تحديات كثيرة واجهتها السياحة المصرية خلال السنوات العشر الماضية ولكنها استطاعت مواجهتها والتغلب عليها وتحقيق قصص نجاح عديدة خلال هذه السنوات العشر سواء فى ارتفاع أعداد السياح أو زيادة الدخل السياحي.. تخطت أعداد السياح ما تحقق فى سنة الذروة.. واقتربت من تحقيق رقم 19 مليون سائح فى نهاية العام الجارى وتحقيق إيراد 18 مليار دولار.. وقد نالت السياحة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ما لم تنله فى عهد آخر.. وكان الرئيس السيسى أكبر مروج لها خلال رحلاته الخارجية ومع ضيوفه من الرؤساء ولا ننسى فى هذا ما حدث مع الرئيس الفرنسى ماكرون الذى اصطحبه الرئيس إلى أشهر معالم القاهرة التاريخية، ليشهد العالم كله هذه الزيارة التاريخية ويرى الأمن والأمان الذى تعيشه مصر.. وفى كل رحلاته الخارجية كانت السياحة والترويج لها موضع اهتمام الرئيس.
وقد أبدى الرئيس السيسى اهتمامه بتيسير كل ما يتعلق بالسياحة.. وأعاد تشكيل المجلس الأعلى للسياحة.. وكانت السياحة موضع توجيهات كثيرة للرئيس للاهتمام بها والتيسير على المستثمرين وتطوير قطاع الطيران والمطارات.. ولولا تبنى الرئيس السيسى لمشروع المتحف المصرى الكبير بعد توقفه، وإعادة تأهيل خطط تنفيذه وتمويله.. ما كان المتحف قد رأى النور.. وكان الرئيس يتابع خطوات العمل فيه بشكل دائم وكذلك منطقة الجيزة والمناطق المحيطة بالمتحف.
>>>
وقد واجهت السياحة الإرهاب وتغلبت على مشاكله.. واجهت تبعات وباء الكورونا واستطاعت أن تعوض النقص الذى حدث.. صمدت فى مواجهة الحرب الروسية ــ الاوكرانية.. والحرب على غزة.. ثم الحرب على إيران.. وعوضت فى كل مرة ما حدث من نقص الحركة السياحية.. والآن تتطلع إلى تحقيق 30 مليون سائح و30 مليار دولار خلال سنوات قليلة.
>>>
فى البداية نتابع كيف واجهت السياحة تحديات الإرهاب والوباء والحروب وكيف أثبتت أنها صناعة مرنة وصامدة فى مواجهة ما عرف عنها من تأثرها بأى أحداث داخلية أو خارجية.. حتى وصفت بأنها صناعة هشة.. ولكنها مع ذلك صناعة الأمل.. الذى يتجدد دائمًا ولا يتوقف أمام أى من التحديات التى تواجهها.
>>>
مرت السياحة المصرية بمراحل عديدة منذ أحداث يناير عام 2011.. كانت التوقعات متفائلة قبل تلك الأحداث عندما أعلنت احصاءات السياحة عن عام 2010 وأقتربت أعداد السياح من 15 مليون سائح لأول مرة وبالتحديد 14.7 مليون سائح وبدخل سياحى 12.9 مليار دولار.. الجميع كان يتوقع أن يتواصل المد السياحى وتستمر الزيادة فى عام 2011 وبنسبة زيادة لا تقل عن 20٪ طبقًا لمعدلات الزيادة السابقة.. ولكن فجأة توقف كل شيء.. وانهارت أحلام العاملين فى القطاع السياحى مع بداية الأحداث فى 25 يناير 2011 ثم تصاعدها بعد ذلك حتى جاء 28 يناير جمعة الغضب.. واستمرار الاعتصامات والأحداث فى ميدان التحرير.. وما حدث بعد ذلك كلنا نعرفه.. ولأن السياحة هى صناعة هشة.. سريعة التأثر بالأحداث الداخلية والخارجية.. فقد أدرك العاملون فى هذه الصناعة أن الظروف الجديدة لن تكون مواتية للسياحة فالكل خارج مصر من منظمى الرحلات الدولية أصبحوا يتابعون الموقف مع نظرائهم فى مصر.. ويترقبون فى كل لحظة انهيار حجوزاتهم إلى مصر.. فليس هناك من يسافر من أجل متعة السفر.. والمرور بتجربة سياحية ممتعة.. لقاء ما سيدفعه من مال للقيام برحلة.. يفكر فى السفر إلى بلد مضطرب.. أو غير آمن أو تسوده قلاقل ومشاكل.. على الفور ينسحب مفضلاً التوجه إلى مقصد آخر.. وفى حالة مصر.. مؤجلاً رحلته لزيارتها إلى موعد آخر أو عام آخر.. حين تتغير الظروف وتتحسن الأحوال.
