ومشهد غير إنسانى.. والبنات والصيف.. وفات الميعاد
وتعالوا نتحدث بواقعية بعيدًا عن الخطب والشعارات والمزايدات وتجار القضية.. تعالوا نتساءل هل كان طوفان الأقصى فى الهجمات التى شنتها «حماس» ضد إسرائيل فى السابع من أكتوبر عام 2023 نعمة أم نقمة.. هل كانت ذات فائدة للقضية الفلسطينية أم أنها كانت سببًا فى دمار قطاع غزة الشامل ونهاية القضية.
ودعونا نبدأ بالذين يتحدثون عن الفائدة والذين يقولون إن طوفان الأقصى أعاد قضية الشعب الفلسطينى إلى الواجهة وأن دمار غزة هو خطوة كانت ضرورية فى سبيل التحرير الشامل للأرض وكسب تعاطف العالم وتأييده للدولة الفلسطينية المستقلة كما فعل ماكرون فى فرنسا وكما تبحث بريطانيا فى الاعتراف بهذه الدولة، وكما أندلعت المظاهرات فى العالم تنديد ًا بتجويع غزة وكما أظهرت للعالم التعامل اللا إنسانى لقوات الاحتلال الإسرائيلية فى مواجهة الفلسطينيين العزل من الأطفال والنساء.
أما الذين يتحدثون عن العواقب والسلبيات فهم الذين يعيدون إلى الذاكرة غزة قبل طوفان الأقصى وغزة الآن.. غزة التى كانت نابضة بالحياة وغزة الأنقاض والجوع الآن ويقولون فى ذلك إن طوفان الأقصى لم يكن خطوة نحو التحرير بقدر ما كان خطوات نحو التدمير الشامل لغزة وللمنطقة كلها.. وكان بمثابة الشرارة لتصفية القضية والحلم الفلسطينى فى دولة مستقلة.. وكان بداية الإنهيار للمنظومة التقليدية لتوازنات القوى فى الشرق الأوسط لصالح إسرائيل فقط.
ولأن المنطق والنتائج هى الفصيل ولأن ما نراه على أرض الواقع هو البرهان فإننا نقول إن غزة دفعت ثمنًا باهظًا لقرار خاطىء.. وأن دمار غزة كان مخططًا وأن الذين دفعوا غزة نحو هذا المصير عليهم أن يتواروا عن المشهد حتى يمكن انقاذ ما يمكن إنقاذه.
> > >
ولأنهم فشلوا.. ولأنهم انكشفوا.. ولأنهم يريدون الهرب وعدم تحمل العواقب والمسئولية فإنهم حاولوا تصدير الأزمة إلى مصر بإدعاءات كاذبة ومزايدات رخيصة وأفواه مأجورة ناسين أو متناسين أن مصر هى الدولة الوحيدة التى قالت «لا» لأمريكا ترامب.. مصر هى التى لم ترضخ لأفكار تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. مصر هى التى حافظت على الأمل الفلسطينى قائمًا.
> > >
ونذهب إلى حيث الحياة وصراعاتها ومشاكلها والذين يبحثون عن الحق فى الحياة ويجاهدون فى سبيل لقمة العيش.. وأتحدث عن درجات الحرارة العالية التى تشهدها البلاد وعن مشهد غير إنسانى نراه فى شوارعنا وهو استمرار نقل العمال فى سيارات نصف نقل مكشوفة فى ساعات النهار بكل ما يعنيه ذلك من معاناة تفوق احتمال البشر..!
إننى أدعو إلى عدم نقل العمال والأطفال بهذا الشكل غير الآدمى وتغريم أصحاب الأعمال فى الإنشاءات والطرق الذين لا يقومون بتوفير المياه ووجبات الطعام للعمال فى أثناء ساعات العمل الشاقة فى هذا الحر الشديد.. ارحموهم يرحمكم الله.
> > >
واستنكرت الفنانة منة بدر تيسير دعاء شخص عليها بالموت قائلة: «ليه الناس بقت كده»..؟!
ولديها الحق وكل الحق.. فيه ناس جديدة لا نعرفها ولا نعرف من أين أتوا.. فيه قلوب أصبحت حجارة وحديد.. فيه قلوب سوداء لم يعد يصلح معها وعظ أو إرشاد.. ربنا يبعدهم عنا ويحفظنا منهم.. يارب.
> > >
والبنات والصيف والساحل.. هذا هو حديث ومثار اهتمام السوشيال ميديا.. ولكن السؤال الأهم هو أين الرجال..؟ أين الرجال الذين يتركون زوجاتهم وبناتهم واخواتهم يرقصن ويتراقصن شبه عاريات فى حفلات الشواطىء ويطاردن النجوم والمطربين بالأحضان والقبلات وكأن كل شىء أصبح مباحًا ومستباحًا..؟!
ويتحدثون بعد ذلك عن التحرش! من يتحرش بمن؟! ولماذا التحرش والأمور سهلة وبسيطة وفى المتناول..؟!
> > >
ومادمنا نتحدث عن السوشيال ميديا وما دام الحر قد ألزمنا الجلوس فى المنازل فتعالوا نضحك قليلاً مع تعليقات السوشيال ميديا الضاحكة وواحدة تريد أن تقهر حماتها فتقول لها: «مش غايظنى غير ابنك اللى مسافر ألمانيا يتعالج وكل شوية يقول لى: أرسلى صورتك مع أن الممرضات فى ألمانيا كل واحدة أحلى من الثانية! حماتها قالت: يمكن عاوز يوريهم سبب المرض..!
وواحدة أخرى كتبت لحماتها.. عزيزتى حماتى لا تنصحينى كيف أربى أولادى.. أنا عايشة مع واحد من ولادك وشايفة تربيتك «صاروخ بعيد المدى».. وردت عليها حماتها قائلة: والله إنك صادقة وكلامك عالجرح.. أصلاً أنا لو ربيته ما كان أخذك «تم تدمير موقع اطلاق الصاروخ».
أما أحدهم فقد دعا.. يارب ارزعنى شنطة فيها تسعة ملايين جنيه وخمسة جنيه فكة عشان أشرب بيها عصير قصب من الفرحة..!
> > >
وفيديو هز العالم يوثق لحظة إنسانية لطفل جائع فى غزة يقتسم الطعام مع قطة جائعة «الراحمون يرحمهم الرحمن».
> > >
ونعيش مع الروعة.. مع الاحساس.. مع الكلمات التى لا تموت.. مع أم كلثوم وفات الميعاد.. وبينى وبينك هجر وغدر وجرح ف قلبى داريته بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته.. تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم وتفرقوا الأحباب.. كفاية بقى تعذيب وشقى ودموع فى فراق ودموع فى لقى.. تعتب عليا ليه.. أنا بايديه إيه.. فات الميعاد.. فات الميعاد.
> > >
وأخيرًا:
> الاهتمام لا يكلف شيئًا.. لكنه يعنى الكثير.
> وبعض الأوجاع ضريبة لوفاء مفرط.
> وفى زحام الحياة نحتاج لعناق بلا سبب، وردة بلا مناسبة، رسالة طريفة تجعلنا نبتسم.