مصر ستظل عصية على المؤامرات والفتن بجبهتها الداخلية المتماسكة
بداية لابد من الاعتراف بان لحظة قيام ثورة يوليو منذ 73 عاما لم تكن مجرد حركة ضباط غاضبين من فساد القصر، بل كانت صحوة حضارية، تقاطعت فيها الجغرافيا مع التاريخ، لِتُخرِج مصر من ضيق الدولة التابعة إلى أفق الدولة القائدة.
لقد نهضتِ القاهرة فى تلك الليلة لتعيد تعريف فكرة الدولة ذاتها: دولة الاستقلال لا التبعية، العدالة لا الامتياز، الكرامة لا الخضوع، وحين كان الفراغ الفكرى ينهش جسد الأمة، طرحت يوليو مشروعًا متكاملاً: جمهورية قائمة على العدالة الاجتماعية، والسيادة الوطنية، والكرامة الإنسانية.
إن ثورة 23 يوليو مثلت لحظة فاصلة فى تاريخ مصر، حين خرج أبناء القوات المسلحة فى سبيل العدالة والكرامة والاستقلال، واضعين حجر الأساس لمشروع وطنى طويل الأمد.
تلك البداية ضرورية لمن مازال يهاجم ثورة يوليو والزعيم الراحل جمال عبدالناصر ونقول لهم أيضا التجربة أثبتت ان اكثر المهاجمين للتلك الثورة إذا بحثنا فى تاريخك سوف نكتشف انهم قد تضرروا بصورة أو أخرى من قيام هذه الثورة وبما أخذته من إجراءات أصابت مصالحهم الشخصية،واتحدى كل من يهاجم الثورة أو عبدالناصر ان يراجع نفسه لولا التعليم المجانى لما حصل على شهادته فى التعليم العالي، وهكذا يمكن القياس لباقى مناحى الحياة ناهيك عن الإنجازات التى حققتها تلك الثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية واستعادة مكانة مصر الاقليمية والدولية «دليل بسيط لمن يرغب فى المعرفة الموضوعية ما يحدث الآن من مؤامرات تحاك ضد مصر وشعبها ونتساءل لماذا كل هذه المؤامرات؟ الإجابة ببساطة ودون فذلكة كما يقولون لان مصر قدرها ان تقود المنطقة لا أن تقاد»..وإذا عقدنا مقارنه سريعة بين ثورة يوليو والجمهورية الجديدة «لهذا كان عنوان المقال» سوف نلاحظ ان الثوابت الأساسية التى رسخت لها الثورة بقيادة جمال عبدالناصر راسخة فى الدولة المصرية، متمثلة فى مساعى الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى إلى النهوض فى كل المجالات، والحفاظ على وحدة تراب مصر، ودعم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية، ووقف المخططات الصهيونية الرامية إلى السيطرة على دول المنطقة.
ايضا قيم يوليو التى لا تزال حاضرة وقد يتساءل البعض لماذ إحياء ذكرى ثورة يوليو والحديث عنها رغم مرور 73 عاما على حدوثها.. هنا أقول اننا نستحضر تجربة وطنية متكاملة، نغوص فى أعماق دروسها، ونتخذ من نجاحها وتعثرها، ما ينير لنا طريق الجمهورية الجديدة التى انطلقت منذ عام 2014، مرتكزة على دعائم صلبة، ورؤية طموحة، وخطى ثابتة نحو إقامة دولة عصرية، تأخذ بالأسباب العلمية لتحقيق طموحاتها».
وكانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاحتفال بذكرى الثورة تؤكد «إن ثورة يوليو كانت ملهمة للخلاص من الاستعمار وملهمة لاستقرار القرار الوطني»، مضيفا: «نتخذ من نجاح ثورة يوليو وتعثرها ما ينير لنا طريق الجمهورية الجديدة» ،وفى نفس الوقت أكد الرئيس أن مصر ستظل منيعة بجبهتها الداخلية المتماسكة، عصية على المؤامرات والفتن، مبصرة بكل ما يحاك حولها، وفى اعتقادى ان هذه الكلمات تمثل رساله قوية لكل من يحارب الجمهورية الجديدة التى يسعى الرئيس إلى بنائها باعتبار ان التجربة التى نخوضها اليوم، بكل تفاصيلها من نجاحات وعثرات، نستحضر فيها هذه الثورة، وهو أمر مهم، لأن كلتا التجربتين تمثل انتقالاً من مجتمع إلى آخر، وتجربة تنموية، كما ينير لنا طريق الجمهورية الجديدة التى انطلقت منذ عام 2014، مرتكزة على دعائم صلبة، ورؤية طموح، وخطى ثابتة نحو إقامة دولة عصرية، تأخذ بالأسباب العلمية لتحقيق طموحاتها «وفق رؤية تنموية واقعية تراعى متطلبات العصر»..وكما تشير الأحداث التى تمر بها الدوله المصرية وما يحيط بها من مخاطر أن الرئيس السيسى جسّد بإخلاص ووعى امتدادًا حقيقيًا لمبادئ ثورة يوليو، من خلال مشروع وطنى ضخم لإعادة بناء الدولة وتثبيت أركانها، وإطلاق نهضة تنموية غير مسبوقة، تعكس رؤية شاملة لتحقيق مستقبل مزدهر لكل المصريين.
ان كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ذكرى ثورة 23 يوليو تؤكد حرصه على الاستمرار فى نهج بناء دولة قوية ومستقرة، تستند إلى قيم السيادة والكرامة والعدالة الاجتماعية التى قامت عليها الثورة العظيمة، وكذلك تأكيده على استكمال مسيرة التحرر والبناء يعكس وعيًا عميقًا بتحديات العصر وحاجة الوطن إلى وحدة وتكاتف الجميع لتحقيق التنمية الشاملة. وهو بذلك يربط بين إرث الأجداد وتطلعات الأجيال الجديدة، ما يعزز ثقة الشعب فى قدرة قيادته على تحقيق مستقبل أفضل.ايضا تأكيد الرئيس فى كلمته على ما حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية من إنجازات عديدة، فى زمن انهارت فيه دول، وتفككت كيانات، وتعاظمت المحن، لكن مصر ظلت دار الأمن والاستقرار بوعى وإدراك المصريين.