وهذا ما حدث فى عام 2011 هبطت الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بنسبة الثلث تقريبًا 33.2٪ لينخفض عدد السياح إلى 9.8 مليون سائح مقابل 14.7 مليون سائح فى عام 2010.
وحققت السياحة شيئًا من التعافى فى عام 2012 فوصلنا إلى 11.5 مليون سائح.. ولكن بتأثير الأحداث فى عام 2013 وتنامى إرهاب الإخوان تعود السياحة إلى الانخفاض ليصل عدد السياح إلى 9.4 مليون سائح.. وتستمر بنفس الوتيرة فى عام 2014 لتحقق تناميًا طفيفًا وتصل إلى 9.8 مليون سائح وتحقق انخفاضًا آخر فى عام 2015 بتأثير إرهاب الإخوان وحادث الطائرة الروسية ليصل عدد السياح إلى 9.3 مليون سائج بعد أن كانت الآمال قد ارتفعت فى أن تحقق الحركة ارتفاعًا كبيرًا.. ولكن يأتى حادث سقوط الطائرة الروسية فى 31 أكتوبر عام 2015 ليكون ضربة شديدة للسياحة المصرية.. تتوقف على أثرها السياحة الروسية تمامًا وتتبعها السياحة الإنجليزية وكانا يشكلان نسبة كبيرة من السياحة الوافدة إلى مصر وتداعيت لها باقى الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر ليحقق عام 2016 أسوأ نتيجة مقارنة بالسوات السابقة على هذه السنة محققًا 5.3 مليون سائح أى حوالى نصف السنة السابقة أو بنسبة 42.1٪.
تبعات حادث الطائرة
ونتيجة لسقوط الطائرة الروسية دخلت مصر فى سلسلة طويلة من محاولة تأكيد أمان المطارات المصرية واستخدامها لأحدث الأجهزة الأمنية المستخدمة فى تسفير ركاب الطائرات.. وبذلت جهود عديدة فى هذا الشأن مع دعوات لبلدان عديدة لزيارة مصر والاطمئنان إلى قدراتها فى تأمين حركة السفر من المطارات.
ورغم هذا لا يعود تعافى الحركة السياحية إلا بقدر ضئيل لاستمرار حوادث إرهاب الإخوان ومنها حادثة الكنيسة البطرسية وتفجير أتوبيس سياحى فى طابا.. ومع هذا يحقق عام 2017 ارتفاعًا طفيفًا بتحقيق 8.2 مليون سائح.
بداية التعافى
ومع استمرار جهود الدولة فى الترويج السياحى وجهود القطاع السياحى الخاص تبدأ فى عام 2018 خطوات أخرى نحو التعافى فتصل أعداد السياح إلى 8.1 مليون سائح فى عام 2018.. ولا يلبث هذا الرقم أن يرتفع من جديد مع 2019 ليصل إلى 13.1 مليون سائح.
وباء الكورونا
ولكن لأن السياحة المصرية تعودت على المد والجزر.. تجيء فترة أخرى من الجزر فى نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 مع وباء الكورونا.. لتتوقف الحركة السياحية تمامًا منذ فبراير 2020 ليس فى مصر فحسب وإنما فى كل انحاء العالم.. ويمضى العالم شهورًا طويلة فى قيود التحرك حتى لا ينتشر المرض.. وتكون النتيجة الوصول إلى أقل رقم حققته السياحة المصرية منذ عام الذروة عام 2010.. لتحقق فى عام 2020 رقم 3.5مليون سائح.. رقم ضعيف جدًا.
مع انحسار الكورونا
ويبدأ التعافى تدريجياً فى عام 2021 بعد انحسار قيود الكورونا فيصل عدد السياح إلى 8 ملايين سائح بزيادة نسبتها 117.5٪.. ويستمر التعافى فى عام 2022 فتصل إلى 11.7 مليون سائح بزيادة عن عام 2016 نسبتها 46.6٪.. وتأتى الحرب الروسية ــ الاوكرانية.. لتتأثر السياحة من جديد.
