القاهرة تتصدر المشهد.. وتمثيل محدود فى الصعيد
فى مشهد انتخابى يتسم بالزخم والتنافسية، تبرز مشاركة المرأة المصرية فى انتخابات مجلس الشيوخ القادم كأحد المؤشرات المهمة على تطور المشاركة السياسية وتمكين المرأة فى الحياة العامة فى استمرار لتوجه الدولة المصرية بتمكين المرأة ومشاركتها فى جميع دوائر صنع القرار، وتواصل النساء سعيهن لكسر الحواجز والمنافسة على المقاعد البرلمانية، سواء عبر القوائم الانتخابية أو النظام الفردى وقد نص قانون الانتخابات على أن مصر مقسمة إلي27 دائرة فردية و4 قوائم انتخابية «اثنتـــان 13 مقعــداً واثنتان 37 مقعداً لكل منهمــــا» وتمثـــل المراة بحـــد أدنـى بـ3 مقاعــــــــد فـــــى القوائــــــم ذات 13 مقعــداً، و7 فــى القائمة التى تشمل 37 مقعداً.
تضـــاف إليها 10 ٪ تقريبا ضمن الـ100 مقعد الذين يعينهم رئيس الجمهورية ليصــــل الحد الأدنـــــى المتوقع للمرأة فى البرلمان إلى 30 مقعدا من إجمالى 300 مقعد.
هناك عدد من المرشحات فى القوائم الاحتياطية يصل الى 30 سيدة من أصل 100 مرشح وعلى المقاعد الفردية هناك حوالى 19 مرشحة فردية تتوزع بين المستقلين والأحزاب منهم 4 من «حماة الوطن»، و2 من «المؤتمر»، 2 من الوفد الجديد، و2 من العدل ويصل إجمالى عدد المرشحين فى النظام الفردى إلى 428، وتتوزع المرشحات على عدد من المحافظات وهناك محافظات لم ترشح فيها أى امرأة «مثل أسوان، البحر الأحمر، الفيوم، مطروح، بورسعيد، جنوب سيناء».
هناك 9 محافظات بها مرشحة واحدة فقط هى أسيوط، الإسماعيلية، الدقهلية، السويس، المنيا، الوادى الجديد، دمياط، سوهاج، شمال سيناء، بينما تأتى القاهرة كأعلى نسبة ترشح للمرأة تليها الإسكندرية فرص المنافسة على المقاعد الفردية.
نسبة المنافسة تعكس حضورًا متواضعًا للمرأة فى الترشح؛ وهذا الأمر يتطلب توفر دعم مالى وإعلامى مناسب.
وفى المحافظات القليلة الحضور – خاصة الصعيد – فرص الفوز ستكون صعبة ما لم تحصل المرشحات على دعم حزبى منظم أو كتل تصويتية.
من أهم معوقات زيادة مشاركة المرأة المرشحة الميزانيات المحدودة حيث إن المرشحات غالبًا ما يعانين من ضعف الميزانية بالمقارنة مع نظرائهن الرجال.
أيضاً الثقافة المحلية والعادات فى بعض المناطق تقلل فرص بالإضافة إلى غياب دعم بعض الأحزاب للمرأة بشكل واضح خصوصاً فى المنافسة على المقاعد الفردية وتبدو فرصه المرأة محسومة فى القوائم المغلقة ويتوقع وصول 20 سيدة على الأقل لعضوية مجلس الشيوخ بينما فى الدوائر الفردية من الصعوبة توقع عدد محدد من الفائزات، لكن فى القاهرة والإسكندرية قد تحقق بعضهن فوزاً.
على مستوى المحافظات الريفية والصعيد – الفوز سيكون صعبًا إلى حد كبير ولتعزيز مشاركة المرأة يجب إلزام الأحزاب بتخصيص دعم فنى وتدريبى للمرشحات وتوفير مساحات متكافئة لهن فى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة.. والعمل على تمكين المرشحات خصوصًا خارج المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية وبين الحضور المميز للنساء فى القوائم الانتخابية، والذى فرضته النصوص الدستورية والقانونية والحضور المحدود فى النظام الفردي، تبدو المشاركة النسائية فى انتخابات مجلس الشيوخ المقرر لها أوائل الشهر القادم خطوة جديدة على طريق التمكين السياسي، لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدعم الحزبى والإعلامى والمجتمعي. فالمعادلة ليست مجرد أرقام، بل قدرة على إقناع الناخب، والصمود فى وجه تحديات الموروثات التى ما زال البعض يتمسك بها ورغم ذلك، فإن كل مرشحة سواء فازت أو لم توفق، تفتح بابًا وتخطو خطوة للأمام، وتساهم فى بناء مشهد سياسى أكثر تنوعًا وشمولاً يعكس بحق تطلعات الجمهورية الجديدة.