الوضع فى غزة يزداد سوءًا بل وصل لأسوأ حالاته الآن بعد قصف مستمر من الكيان الغاصب المحتل لأصحاب الأرض والحصار من كل النواحى ودفع أهل غزة للتحرك جنوبا نحو معبر رفح فى محاولة للضغط على مصر لفتح المعبر وصولا لتنفيذ ما قلناه مرارًا وتكرارًا من قبل حتى يتم فتح سيناء للمهاجرين المتضررين لتتحول سيناء إلى وطن بديل لهم فى خطوة مدروسة جيدًا لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائى بعد أن تتحول سيناء إلى وطن بديل ..
حاولوا تنفيذ الصفقة فى فترة حكم الإخوان لولا انتهاء فترة حكم الجماعة مبكرًا قبل تنفيذ أى من مخططاتهم.. واستمرت المحاولات طيلة السنوات الماضية بأشكال متعددة وكانت مصر فى كل الأوقات ترفض مجرد الفكرة ولا تناقشها حتى من حيث المبدأ فالأمر مرفوض تمامًا وغير قابل للنقاش أو الطرح.
تعددت المحاولات ما بين الترغيب والترهيب ومصر لا تتأثر ولا تهتز وثابتة على مبدأ دعم القضية الفلسطينية وفى نفس الوقت رفض مبدأ التهجير بشكل نهائى رغم تعارض هذا مع الرغبة الأمريكية حتى وصل الأمر إلى تقديم منح كثيرة وصلت للوعد بإلغاء ديون مصر ومنحها منحة لاترد بقيمة الديون المتراكمة عليها ولكن الوضع المصرى الثابت لم يتغير ودعمنا للقضية لم يتغير.. وصفقة القرن التى يسعى لتنفيذها بنى صهيون مدعومين بالراعى الرسمى الأمريكى الذى وصل به الأمر للتهديد بعظائم الأمور حال عدم الاستجابة وعدم تنفيذ صفقة القرن.. ولكن مصر ورئيسها لم يتخليا عن المبدأ والثبات فكانت الخطوة البديلة هى تحريك اللجان الإلكترونية للهجوم على مصر واتهامها بعدم فتح المعبر وعدم الاستجابة لنداءات إنسانية بضرورة فتح معبر رفح كحل وحيد أمام المهاجرين لحل أزمتهم التى وصلت لمنتهاها الآن بعد التصعيد الصهيونى المستمر فى ظل رعاية أمريكية ودولية غير مسبوقة اللهم إلا القليل من الدول التى ترفض مايحدث فى غزة من قتل وتهجير بالقوة.
الغريب أن العالم كله يدرك حقيقة الأمر ويعرف الأهداف الصهيونية للتهجير إلى سيناء وفى الوقت نفسه يقف متفرجًا وكأن الأمر لايعنيه.. أما منظمات حقوق الإنسان فلا وجود لها اللهم إلا بعض التحركات الفردية التى ينظمها بعض المتظاهرين فى أمريكا وأوروبا بل وفى إسرائيل نفسها رفضًا للتهجير وللقتل على المشاع فى غزة.. فيأتى الرد سواء فى أمريكا أو أوروبا أو فى إسرائيل نفسها بالتعامل بكل العنف مع هؤلاء المتظاهرين.
أما المجتمع الدولى بكافة منظماته فهو فى ثبات عميق وعندما فكرت المحكمة الدولية أن تدين ما يحدث فى غزة جاء الرد سريعا بتلفيق تهمة تحرش جنسى لكريم خان المدعى العام للمحكمة الدولية لأنه تجرأ ووقف أمام الرغبة الصهيونية لتنفيذ صفقة القرن وقتل الغزاويين على المشاع.
والغريب الآن أن يتم تكثيف الهجوم على مصر بحجة غلق المعبر والمطالبة بفتحه رغم وجود مئات التريلات المحملة بالمواد الغذائية على المعبر وترفض إسرائيل دخولها.. وعلى الرغم من وجود أكثر من معبر فى أكثر من دولة حدودية أخرى منها سوريا والأردن ولبنان والتى من الممكن أن تكون منفذا للخروج الآمن إلا أنهم لايرون إلا مصر فقط.. رغم أن مصر هى الأكثر دعماً للأشقاء والمعبر من الجانب المصرى لم يغلق لحظة واحدة لكن هؤلاء لهم هوى آخر هو المزايدة والضغط على مصر لتحقيق مخططهم .
وفى كل الأحوال تبقى مصر هى التى تتحمل مسئوليتها أمام القضية الفلسطينية وأمام العالم كدولة وحيدة حاربت منذ 48 وحتى 73 بل حتى الآن ثم يخرج مناضلو الفيس بوك وإكس والقنوات الإخوانية الكذوبة ليتهموا مصر.. لصالح إسرائيل أن مصر ستبقى هى القوية صاحبة المبدأ وحامية القضية رغم تخاريف اللجان الممولة .. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها.