تحت شعار «تحضر للأخضر»، قامت وزارة البيئة بخطوات مشكورة مدعومة من الشركاء الدوليين، لتصبح مشروعاتها الكبرى ضمن رصيد منظومة التنمية المستدامة، وهى الخطوات التى تصاعدت بقوة عقب استضافة شرم الشيخ للقمة العالمية للمناخ، والتأكيد على الربط بين مشروعات التكيف مع المتغيرات المناخية ومواجهة تداعياتها مع جهود الحفاظ على التنوع البيولوجى، خاصة فى ضوء ما تملكه مصر من محميات طبيعية متنوعة ذات سمعة طيبة على مستوى العالم.
الآن تتقدم مصر بخبراتها وتجاربها وجهودها لتحديث ودعم الهدف الأممى إعلان 30 ٪ من كوكب الأرض محمية بحلول 2030 وتستند مصر لإعلان ساحل البحر الأحمر بالكامل منطقة محمية، بعد الدراسات العلمية التى أكدت أن منطقة الشعاب المرجانية أكثر الجهات مرونة لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وآخر الشعاب قدرة على البقاء فى الكوكب، لذلك استحقت لقب نقطة الأمل التى أطلقها عليها كبار العلماء المتخصصين.
كما أن طبيعة مصر وموقعها الجغرافى المطل على البحرين المتوسط والأحمر، تمتلك أيضا ثروة من التنوع البيولوجى تستحق المزيد من الجهود للحفاظ عليها، بعد الحقائق التى ظهرت على أرض الواقع فى أعقاب الاهتمام الكامل بتداعيات التغيرات المناخية، التى امتدت إلى المزيد من المنشآت الحيوية، بمشاركة القطاع الخاص، وعلى سبيل المثال تحويل الموانئ الكبرى إلى موانئ خضراء، وهو ما سيتحقق بالنسبة لميناءى دمياط وبورسعيد، بالاتفاق والتنسيق بين وزارتى النقل والبيئة، وهو أحد المشروعات الكبرى التى تؤكد التوازن بين جناحى البيئة والتنمية، وبالتالى تحقيق الهدف العام، التنمية المستدامة التى تحقق مصالح الوطن والمواطنين.
وإذا كان إعلان ساحل البحر الأحمر بالكامل كمحمية طبيعية يزيد مساحة المحميات الطبيعية من 15 إلى 22٪، فذلك يعنى اتساع أنشطة السياحة البيئية وتأثيرها الإيجابى على مسيرة الاقتصاد الوطنى ويشجع القطاع الخاص للتقدم بالمشروعات الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية، ويستفيد بدعم الاتجاه العالمى لإعلان 30 ٪ من كوكب الأرض محميات طبيعية خلال السنوات الخمس القادمة، حيث يتم الآن التركيز على دعم الفكرة على مستوى البحرين المتوسط والأحمر، ليلحق الأول بما حققه الثانى من مشروعات ومبادرات لحماية التنوع البيولوجى ومواجهة المتغيرات المناخية، وهى الجهود الوطنية المتوالية التى أتاحت الدولة الفرصة للقطاع الخاص الجاد للمشاركة والاستثمار، وتدعمها الشراكة الأممية وما تم اتخاذه من آليات لتوفير التمويل المطلوب، ليكون لدينا فى النهاية مساحة رحبة من الأمل، وليس مجرد نقطة واحدة.