كما لدينا «رواد للأعمال» لدينا أيضاً رواد للغضب «ولا مجال للمقارنة أو المقاربة بينهما بالطبع، فرواد الغضب هم مجموعات أو أفراد تديرهم شبكات استخباراتية فى دول وتنظيمات معروفة ومتوقعة، مهمتهم الأساسية هى «صناعة الغضب «وفق خطة إنتاجية محكمة يسبقها دراسات وأبحاث عن مستهلكى منتجهم الأساسى وهو «الغضب «وبالتأكيد هذا المنتج يتطلب موزعين محترفين جملة وقطاعي.
<<<
هؤلاء الموزعون يحتاجون حملات إعلانية وترويجية لمنتجاتهم المسمومة، فمثلما يتعامل المنتجون والموزعون والمروجون لسلعة ملموسة مثل الهاتف المحمول مثلاً، يتعامل صناع الغضب والكراهية والشائعات مع بضاعتهم، وبما أن مصر دولة ومجتمع وأمة مستهدفة، فإن رواد الغضب يعتبرونها دولة مقصد مهمة بالنسبة لهم ولمخططاتهم، من هنا علينا أن ننتبه إلى جملة من الأمور يجب الإشارة إليها سريعاً ونحن نتحدث عن رواد الغضب،
<<<
أولاً: الهدف الأساسى لخلق حالة غضب هو تغييب العقل وتعطيل المنطق، فالإنسان الغاضب لا يفكر ولا يتحكم فى قراراته، فالقاتل لا يقتل إلا وهو غاضب، ومعظم من يرتكبون جرائم بشكل مفاجئ لا يفعلون إلا وهم غاضبون ، ثانياً: الإنسان الغاضب يخلق حوله بؤرة من الغاضبين وتتسع دائرة الغضب حتى يتحول المجتمع إلى مجتمع غاضب وعصبى ولا يقبل النقاش.
ثالثاً: المجتمع الغاضب يسمع بآذان غاضبة ويمكن تمرير الكثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة الاصطناعية ما تعمق هذا الغضب وتجعله مستداماً، فى إطار هذه الملاحظات الثلاثة يتحرك صناع الغضب لتغيير مزاج أمة من خلال صياغة مجموعة أخبار «مضروبة» لكن يتم توزيعها بمهارة شديدة من خلال النهايات الطرفية المنتشرة فى كل مكان، رواد الغضب الذين يستهدفون مصر رفعوا قميص غزة لتثوير الشعب المصري.
<<<
قالوا إن مصر متقاعسة عن إغاثة أن الشعب الفلسطينى فى غزة قالوا لابد أن تقوم مصر بفتح المعبر وإنهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني، قالوا عن مصر وشعبها وجيشها ورئيسها ما يعجز الشيطان عن قوله، ومع تتبع هذه الأبواق سنجد أن مصدرها ومنبعها واحد، هم الإخوان الصهاينة أو الصهاينة الإخوان، تجدهم يتركون الجانى والمحتل والقاتل ويمسكون فى مصر، يا سادة يا كرام أليس منكم رجل رشيد؟
<<<
ما هذا القدر الوافر من العبث؟ فى أوروبا حملة للهجوم على السفارات المصرية يقودها الإخوان ومن والاهم، والهدف تحويل أنظار الجهلة والسفلة إلى مصر وتبييض وجه إسرائيل، وهنا مفارقة تدعو الباحثين لدراستها، وهى مقارنة علمية لتصريحات وحملات الإخوان ضد مصر وضد إسرائيل، ستجد فضيحة مكتملة الأركان، كم بيان إخوانى هاجم مصر وكم بيان إخوانى هاجم إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة؟
كم منشور أو تغريدة أو مقال أو بيان هاجم فيه الإخوان نتنياهو القاتل الأرهابى الذى دمر ما تبقى من الحلم الفلسطينى وبين هجوم الإخوان على رئيس مصر الذى حمى القضية الفلسطينية من التصفية وحافظ على بقاء الشعب الفلسطينى من التهجير؟ أتساءل هنا وأدعو الباحثين إلى دراسة منهجية عن أداء الإخوان كجماعة تصف نفسها بأنها دعوية!! ماذا قدَّم الإخوان للدعوة وللدين وللإنسانية إلا القتل والإرهاب والفساد فى الأرض،
<<<
لقد كانوا سبباً مباشراً لانتشار ظاهرة الإلحاد على نطاق واسع غير مسبوق، أعود إلى رواد الغضب الذين أرادوا إهالة التراب عبر مشروعنا الوطنى منذ انطلاقه قبل عقد من الزمان، استغلوا حادث الطريق الدائرى لتدمير الصورة الذهنية للمجتمع المصرى عن المشروع القومى للطرق، نفس الأداء مع حريق السنترال، نفس الأمر مع العاصمة الجديدة، ويتكرر المشهد فى كل مشروع، حتى يخيل إلى المتابع أن مصر تعيش على آطراف أصابعها.
<<<
مصر هى الدولة المستقرة الآمنة المؤمنة التى تنحت فى الصخر من أجل استكمال مشروعها الوطنى وسط محيط إقليمى مشتعل ويزداد اشتعالا، الكارثة ليست فى رواد الغضب وإنما فيمن يتحدثون حديثهم ويلتقطون خيوطهم وينسجون لهم الأقمشة التى يكتبون عليها أكاذيبهم وكله باسم الحرية والديمقراطية وفتح المجال العام على أنغام «رواد الغضب».