الحركة بركة.. هكذا قال أجدادنا.. وهو قول صحيح.. لأن الصمت يعنى الوحدة ويؤدى للفراغ.. لكن الحركة تأتى مصحوبة بالتوتر.. وهنا عليك ألا تقلق.. لأن ذلك علامة على سلامة التفكير.
وكلنا فى حاجة إلى رفيق الحياة من أجل الدعم والمساندة.. لأننا نعلم فى قرارة نفوسنا مدى حاجتنا للرفيق الصادق الأمين ليشاركنا الفرح ويساندنا فى الحزن.. ويأخذ بيدنا لعبور الصعاب.
المعادلة بسيطة لأن آدم خلقه الله سبحانه وتعالى ومعه حواء.. وحاملان رسالة الإعمار والبناء.. وتواصل الأجيال.. وهى أشياء ينتج عنها الإنجازات والحضارات.. ويكفى الإشارة هنا إلى المهمة الأعظم.. رعاية الأبناء.. وصناعة الأجيال.. والصادقون مع الله.. لا تضرهم الظلمات.. فافتح قلبك للحياة.. وثق بحكمة ربك.. والطريق إلى السماء لا يُسد أبداً.. وبعزمك وقدرتك وإيمانك.. تتحقق أحلامك.. ولا شيء يلفت انتباه الروح أكثر من لين القلب والرحمة وجبر الخواطر.. ومن أراد أن يشكو فليكن الله وجهته.. وكل ذلك يكتمل ويتأكد بالنفس الطيبة.. والفؤاد المنير.
وحينما وصف رب العالمين نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم» لم يصف نسبه أو حسبه أو ماله، ولكن قال تعالي: «إنك لعلى خُلق عظيم».
>>>
فى طريقى إلى عملي.. وأمام الباب الرئيسى بجريدة «الجمهورية» لمحت سيدة ترتدى أغلى وأرقى الأزياء.. وتبكى بالدموع.. وتصرخ فى موبايلها قائلة: مش راجعة البيت.
وألهمنى الله فتح حوار معها طالباً منها العودة إلى «العش الهادي».. لأن أحبابها الكبار والصغار «هيموتوا عشانها».
التزمت الإنسانة الحزينة الصمت قليلاً.. ثم سألتنى عن المترو المتوجه إلى مصر الجديدة.. فأجبت: «محطة ناصر قريبة جداً وتستطيع الوصول إليها سيراً على الأقدام».. ثم عرضت دعمها ونشر حكايتها.. فابتسمت مؤكدة لى أن الحب.. صيانة.. مش خيانة.. والخير والإنسانية والرحمة والأمان.. أجمل هبات الله للمصريين.. والقادم أجمل.. وتلك هى ثقتى بربي.
وتوجهت بخطوات واثقة إلى المترو.
هذه السيدة ظهرت عليها الحيرة.. والقلق وانعكس التردد عليها فى لحظة نادرة.. واعتقد أنها شكرت الله سبحانه وتعالى أن قابلت إنساناً لا تعرفه.. شاركها الحمل للحظة.. وخفف عنها العناء.. لتواصل المشوار حيث شاءت الأقدار.
>>>
فى النهاية ادعوا معي.. يارب.. ارزقنا كل الخير، وحقق أمانينا وفرج كل مهموم فينا.. اللهم آمين.