نواصل سلسلة المقالات عن النماذج الملهمة فى المجتمع المصرى واتذكر إنه فى خريف 1997 وتحديداً فى شهر أكتوبر تم تطبيق قانون تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر فى الأراضى الزراعية وخلاصة هذا القانون هو عودة الأراضى الزراعية للملاك.. حيث أصدر مجلس الشعب عام 1992 هذا القانون وأعطى مهلة 5 سنوات لتحرير العلاقة الإيجارية للأراضى الزراعية، وبالفعل تم تطبيق القانون خلال شهر أكتوبر.
وفى قريتى بمركز طهطا بسوهاج لن ينسى أحد رجال القرية وهو شخصية صعيدية ملهمة وكان مستأجراً لقطعة أرض من ابن عمه الذى توفى وعندما تم تطبيق القانون لم تكن تلك الأسرة معها عقد الإيجار لأنه ضاع ولم يكن لديهم ما يثبت ملكية الأرض حيث لم تكن الأراضى فى معظم الأحوال تسجل فى الشهر العقارى فى تلك الحقبة الزمنية وحدثت مشادة عنيفة مع هذه الأسرة لأنه كان يريد بيع أرض أخرى كان يمتلكها بخلاف الأرض المؤجرة ورفضت تلك الأسرة الشراء بحجة أن ثمنها مرتفع وهددوا بأنه لا يستطيع بيع الأرض لغيرهم لإنها قرب المنزل، فاستشاط غضباً منهم وقد علم إنه ليس معهم عقد للإيجار فرفض تسليم قطعة الأرض المؤجرة وعندما علم بذلك شقيقهم الأصغر الذى كان موجوداً بمدينة سوهاج.. ذهب لهذا الإنسان المحترم الذى هو ابن عم والده واعتذر بشدة عما بدر من اشقائه وقال لهذا الشاب حينذاك إنه سوف يسلم تلك قطعة الأرض المؤجرة لهذه الأسرة لإرضاء الله والمعاملة الطيبة لهذا الشاب.. حيث كان يعتبره كابن شقيقه ووالده المتوفي.. بالرغم من عدم وجود عقد للإيجار معهم وبالمناسبة قطعة الأرض هى ضمن كردون المبانى بمعنى أن ثمنها مرتفع، بل قام بالتنازل عن قطعة أرض من منافع الرى مجاناً بعد أن باع أرضه الأخرى لتلك الأسرة التى يمتلكها لكى يشترى بديلاً لها بجوار منزله حيث يسكن فى مكان بعيد فى أقصى القرية بي
بالفعل هو نموذجاً يحتذى به فى الأخلاق وكان حافظاً للقرآن الكريم.
ويكفى أن هذا الشاب حينذاك مازال يدعو له بالرحمة بالرغم من مرور 26 عاماً على وفاته لانه فى الذاكرة دائماً وهذا النموذج يشعرك بأن الدنيا مازالت بخير وهو ينطبق عليه المثل الشعبى بأن «كلمته.. عقد» ولكن هذه النوعية من الأخلاق النبيلة بدأت تتقلص حاليًا.
ثورة 23 يوليو
>> احتفلنا الاربعاء الماضى بذكرى ثورة 23 يوليو والتى غيرت مجرى حياة المصريين حيث انحازات الثورة للفقراء ولهذا ارتبط بها الفئات الفقيرة بالإضافة للمكاسب الأخري ولهذا لا بد من توجيه التحية للضباط الأحرار وتحية خاصة للجيش المصرى العظيم.