طالما قلنا ونقول ان الحل الآن فيما يحدث فى الشرق الاوسط هو حل الدولتين وليس طرد الفلسطينيين من أراضيهم لتصفية القضية إذا كانت إسرائيل فعلاً لديها رغبة فى العيش فى سلام مع جيرانها.
العالم أصبح مستعداً لأن بعد كل هذه المجازر أن يرى حلاً منصفاً للقضية الفلسطينية واقامة دولة لهم أفضل حل لتحقيق السلم الداخلى لهم والأمان داخل دولة تشعرهم بحقهم فى الحياة بشكل طبيعى وقد بدأت الدول فعلاً بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وآخر هذه الدول فرنسا التى قررت على لسان الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين فى سبتمبر المقبل.
حتى فى ظل المساحة الضيقة التى يعيش فيها الفلسطينيون والتى لم تعد تتسع لهم ليعيشوا حياة طبيعية مثل باقى البشر فى العالم ولا ذنب لهم إذا كان عدوهم لا يرحم ولكن حتى هذه المساحة الضيقة لو أصبحت دولة ووطناً لاختلف الأمر نهائياً.
منذ نكبة 48 والكل يعرف ما هى إسرائيل كيف تفكر وكيف تتصرف والتاريخ به الكثير من الأحداث التى تدل على فظائع الاحتلال ضد الشيوخ والنساء والأطفال والأصعب هو سياسة التجويع التى تعد وصمة عار على جبين الإنسانية والغريب أن من يفعل هذا نسى ما قامت به النازية ضدهم من تجبر وقتل ولكننا تعودنا على هذه الأفعال التى لن تتغير بل وكشفت الوجه الحقيقى لقادة إسرائيل.
ولكن هناك عنصراً غير المعادلة حالياً هو الإعلام الإنسانى بمعنى أن البشر ينقل الحقيقة وليس الإعلام الموجه نحن فى عصر الانترنت لا يوجد مجال أن تخفى الحقيقة أو تكذب من خلال الإعلام الموجه إنما الحقيقة تصل إلى المواطن البسيط فى أى مكان فى العالم من خلال المحمول لذا الرأى العام العالمى هذه المرة تغير هناك رفض رفض كبير من الرأى الشعبى العالمى حول العالم لما يحدث فى غزة وهذا لصالح الأبرياء من الشعب الفلسطينى..
وأعتقد أنه على الفلسطينيين أنفسهم استغلال هذا التعاطف العالمى لتحقيق الهدف المنشود وهو إقامة دولة فلسطين وإيجاد حياة كريمة للشعب الفلسطينى لذا على القادة الفلسطينيين استغلال الفرصة الآن للتوصل إلى اتفاق بينهم من أجل أقامة دولة فلسطين وأن يفكروا جيدا أنه كلما ضاعت الفرص كلما قل الأمل والتاريخ يقول أن دعوة الرئيس أنور السادات للقادة الفلسطينيين كانت فرصة جيدة وضاعت منهم لسبب أو آخر.