أشجار المانجروف تعد من الأشجار ذات الجدوى البيئية والاقتصادية ، فهو نبات ذو طبيعة خاصة ومحطة تحلية طبيعية للمياه المالحة ومفيد لتربة الشواطئ ، ويمنع نحرها الناتج عن الأمواج وحمايتها من ارتفاع سطح البحر ، كما أنه كنبات له غطاء خضرى ، لانه يساهم فى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بامتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون ، لذا فهو محارب للتغيرات المناخية ، كما أنه مصدر غذاء للحيوان لاستخدامه كعلف حيواني.
لذا أطلقت الدولة مشروعاً لإكثار غابات المانجروف بمحافظة البحر الأحمر ،هذا المشروع يعد أحد مشروعات التخفيف من آثار التغييرات المناخية بالتعاون بين وزارة البيئة ومركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة ، ووزارة التنمية المحلية متمثلة فى محافظة البحر الأحمر، حيث يعتبر الخطوة الرئيسية لإطلاق أكبر مشروع للتوسع فى غابات المانجروف على سواحل البحر الأحمر لتحقيق قيمة اقتصادية، وتحسين الأوضاع البيئية بالمنطقة علاوة على تحسين المستوى الاجتماعى والاقتصادى للسكان المحليين لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية.
خبراء البيئة أكدوا أنه من دون التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، فإن قرابة نصف شواطئ العالم ستكون عرضة للتآكل بحلول نهاية القرن الحالي، بسبب عمليات التعرية الساحلية، حيث سيؤدى تآكل الشواطئ الرملية إلى تعريض الحياة البرية للخطر، ويتسبب فى خسائر فادحة فى المدن الساحلية التى لم تعد لديها مناطق عازلة لحمايتها من ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف الشديدة، بالإضافة إلى ذلك سيزيد من كلفة التدابير التى تتخذها الحكومات للتخفيف من آثار تغيُّر المناخ.
الاستثمار البيئى
ويأتى مشروع الإكثار والتوسع فى مساحات زراعة المانجروف على ساحل البحر الأحمر، ضمن خطة الدولة فى تكثيف مشروعات السياحة البيئية، بالإضافة للاستفادة من المحميات الطبيعية والاستثمار البيئى لها، فقد تم إنشاء 4 مشاتل لإكثار أشجار المانجروف فى كل من سفاجا وحماطة وشلاتين بمحافظة البحر الحمر، ومحمية نبق بمحافظة جنوب سيناء، من أجل تعظيم إمكاناتها الاقتصادية والبيئية والسياحية، بالإضافة لما يتم إنتاجه سنويا ويصل لحوالى 25 ألف شتلة مانجروف بالعروة الواحدة، أو بمعدل عروتين سنويا، بإجمالى 300 ألف شتلة خلال فترة المشروع ، وبإجمالى مساحة مستهدفة تصل إلى 500 فدان.
القيمة الاقتصادية للمانجروف
لاتقف فائده «مشروع استزراع غابات المانجروف، عند هذافقط بل، ويمكن الاستفادة من مشروع تنمية غابات المانجروف، اقتصاديا وبيئيا، كما أن هذا المشروع يعد نموذجاً لربط المناخ بالتنوع البيولوجي.
حيث إن هذه الغابات تعد أحد المراعى المميزة لتغذية النحل، وإنتاج أفخر وأغلى أنواع عسل النحل بالعالم، سواء من ناحية القيمة الغذائية له، حيث تم إقامة مناحل بهذه الغابات، مما ساعد على توفير فرص عمل جديدة للسكان المحليين».
الدراسات أثبتت أن البحر الأحمر، هو آخر مكان على وجه الأرض سوف يتأثر بتغير المناخ فى العالم، وسيصبح البحر الأحمر هو الملاذ الأخير للسياح فى العالم، وشجرة المانجروف الموجودة بمحمية رأس محمد، تعمل على استعادة البيئة الطبيعية مرة أخري، ويقوم الجزء الأعلى من الشجرة بسحب ثانى أكسيد الكربون، والجزء الأسفل يقوم بتنقية المياه وسحب جميع الأملاح منها، وهى بمثابة محطة تحلية مياه طبيعية ، فشجرة المانجروف ما يصفها خبراء الزراعة حمَّالة الأسية لأنها تسحب ثانى أكسيد الكربون من الجو.
محارب التغير المناخي
د.عاطف محمد كامل أحمد ـ سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة ـ أكد أن أشجار المانجروف تنمو فى المياه المالحة ، فهى تدعم وتحافظ على التنوع البيولوجي، وتستهلك خمسة أضعاف كمية الكربون من الغلاف الجوى مقارنة بالغابات بالإضافة لحماية بيئية وموطن الكائنات البحرية، كما أنها تعد الأنسب لتكاثر وحضانة أنواع الأسماك والروبيان والقشريات، وتسهم بشكل كبير فى حماية المناطق الساحلية من أثر التعرية بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر، وتعمل على القضاء على الملوثات السائلة فى المياه، وتُحَسن جودتها، وتساعد على نمو أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية.
خطر التدمير
وأشار كامل إلى أن المانجروف يوجد عادة على طول السواحل المحمية فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وغابات المانجروف على الصعيد العالمى ، تمثل أقل من 1٪ من جميع الغابات الاستوائية وأقل من 0.4 ٪ من إجمالى مساحة الغابات، فهى أداة مهمة فى مكافحة تغير المناخ، وللأسف تتعرض لخطر التدمير من خلال التلوث، والذى يعد من العوامل الهامة لفقدان أشجار المانجروف، وأشارت الاحصائيات إلى أن 67٪ من أشجار المانجروف قد فقدت أو تدهورت حتى الآن ، و 1٪ إضافية تُفقد سنويا، وتختفى أشجار المانجروف بمعدل أسرع 3 إلى 5 مرات من الخسائر العالمية للغابات، وبالتالى من المهم حماية أو الحفاظ على النظام البيئى لها.
بالوعات الكربون
د. محمد فهيم ـ رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة ـ أوضح أن المانجروف شجيرة ذات خصوصية مختلفة تتمثل فى نموها فى مياه البحر المالحة ، فهى لا تنافس أى محصول اقتصادى لعدم حاجتها لمياه أو أسمدة ، بل هى غابات موجودة فى المناطق الحارة فى جنوب البحر الأحمر من مرسى علم حتى شلاتين، كما توجد فى جنوب سيناء بمحمية رأس محمد بشرم الشيخ وتقوم بامتصاص كمية أكبر من ثانى أكسيد الكربون ضعف الأشجار الأخرى أى لها دور فى التخفيف من آثار التغيرات المناخية، فهى بالوعات الكربون.
حماية المجتمعات الساحلية
ويرى رئيس مركز معلومات تغير المناخ أن أشجار المانجروف يمكن أن تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات للنظام البيئي، إذ تحقق الأمن الغذائى وحماية المجتمعات الساحلية على مستوى العالم، فهى تحمى السواحل من هبوب العواصف وأمواج تسونامى وارتفاع مستوى سطح البحر، كما أنها تحمى الشعاب المرجانية وأحواض الأعشاب .









