نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة ندوة بعنوان: “دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقد أقيمت الندوة بالتعاون مع المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لمجلس وزراء العدل العرب، واستمرت يومين.
السفير سعيد أبو علي: نطالب الجنائية الدولية بمحاسبة إسرائيل على جرائمها
شارك في الندوة كل من السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة، والسفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة، والسفير عبد الرحمن الصلح، رئيس المركز.
ناقشت الندوة أهمية المحكمة الجنائية الدولية كركيزة أساسية للعدالة الدولية، ودورها في ملاحقة ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، سواء كانوا من القيادات أو الجنود، ومنع إفلاتهم من العقاب. كما بحثت الندوة آليات توثيق الجرائم وإعداد الملفات اللازمة لإحالتها إلى المحاكم الدولية، وتفعيل دور المحاكم الوطنية ذات الاختصاص الدولي، بالإضافة إلى مناقشة دور منظمات المجتمع المدني والنقابات في هذا المجال، وسبل تشكيل شبكة مجتمع مدني عربي فاعل للملاحقة القانونية.
وفي كلمته نيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيط، قال السفير أبو علي إن الندوة تأتي في سياق جهود الأمانة العامة لرصد الجرائم الإسرائيلية وتوثيقها وملاحقة مرتكبيها أمام العدالة الدولية، وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، خاصة في ظل الحراك العالمي الواسع المندد بحرب الإبادة في غزة والداعم لحرية الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة وجرائم وحشية يعيد الإنسانية إلى عصور الهمجية، في ظل غياب إرادة دولية جادة لوقفها، وهو ما لا يُفسر إلا تواطؤًا. وأشار إلى أن هذه الجرائم ليست وليدة اللحظة، بل هي متأصلة في طبيعة الاحتلال منذ نكبة 1948.

كما أكد أبو علي أن ما يجري في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لا يقل كارثية، حيث تواصل قوات الاحتلال والمستعمرون اعتداءاتهم ويمارسون الإرهاب والتهجير والإعدامات الميدانية والاعتقالات والتدمير الممنهج والعزل والإغلاق، في إطار سياسات استعمارية توسعية تهدف إلى الضم والتهويد.
وشدد أبو علي على أن فشل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، في وقف الحرب والإبادة، يفرض مضاعفة الجهود القانونية لملاحقة الاحتلال، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية ولجان التحقيق إلى تحمل مسؤولياتها رغم الضغوط.
كما أثنى على انضمام البرازيل إلى الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، ودعا منظمات المجتمع المدني العربية إلى تعزيز العمل القانوني المنسق مع المنظمات الدولية. وطالب أبو علي الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين باتخاذ هذه الخطوة الفورية، لتجسيد حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يعبر عن إرادة المجتمع الدولي في تحقيق السلام ومعالجة جذور الصراع.
العكلوك: العالم يقف مصدومًا من الكوارث الإنسانية في غزة
من جهته، قال السفير العكلوك إن العالم يقف مصدومًا من هول ما يحدث في غزة، حيث تمارس إسرائيل الإبادة الجماعية وتجويع ما يقارب 900 ألف طفل فلسطيني على مرأى ومسمع من العالم. وأضاف أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بإرث القانون الدولي الذي يمتد لأكثر من 80 عامًا، بارتكابها جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار العكلوك إلى أن المجتمع الدولي ومؤسسات العدالة الدولية يقفون عاجزين عن وقف هذه الجرائم المستمرة منذ أكثر من 660 يومًا، على الرغم من صدور ثلاثة أوامر احترازية عن محكمة العدل الدولية تؤكد أن الشعب الفلسطيني مجموعة محمية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.