هل أفلست دولة الاحتلال الإسرائيلى، لم يعد لديها جديد فى قاموس الإجرام، استنفدت كل وسائل القتل والقصف والتدمير والحصار والتجويع، ما الذى يمكن أن تضيفه فى الأيام القادمة من إجرام، رغم كل هذه الهمجية والوحشية، والإبادة، إسرائيل لم تحقق أهداف عدوانها، الأسرى والرهائن الإسرائيليين أحياء أو جثث مازالوا فى قبضة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية مازالت على قيد الحياة، لم تدمرها الآلة العسكرية رغم أننا على بعد 70 يومًا لتدخل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى عامها الثانى، ومازال جيش الاحتلال عاجزًا عن تحقيق الأهداف المعلنة فى القضاء على حماس، والإفراج عن الأسرى والسيطرة الكاملة على غزة، والهدف الحقيقى والذى أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وهو التهجير لم ولن يتحقق، لأن مصر رفضت بشكل قاطع وحاسم وأعلنت بوضوح أنه لن يحدث، وحذرت بقوة أن ذلك يعنى أن كل الاحتمالات قائمة، والحرب الشاملة أقرب ما تكون فى حالة الإصرار على التهجير أو محاولات دفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، وأن ذلك قضية أمن قومى لاتهاون ولا تفريط فيها.
بعد فشل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الإفراج عن الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات للقطاع، خرج الرئيس الأمريكى ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف يتهمان حركة حماس بأنها السبب فى الفشل ولن أناقش هذا التصريح، لكن الأخطر هو تصريح الرئيس ترامب، بأنه يطالب إسرائيل بالحسم وهو تصريح يحمل الكثير من التفسيرات خاصة حديثه عن أهمية إتمام المهمة، فهل القضاء على حماس أم القضاء على الفلسطينيين وإفراغ القطاع من البشر بعد تحويله إلى مكان غير قابل للحياة فى ظل هذا الدمار وتدمير جميع سبل ومقومات الحياة وفى ظل حصار خانق، وتجويع قاتل، والسؤال للسيد ترامب، ماذا كانت تفعل إسرائيل وجيش الاحتلال على مدار 22 شهرًا من الإبادة والقصف المتواصل للحجر والبشر فى قطاع غزة؟ هل تركت مستشفى أو مدرسة حكومية أو منظمة إنسانية أو مركزًا ومخيمًا للإيواء يحتمى فيه الأطفال والنساء والأبرياء دون أن تدمر وتقتل وتفجر وترتكب مذابح؟ وهل مازال فى جعبة جيش الاحتلال مزيد من الإجرام والإبادة والتدمير والتفجير؟ ظنى أن دولة الاحتلال لم يعد لديها جديد استنفدت كل وسائل الإجرام والتصفية وجرائم الحرب، لم يعد لديها جديد بل باتت دولة الاحتلال فى حالة صعبة من الإنهاك على مدار 22 شهرًا فى أكثر من جبهة، جنود الكيان وضباطه فى أسوأ حالاتهم المعنوية، وهناك حالات كثيرة آثرت الهروب وأخرى مصابة بأمراض نفسية وعدد اقترب من الـ50 جنديًا أقدموا على الانتحار من جراء حالة الخوف والرعب والهلع فى ظل ما يشاهدونه من قتل زملائهم، واصطياد أعداد كبيرة منهم سواء بالقذائف والعبوات الناسفة أو القتال من المسافة صفر، أو تفجير المبانى التى يتحصن بها ضباط وجنود جيش الاحتلال.
