دفعت تفاصيل ما جرى عسكريا فى الحرب الإرهابية الإسرائيلية على إيران وكذلك فى الحرب الروسية الأوكرانية إلى هوس فى التسلح والإنفاق العسكرى.
وهوس التسلح لا يقتصر فقط على شراء المزيد من الأسلحة المعروفة أو منظومات الدفاع المتطورة وإنما يتعلق بالبحث العلمى الذى يهدف إلى إيجاد المزيد من الأسلحة الأشد فتكا والأرخص تكلفة والأقدر على اختراق دفاعات العدو وتجنّب الرصد والإسراع فى الوصول إلى الهدف فلا يكون طول المسافة عائقا فى الوصول أو عاملا من عوامل سهولة التعامل مع السلاح المهاجِم كما جرى فى الحرب الإيرانية كما يتعلق بحجم السلاح ودقته هذا من حيث الهجوم.. وكذلك فى حالة الدفاع الذى أثبت أن تكلفة الأسلحة المضادة للهجوم تتجاوز آلاف الأضعاف من ثمن السلاح المهاجم.
كذلك أثبتت الحرب أن الاستخدام المحلى للقدرات الذاتية بحثية وتصنيعية كان له الأثر الأنجع فى تحقيق الأذى المطلوب فى الخصم وقد كان هذا السلوك التصنيعى العسكرى المحلى من الدول الضعيفة محل تهكم من البعض إلا أن التجربة الإيرانية أكدت أن سلاحها المحلى استطاع تحقيق الأذى المطلوب فى مواجهة القوى الكبرى التى وقفت تدافع عن المعتدى عسكريا بالمشاركة فى صد الهجمات وسياسيا فى المحافل الدولية بترهيب الدول والمنظمات التى تقف مع القانون الدولى الذى يجرم إرهاب إسرائيل وعربدتها فى المنطقة كما وقفت معها اقتصاديا وتعويضها عما فقدته من أسلحة.. كما كان للتصنيع المحلى قدرة على المفاجأة فهو سلاح ليس مباعا من دولة أخرى تروج وصناعتها العسكرية عالميا بإعلان عن قدراته التدميرية واختراقه الدفاعات وغير ذلك من وسائل الترغيب.
كما كانت الحرب كعادتها وسيلة لتعاظم سوق السلاح.. ونستطيع أن نرصد ذلك من خلال آليات كثيرة فقد تواترت الاخبار الإعلانية عن أسلحة صينية جديدة ذات قدرات مذهلة فهى تملأ الشبكة العنكبوتية وقد وصفتها «بالاعلانات» وليس الأخبار لأن طبيعة الاعلان واضحة فيها وأن كُتبت وقُدمت على أنها أخبار ومن ذلك: كشفت الصين عن تطور مذهل قد يقلب موازين سباق التسلح، ويهدد فعالية درع القبة الذهبية الأمريكى الذى أعلنه الرئيس دونالد ترامب لمواجهة التهديدات الصاروخية.
فقد نشر موقع «شيناريإيكونومتشى» الإيطالى فى تقرير أعده الكاتب فابيو لوغانو، أن الصين أعلنت، بعد أيام قليلة عن تطويرها سلاحًا شبحيًا «متعدد الأطياف» قادرًا على التهرب من أجهزة الاستشعار الحرارية والرادارية.. وأوضح الكاتب أن فريقا صينيا بقيادة البروفيسور «لى تشيانغ» من جامعة تشنغيانغ، طور هذا السلاح الذى قد يقّوض فاعلية نظام الدفاع الصاروخى الأمريكى الجديد، القبة الذهبية، الذى أعلنه ترامب فى 20 من الشهر الجارى.
أما إيران فقد اعلن المرشد العام للثورة الإيرانية على خامنئى عن تطوير القدرات العسكرية والعلمية سيشهد تسارعا فى كلمة مكتوبة، يوم الجمعة، الماضى حيث قال :إن الحركتين العسكرية والعلمية ستتقدمان بزخم أكبر من السابق فى إيران.
إذن نحن مقبلون على سباق تسليحى وصراعات عسكرية فى مناطق كثيرة من العالم هى افراز لما تم فى حروب اثبتت أن امتلاك القوة العسكرية وليس العدالة الدولية هى الحل.