طرح السفير مصطفى الشربيني رؤية طموحة لتحويل مصر إلى رائدة في الاقتصاد الأزرق منخفض الكربون، من خلال مشروع وطني مبتكر يحمل اسم “Blue Shield Egypt – درع مصر الأزرق”، والذي كشف عنه خلال لقائه في برنامج “هذا الصباح” على التلفزيون المصري.
وقال الشربيني: “تخيلوا لو استخدمنا البحر نفسه كخط دفاع… وكخط إنتاج في آنٍ واحد!”، مؤكداً أن المشروع ليس مجرد اقتراح علمي، بل خطة عمل متكاملة تهدف إلى نقل مصر من مرحلة الدفاع السلبي إلى القيادة الإقليمية في الاقتصاد الأزرق.
مواجهة التهديد الوجودي
أوضح السفير أن البحر المتوسط، الذي مثّل لقرون بوابة حضارية وتجارية لمصر، بات اليوم يشكل تهديداً وجودياً حقيقياً بسبب تغير المناخ وارتفاع منسوب سطح البحر، والذي قد يصل إلى متر واحد بنهاية القرن وفقاً لتقارير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ.
وأشار إلى أن مدن الإسكندرية ودمياط وبلطيم ورشيد أصبحت على رأس المدن المهددة بالغرق، مع توقع تعرض أكثر من 12 مليون مواطن لخطر مباشر في حالة عدم اتخاذ إجراءات استباقية.
بنية تحتية استراتيجية متعددة الوظائف
وصف الشربيني مشروع “درع مصر الأزرق” بأنه “ليس مجرد مشروع حماية، بل بنية تحتية استراتيجية متعددة الوظائف تحمي وتنتج وتمتص الكربون وتخلق اقتصاداً أزرق واعداً”.
يتضمن المشروع بناء منصات ذكية عائمة تمتد لمسافة 1500 إلى 2000 متر داخل البحر، وتشمل:
المكونات الأساسية للمشروع:
محطات طاقة شمسية عائمة: مثبتة على هياكل مرنة مقاومة للتآكل، بكفاءة تصل إلى 20% أعلى من الألواح الأرضية، مستفيدة من التجارب اليابانية والهولندية الناجحة.
توربينات الأمواج: تستخدم حركة البحر الطبيعية لتوليد الكهرباء، مماثلة للمشاريع الناجحة في إسبانيا واسكتلندا.
مفاعلات الطحالب الدقيقة: أنظمة زراعة بحرية تمتص ثاني أكسيد الكربون بكفاءة تفوق الأشجار وتنتج وقوداً حيوياً للطائرات.
محطات طاقة رياح بحرية: توربينات عائمة تستفيد من متوسط سرعة الرياح في شمال مصر (6.5 – 7.5 م/ث).
حواجز هجينة مائلة: مصممة لامتصاص طاقة الأمواج وتحويلها إلى كهرباء، على غرار المشاريع في سنغافورة واليابان.
مراكز مراقبة بحثية عائمة: تعمل كمختبرات متنقلة لرصد المناخ وقياس معدلات التآكل والتنوع البيولوجي.
تقييم الجهود الحالية
أشاد الشربيني بجهود الهيئة العامة لحماية الشواطئ ووزارة الموارد المائية والري في تنفيذ مشاريع حماية الشواطئ، بما في ذلك مشروع التكيف مع التغيرات المناخية بتمويل 31.4 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر.
لكنه أكد أن “الحلول التقليدية لم تعد كافية وحدها مع تسارع الخطر”، مشيراً إلى الحاجة لمنظومة مرنة وذكية ومنتجة للطاقة ذات قيمة اقتصادية طويلة المدى.
متطلبات النجاح
أوضح السفير أن نجاح المشروع يتطلب قراراً سياسياً واضحاً، وإطاراً تنظيمياً مرناً، وتمويلاً مبتكراً، وحوكمة متكاملة، وجدولاً زمنياً صارماً، مع نظام قياس وإبلاغ والتحقق شفاف لكل طن كربون يتم تجنبه أو امتصاصه، ولكل ميجاوات يتم توليدها، ولكل متر من الشاطئ يتم حمايته.