنوعة قدم فيها بنك الطعام 933 طناً فيما قدم التحالف الوطنى أكثر من 500 شاحنة والهلال الأحمر نحو 63 ألف طن.
كما أعلن» بيت الزكاة والصدقات« المصرى إرسال القافلة الحادية عشرة من المساعدات الإنسانية ضمن حملته الدولية »أغيثوا غزة« حيث تسير القافلة متوجهة إلى قطاع غزة محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والاغاثية إلى جانب 1000 خيمة مجهزة بالكامل لتوفير الإيواء للأسر الفلسطينية التى فقدت مساكنها جراء العدوان الإسرائيلى.
وأوضح بيت الزكاة أن المساعدات تشمل أدوية ومستلزمات طبية أساسية وألبان أطفال ومنتجات العناية الصحية بالإضافة إلى ملابس وبطاطين ومواد غذائية جافة ومعلبات ومياه صالحة.
وتأتى هذه القافلة استمراراً لسلسلة القوافل الاغاثية التى أطلقها بيت الزكاة منذ بداية العدوان على القطاع والتى بلغ عددها عشر قوافل حتى الآن.
ومن جانيه قال اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء إن إدخال شاحنات المساعدات يأتى ضمن الجهود المصرية المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة.
وخلال متابعته إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، عبر بوابة معبر كرم أبو سالم، جنوب مدينة رفح، أوضح المحافظ أن مصر تواصل دعمها الكامل للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأنها تعمل على المستويين السياسى والإنسانى بالتوازي.
أشار مجاور إلى أن جميع أجهزة الدولة تعمل على مدار الساعة فى تنسيق جهود إدخال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية.
ووجه المحافظ الشكر إلى فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء على الجهود المبذولة فى استقبال المساعدات وتخزينها وإعادة إرسالها إلى قطاع غزة بعد تجهيزها وفق الآلية المتبعة.
من جانبها، أكدت المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى الدكتورة آمال إمام، مواصلة الجهود لتقديم الدعم للفلسطينيين فى قطاع غزة، كآلية وطنية لتنسيق المساعدات الإنسانية، وذلك استمرارا للدور الذى عهدت به الدولة المصرية إلى الهلال الأحمر المصري، بصفته جهازا مساندا للسلطات المصرية فى أوقات الأزمات والكوارث ومنذ اندلاع الأزمة وحتى اليوم لم نغادر الحدود المصرية.
وقالت الدكتورة آمال لوسائل الاعلام إن جهود الهلال الأحمر المصرى بدأت منذ اندلاع الأزمة فى أكتوبر 2023 وحتى اللحظة، والمبادرة التى أطلقها الهلال الأحمر المصرى «زاد العزة» انقاذا للأزمة الإنسانية فى القطاع تضم شاحنات مساعدات ومواد غذائية لأهالى القطاع الذين يعانون أكبر معاناة إنسانية فى التاريخ المعاصر.
وقالت هناك تنسيق يومى ومتابعة مكثفة لنظل جسرا ممتدا لدعم سكان غزة من خلال رفع القدرات التشغيلية داخل المراكز اللوجستية لاستمرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وسنعمل على الدفع بالمزيد من الشاحنات بالتنسيق مع المنظمات المحلية والأممية والدولية، ونركز حاليا على إدخال المساعدات التى تضم كميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين والمستلزمات الطبية لمواجهة النقص الحاد فى المواد الغذائية داخل القطاع.
فى الوقت نفسه، دخلت 25 شاحنة إماراتية إلى غزة عبر معبر رفح وعلى متنها عدد من أنابيب ضخ المياه الصالحة للشرب. وتهدف الإمارات من خلال إدخال أنابيب ضخ المياه لإنشاء خط مياه جديد يوفر مياهاً صالحة للشرب جنوبى غزة.
كما أعلن الأردن انطلاق قافلة مساعدات إنسانية مكوّنة من 60 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية متجهة إلى قطاع غزة لدعم الأهالى فى ظل الظروف الإنسانية الصعبة التى يمرون بها. ووفق وكالة الأنباء الأردنية ( بترا)، فقد تم تجهيز وتسيير هذه القافلة بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وبرنامج الغذاء العالمى والمطبخ المركزى العالمي.
جاء هذا بينما أكد الجيش الإسرائيلى أمس تعليق الأعمال العسكرية بالمناطق الإنسانية فى مدينة غزة ودير البلح والمواصى على أن يستمر القتال خارج المناطق الإنسانية المقرر تطبيق هدنة فيها بقطاع غزة، فى إطار خطوات لمعالجة الوضع الإنسانى المتدهور.
وأعلن الاحتلال تعليق الأعمال العسكرية من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء بشكل يومى حتى إشعار آخر. كما أضاف أيضا أنه سيتم توفير مسارات آمنة لمرور قوافل الإغاثة الأممية وتسليم المساعدات، موجها تحذيرا لسكان غزة من التوجه إلى هذه المناطق وأشار إلى أنه مستعد لتوسيع العمليات إذا اقتضت الحاجة.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلى قد أكد أنه تم استئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة منذ ليل السبت، فيما أكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات على شمال قطاع غزة. وذكر الجيش فى بيان أن عمليات الإسقاط التى تنفذها دول أجنبية تستأنف «كجزء من الجهود الجارية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتسهيل دخولها»، مضيفاً أن عمليات الإسقاط الأولى ستشمل سبع حمولات تحتوى على الدقيق والسكر وأغذية معلبة وفرتها منظمات دولية.
وشدد على أن «مسؤولية توزيع المواد الغذائية على سكان القطاع تقع على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية». وقال إنه «يتوقع من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحسين فعالية توزيع المساعدات وضمان عدم وصولها إلى حماس»، حسب تعبيره.
فى سياق متصل،أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية توم فليتشر، أن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين فى غزة خلال الهدن التى أعلنتها إسرائيل فى مناطق محددة بالقطاع.
وقال فى منشور على إكس «على تواصل مع فرقنا على الأرض، التى ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة».
فى المقابل، قالت حركة حماس أمس إن قرار إسرائيل بالسماح بفتح ممرات إنسانية للمنظمات الأممية والدولية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة «خطوة شكلية ومخادعة لذر الرماد فى العيون، تهدف إلى تبييض صورتها أمام العالم».
وأضافت الحركة أن القرار الإسرائيلى محاولة للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطينى برفع الحصار، ومطالبات المجتمع الدولى والشعوب الحرة بوقف سياسة التجويع التى تديرها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وأكدت حماس أن «وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى قطاع غزة بشكل عاجل حق طبيعي، لوقف الكارثة الإنسانية التى فرضها الاحتلال. وشددت الحركة أيضاً على أن «الطريق الوحيد لإنهاء جريمة التجويع الوحشية فى قطاع غزة؛ هو وقف العدوان وكسر الحصار الإجرامى المفروض عليه، وفتح المعابر البرية بشكل كامل ودائم أمام المساعدات الإنسانية، وضمان تدفقها وإيصالها إلى المواطنين، وفق الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة».
من جانبه، قال الإعلام الحكومى بغزة ان القطاع يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يوماً بشكل متواصل.
وأكد أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، إضافة إلى 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التى غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية.
وأوضح أن الحل الجذرى والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقود بشكل دائم وكامل.
