الجيش الإسرائيلى يتلف عشرات الآلاف من «عبوات الإغاثة».. والفلسطينيون يموتون جوعًا !
نفذ الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أكثر من 100 غارة على جميع أنحاء قطاع غزة، فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن 25 شخصا استشهدوا، من بينهم 13 سقطوا قرب مراكز توزيع المساعدات، بينما ارتفع عدد ضحايا التجويع فى قطاع غزة إلى 124 حالة وفاة.
كما أعلن الاحتلال توسيع عملياته البرية والجوية فى شرق غزة، تنفيذاً لخطة إسرائيلية تشمل توغلات جديدة وواسعة لتعميق تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة رغم الحذر الذى كان يتوخاه الاحتلال فى أى مناطق يعتقد بوجود محتجزين إسرائيليين فيها.
قال مصدر مطلع إن الهدف من الخطة الجديدة للاحتلال هو إرهاق حماس وسكان غزة معاً، بما يشكل ورقة ضغط جديدة على قيادة الحركة الفلسطينية. من جانب آخر حذرو من المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، فى بيان صحفى إن قطاع غزة على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة بحق 100 الف طفل خلال أيام، إن لم يُدخَل حليب الأطفال فوراً.
أضاف البيان: «نُحذّر بأشد العبارات من كارثة إنسانية غير مسبوقة وشيكة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، حيث يُواجه أكثر من 100,000 طفل أعمارهم من عامين، بينهم 40,000 طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واحد، خطر الموت الجماعى الوشيك خلال أيام قليلة، فى ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية».
تابع البيان: «إننا أمام مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة تُرتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع، الذين باتت أمهاتهم ترضعهم المياه بدلاً من حليب الأطفال منذ أيام، نتيجة سياسة التجويع والإبادة التى ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي».
على صعيد المساعدات اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة إن 6 شاحنات تحمل مستلزمات طبية «عاجلة» دخلت القطاع، فى طريقها إلى المستشفيات عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف».
أوضحت الوزارة أن «الشاحنات لا تحتوى على أى أصناف غذائية، ولكن الأصناف المتوقع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة».
وأهابت الوزارة بـ«المواطنين والوجهاء بذل الجهد لحماية القافلة، لعدم التعرض للشاحنات، وتمكين وصولها الآمن للمستشفيات لإنقاذ حياة المرضى والجرحي».
فى نفس الوقت أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال أتلف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة التى دخلت القطاع أمس الأول تشمل كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لسكان غزة، وسط حالة غير مسبوقة من المجاعة فى القطاع المحاصر.
نقلت الهيئة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن المساعدات المتلفة تشمل حمولة ألف شاحنة من المواد الغذائية والطبية.
أضافت هذه المصادر أن «هناك آلاف الطرود تحت الشمس، وإذا لم تنقل إلى غزة فسنضطر إلى إتلافها».
يأتى إتلاف الاحتلال الإسرائيلى لآلاف الأطنان من المساعدات المخصصة لغزة، بينما يتضور القطاع جوعاً، وتفتك المجاعة بسكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
من ناحية أخرى قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن الفلسطينيين فى قطاع غزة يجبرون على النزوح مجدداً بأوامر من إسرائيل، لافتةً إلى أنه لا مكان لديهم يذهبون إليه. وأضافت الوكالة الأممية، عبر منصة «إكس»، أنه «لا يوجد مكان آمن فى غزة، ولا عمال إغاثة أو صحة، ولا موظف فى الأمم المتحدة».
أكدت الوكالة مجدداً أن «الفلسطينيين خضعوا لأكثر من 650 يوماً من القتل بلا هوادة وبلا نهاية، وعرفوا الدمار واليأس».
فى الاثناء وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ما يحدث للفلسطينيين فى قطاع غزة بأنه ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة أخلاقية تهز الضمير العالمى .
أشار جوتيريش إلى انه لا شيء يمكن أن يبرر الموت والدمار الذى شهده العالم منذ 7 أكتوبر 2023، لافتاً إلى أن حجم الدمار فى غزة لا يمكن مقارنته بأى شيء تمت رؤيته فى السنوات الأخيرة.
أعرب جوتيريش، عن عجزه فى تفسير «اللامبالاة والتقاعس» الذى أبداه كثيرون فى المجتمع الدولي. ووصف ذلك بأنه انفصال عن الواقع وانعدام للإنسانية.