بيد أننا أمام ظاهرة جديدة تماما يمكن أن نطلق عليها «الصهيونية الإخوانية» على غرار الصهيونية المسيحية، فما يقوم به تنظيم الإخوان من موالاة كاملة للفكرة الصهيونية أمر لا يصدقه عقل، لقد وضعت الصهيونية اليهودية خطة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء وكانت الخطة مدعومة من الصهيونية المسيحية كما نعلم جميعا، لكن مصر ودولتها الوطنية وقفت وعطلت المشروع بالكامل.
>>>
هنا لجأت الصهيونبة اليهودية إلى توظيف تنظيم الاخوان ليقوم بدور «الصهيونية الإسلامية»، أو الإسلام الصهيونى الذى لا تربطه بالإسلام الحقيقى أى رابطة لا شكلاً ولا مضمونا، الآن تعتمد الصهيونية اليهودية على الصهيونية الإسلامية ممثلة فى الإخوان الصهاينة أو الصهاينة الإخوان، فى محاولة لتشويه الموقف المصرى عقاباً له على رفض وتعطيل خطط التهجير، فالصهيونية اليهودية لن تستطيع مخاطبة الشارع العربى والاسلامى بشكل مباشر.
>>>
فهنا كان من الضرورى الاستعانة بالحركة الصهيونية الإسلامية التى يمثلها الإخوان للهجوم على مصر ومواقفها وتوجيه الأنظار إلى منطقة نائية عن جغرافية الفكرة الصهيونية، إن الاخوان يمارسون اليوم جريمة تاريخية مكتملة الأركان، إنهم يقومون بعملهم نيابة عن إسرائيل، وهنا أسأل كل منصف، كم مرة تابعت إخوانيا يهاجم نتنياهو ودولة الاحتلال وجيش الاحتلال؟ هل تحرك الإخوان إلى غزة لنصرتها فعليا أم اكتفوا بالتنديد من بعيد؟ هل هاجم الإخوان سفارات إسرائيل فى أوروبا مثلما فعلوا مع سفارات مصر؟
>>>
الجريمة التاريخية التى يرتكبها الإخوان الآن ليست جريمة فى حق مصر فقط وإنما فى حق القضية الفلسطينية، ما يفعله الإخوان ليس خيانة لمصر فحسب بل خيانة للدم الفلسطينى المراق بأيدى الصهاينة.
الخطة الإخوانية تهدف إلى توجيه الأنظار بعيداً عن دولة الاحتلال الصهيونية إسرائيل وجرائمها، فبدلاً من محاصرة السفارات الإسرائيلية فى الخارج وإغلاق أبوابها والهجوم على نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
>>>
يقوم الاخوان بالهجوم على مصر وسفاراتها وقيادتها والتشكيك فى مواقفها بدلاً من ممارسة ذلك مع إسرائيل، فهل رأيتم خيانة وعمالة ونطاعة وقذارة وتدليساً وكذباً أكثر من هذا؟
أقول للإخوان.. استمروا فى أفعالكم وأقوالكم لتزداد فضائحكم فى الدنيا والآخرة، استمروا فقد حان وقت الحساب، وألفت انتباهكم إلى أننا كنا دائماً نرفع شعار «الكلاب تنبح والقافلة تسير».
>>>
لأن وصول القافلة إلى وجهتها كان هو الهدف الأسمى الذى نتحمل من أجل تحقيقه الكثير من المتاعب والأوجاع، ولأجل القافلة وسلامتها نتحمل الكثير من الحماقات والسفالات، فسكوتنا على ذلك لم يكن ضعفا ولا قلة حيلة وإنما كان هو عين الحكمة، فربما كانت هذه الحماقات مخططة لتشتيت انتباهك عن هدفك الأصلي، وأنت تسير فى الطريق تهدف إلى الوصول إلى وجهتك بسلام وهدوء فى الوقت المحدد.
>>>
ربما حاول احدهم مضايقتك لتقف وترد عليه ويتطور الأمر إلى الذهاب إلى قسم الشرطة والهدف الأساسى لمن ضايقك هو تعطيلك عن الوصول إلى وجهتك، فهل تعطيه الفرصة لينجح فى مهمته؟ هكذا الأمر يا سادة فيما يخص الدولة المصرية التى تستهدف بناء جمهورية جديدة خالية من الإرهاب والفقر والتخلف والمرض، دولة قادرة على النمو والتطور والاعتماد على ذاتها ومواردها، لكنها تواجه المضايقات والحماقات وإشعال الحرائق حولها.
>>>
فى محاولة جادة لتعطيلها وإيقاف مشروعها التنموى الاصلاحى الحضاري، وفى الطريق لتحقيق ذلك تتم الاستعانة بالنائحات المستأجرات وفلول الأنظمة البائدة وقادة ومرتزقة الميليشيات للهجوم على مصر وقياداتها ومؤسساتها وإعلامها ومحاولة اتهامها بما لا يليق، اكتشفت أن هناك خططاً لمحاولة إنهاك الدولة والجيش وتوريطهم فى نزاعات وصراعات على كل الجبهات.
>>>
وعندما فشلت كل محاولاتهم على صخرة الحكمة الرئاسية الراسخة حاول هؤلاء إنهاك مؤسسات الدولة وتشتيت الانتباه بعيداً عن القضايا المصيرية وإخفاء البوصلة لمنع الوصول إلى قبلة الحقيقة، وهناك من أصيبوا «بمتلازمة الدور المصرى ومكانة مصر وتأثير مصر» لقد تابعنا عبر سنين العمر من هاجموا الدور المصرى فى حركات التحرر العربى والأفريقى ومن بعدها الهجوم السافل على الرئيس السادات بطل الحرب الذى زرع السلام.
>>>
والآن نجد من دافعنا عنهم وقدمنا لهم الدعم من الفصائل التى ترفع شعارات المقاومة رغم كل التحديات، هاجمونا وشككوا فى توجهاتنا بل وتطاول بعضهم علينا، لكننا آلينا على انفسنا ألا نرد ولا ننجر إلى هذا المستنقع، اليوم نواجه مزيداً من السفالات والتطاولات التى تستهدف تشتيت الانتباه، أقول لهؤلاء من السهل الرد الذى سيكون قاسيا ومؤلما وموجعا وفاضحا، لكننا لن نفعل ليس لأننا غير قادرين وليس لأننا خائفين.
>>>
ولكن لأننا كبار ولدينا هدف ومستهدف كبير وأنتم صــغار ولايليق بنا منازلة أمثالكم، من ضيع بلده لن يخاف على بلاد غيره، ومن لم يحترم تراب وطنه ولم يقدس دماء شعبه لن يقدس تراب أوطان أخري، لذلك أقول لهؤلاء وهؤلاء: قافلتنا تسير وأنتم نابحون، فوالله – بصوت الحجاج بن يوسف – لنوقفن القافلة ونؤدب كلابكم ونقطع دابركم لتحكى العرب والعجم حكاية نكبتكم إلى يوم يبعثون.