لا أدرى ما لدى جيش الاحتلال من جديد وقد استنفد كل وسائل الإجرام والقتل والإبادة والتدمير، ولم يعد فى جراب الكيان الصهيونى الفاشى أى جديد يضاف بل على العكس، يتعرض جيش الإحتلال لضربات قاصمة وقاتلة من المقاومة الفلسطينية يوميًا بمعدل عملية أو أثتين أو ثلاث يقتل فيها من 3 إلى 7 جنود وضباط يوميًا رغم أن البيانات والمعلومات التى يعلنها جيش الاحتلال مشكوك فيها بسبب الرقابة العسكرية الصارمة، لكن حركة المروحيات والسوشيال ميديا والفيديوهات التى تبثها المقاومة الفلسطينية تكشف الحقيقة وتفضح كذب البيانات، وحجم الخسائر التى يتعرض لها جيش الاحتلال فى الأرواح والإصابات والمعدات والآليات، حتى بات الإعلام الإسرائيلى يسخر من نتنياهو وحكومته، وتعالت أصوات المعارضة والداخل الإسرائيلى تطالب بوقف العدوان على غزة، وأن هذه الحرب كما يسمينها الصهاينة لن تحسم وأن الحكومة تخدع الإسرائيليين، وأصبحت ضغوط الواقع الميدانى من خسائر وسقوط قتلى ومصابين يوميًا من جيش الاحتلال وتفجير الآليات والمعدات والمدرعات، تدق رأس نتنياهو وحكومته بل هناك صدام بين الجيش الإسرائيلى والحكومة حول عدم قدرة الجيش على حسم الحرب، أو تنفيذ مهامه، وأهدافه التى تدور فى رأس الحكومة المتطرفة، والسؤال هنا هل سيأتى السيد ترامب بجيش آخر؟ رغم أن الأمريكان يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى ولا تبخل عليه أمريكا بكل أنواع الدعم من صواريخ وقنابل وذخائر خطيرة، ومقاتلات فتاكة ومعلومات استخباراتية إضافة إلى ممارسة كافة فنون الإجرام والإبادة من حصار وتجويع ورغم ذلك لم ينجح المخطط الصهيو ــ أمريكى فى تحقيق أهدافه التكتيكية والإستراتيجية هذا على الجانب العسكرى الميدانى، وعلى الصعيد الاقتصادى والسياسى والدولى فحدث عن الخسائر ولا حرج، فعلى مدار 22 شهرًا باتت إسرائيل تنزف ميزانيات بعشرات المليارات لتكلفة العدوان على عدة جبهات ثم الخسائر التى ألحقتها المقاومة الفلسطينية فى الجانب الإسرائيلى خاصة على صعيد تدمير مئات الآليات والمعدات والمدرعات ثم حجم السلاح والذخائر والطلعات الجوية على مدار اليوم على جبهات مختلفة فى غزة، واليمن، ولبنان، وإيران وسوريا فمن سيدفع هذه الفواتير الباهظة لإسرائيل ومن أين لها هذه الأموال الطائلة؟ بل ومن أين لها هذه الشجاعة والإقدام على تغيير العقيدة الإسرائيلية العسكرية؟ خاصة أنها كانت لا تخوض حروبًا طويلة، فهى تحارب منذ 22 شهرًا دون توقف وعلى جبهات متعددة كل ذلك انعكس بالسوء والتراجع الحاد على الاقتصاد الصهيونى ومعدلات النمو، والعجز فنحن أمام شبه توقف للحياة الاقتصادية فى الكيان بالإضافة إلى تعويضات تهجير المستوطنين إلى مناطق آمنة سواء من على الحدود مع لبنان أو مع غلاف غزة أو الذين دمرت الصواريخ الإيرانية والحوثية منازلهم، وبيوتهم، وغلق وخروج من الخدمة لمطار بن جوريون وميناء إيلات كل ذلك يعنى أننا أمام خسائر فادحة وتكلفة باهظة وثمن قاس وأعيد السؤال من سيدفع هذه الفواتير لإسرائيل؟ وأقول بكل ثقة إسرائيل لن تتحمل دولارًا واحدًا وسيتم تعويضها عن كل دولار أنفقته أو خسرته بعشرة أمثاله، ناهيك عن حالة الانكشاف الدولى فى جميع بقاع العالم لحقيقة الكيان وإجرامه وفاشيته وسقوط أقنعة الحرية والإنسانية المزيفة، حتى بات جيش إسرائيل يعرف بقاتل الأطفال، ونتنياهو بمجرم الحرب، وإسرائيل دولة الفاشية والإجرام حتى فى الدول الموالية والداعمة للكيان أصبحت الشعوب تخرج على إسرائيل وتدرك حقيقتها والسؤال: ماذا لديك يا سيد ترامب لتحسم به المهمة فى غزة؟ وهل بعد هذا الدمار والقتل الممنهج للأطفال والنساء والأبرياء وتدمير كامل لقطاع غزة هناك جديد تستطيع أن تحسم به بعد فشل على مدار 22 شهرًا؟ وهل فى هذه الحالة مازلت تفكر فى جائزة نوبل؟..