انتهى الشطر الأول من موسم الثانوية العامة بظهور النتيجة خلال الأسبوع المنصرم وتنوعت الشرائح فى المجموع ما بين الفائقين والقريبين منهم ثم ذوى المجاميع فوق المتوسطة والمتوسطة.. وعليه.. بانت بوضوح لهذه الفئات جميعاً.. ما الذى يمكن أن يكون عليه الحال وخاصة أنهم سوف يبدأون الشطر الأهم وهو دخول معترك «تنسيق القبول» بالجامعات والمعاهد العليا حيث يكون الاختيار وفقاً للمجموع الحاصل عليه الطالب أو الطالبة.. بمعنى أن الكرة الآن صارت فى ملعب أبنائنا الناجحين فى الثانوية ومن ثم فأمامهم مجموعة متنوعة بين الجامعات الحكومية والمعاهد العليا علاوة على الجامعات الأهلية والدولية إضافة إلى البرامج المتعددة الأشكال والألوان.
وهنا لنا وقفة يجب أن نسدى فيها النصح لهؤلاء الأبناء فهم فى «لحظة فارقة» يحتاجون فيه إلى إرشادهم لما فيه الخير من أجل المستقبل خاصة وأنهم تنقصهم الخبرات التى تجعل منهم ذوى اختيار سديد وبالتالى فالأبناء من الحاصلين على الثانوية لابد وأن يضعوا فى اعتبارهم وهم يختارون هذه النوعية الجديدة من الدراسة.. أن تتوافق دراستهم الجامعية مع قدراتهم واستعداداتهم الشخصية.. ومن ثم فإن ضخامة المجموع أو عدم ضخامته لا ينهض دليلاً على أن الطالب الحاصل على هذا المجموع مهيأ لدراسة نوعية معينة مثل العلوم الطبية أو الهندسية أو حتى الدراسات الأدبية مثل دراسة القانون أو العلوم الإنسانية.
نعود من جديد لنقول إن مجموعة الطفرات التى حدثت فى التعليم الجامعى من برامج وجامعات دولية وأهلية كلها تستشرف المستقبل وحاجات سوق العمل ليس فى مصر فقط ولكن على المستويين الإقليمى والدولي.. وبالتالى فإن أبناءنا المقبلين على أولى جامعة عليهم أن يتريثوا كل التريث وهم يختارون الخطوة الأولى نحو المستقبل المأمول.. لأجل ذلك فإن التخصصات الجديدة التى انتشرت مؤخراً خاصة فى الجامعات الأهلية والدولية وعدة برامج طبقتها الجامعات الحكومية.. وقريباً جداً سوف تظهر الآثار الإيجابية لهذه النوعية الجديدة من الدراسة خاصة مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعى تلك التقنيات التى أحدثت نوعاً من الثورة التكنولوجية على المستوى العالمى والتى امتدت آثارها إلى مصر بصورة متسارعة وهو ما بدأ جلياً فى تطبيقات متعددة متنوعة فى أكثر من مجال.
وفى ختام الأمر أهمس فى أذن أبنائنا الأعزاء: احرصوا ثم احرصوا على اختيار مستقبلكم بما يتناسب مع قدراتكم.