تخطى عام الذروة
وكان كل هذا ونحن لم نستطع بعد أن نتجاوز ماتحقق فى عام الذروة عام 2010.. ولكن عام 2023 يحمل المفاجأة.. إذ نتخطى فى ذلك العام ما تحقق فى عام الذروة بعدد سياح وصل إلى 14.906 ملايين سائح.
ويكسر عام 2024 مرة أخرى ما تحقق فى عام الذروة.. ونتجاوز ما حققناه فى عام 2013 ونتجاوز لأول مرة رقم 15 مليون سائح محققين 15.7 مليون سائح أى بزيادة 21٪ عن عام 2019 قبل الكورونا.. ونتجاوز أيضا الدخل السياحى لعام الذروة ونصل إلى 14.4 مليار دولار.
التفاؤل يرتفع
وها نحن فى عام 2025 نخطو خطوات أكثر تفاؤلاً وقد حققنا فى الربع الأول من هذا العام زيادة بنسبة 25٪ عن عام 2024.. وعلى ضوء هذه الزيادة توقعت فى مقال سابق لى أن نتجاوز 19 مليون سائح فى نهاية عام 2025 لو استمرت الزيادة فى باقى العام بنفس النسبة.
ومنذ أيام أعلن شريف فتحى وزير السياحة والآثار أن النصف الأول من عام 2025 قد انتهى بزيادة تتراوح بين 22٪ إلى 26٪ فى هذه الشهور مقارنة بمثيلتها من العام الماضي.. متوقعًا أن نصل فى نهاية العام إلى تحقيق دخل سياحى تتجاوز إيرادته 18 مليار دولار.
أكثر من قصة نجاح
ولا شك أن ما تحقق فى قطاع السياحة خلال السنوات العشر الماضية يشكل فى حد ذاته أكثر من قصة نجاح ساهمت فيها القيادة السياسية بشكل واضح باحتضانها السياحة كما لم يحدث من قبل.
فقد نجحنا فى مواجهة تبعات أحداث ضخمة ما بين إرهاب وسقوط الطائرة الروسية وما نجم عنها من تأثيرات بالغة السلبية.. ونجحنا فى مواجهة آثار الكورونا والحرب الروسية ــ الاوكرانية وحرب غزة وحرب إيران وحققنا قصة نجاح كبيرة فى تأكيد صورة ذهنية ايجابية عن المقصد السياحى المصري.
وحققنا قصة نجاح كبيرة فى تذليل كثير من العقبات فى مجال التأشيرات باستحداث التأشيرات الالكترونية التى غطت معظم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر.. وفتحنا الباب لتسهيلات اضافية بالدخول لمصر لحاملى تأشيرات شنجن أو تأشيرات أمريكا واليابان.
ونجحنا نجاحًا كبيرًا فى الترويج لمصر باستخدام وسائل التسويق الالكتروني.. وآخر حملة أطلقت ترويجًا للسياحة المصرية.. أطلقت فى السوق العربى منذ أيام مستهدفة مليون سائح عربى مع منصة «وى جو».. وأقمنا أضخم احتفالين حققا دويًا عالميًا كبيرًا وخلقت طلبًا كبيرًا على زيارة مصر.. وكان الاحتفال الأول هو الاحتفال بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة.. وكان الاحتقال الثانى هو الاحتفال بانتهاء العمل فى طريق الكباش فى الأقصر وتجهيزه لاستقبال الوفود السياحية.. وكلا من الحفلين أنتج قوة دفع كبيرة فى اتجاه الرغبة فى زيارة مصر.
بناء المتحف المصرى الكبير
وحققنا قصة نجاح كبيرة فى الانتهاء من بناء المتحف المصرى الكبير.. الذى كان قد توقف العمل فيه تمامًا فأولى الرئيس عبدالفتاح السيسى كل اهتمامه لإعادة الحياة إلى المشروع بعد توقفه.. وتم وضع خطة شاملة لاستكمال العمل فيه وإعادة هيكلة خطة التنفيذ وخطة التمويل.. حتى صار المتحف حقيقة واقعة.. وتم فتحه للتشغيل التجريبى فى عام 2024 وكان من المقرر أن يفتتح رسميًا فى احتفال عالمى كبير فى 3 يوليو الماضي.. ولكن ظروف الحرب الإسرائيلية الإيرانية جعلت من المناسب اختيار موعد جديد للافتتاح وهو ما نأمل أن يتم الإعلان عنه قريبًا.
وخلال الافتتاح التجريبى للمتحف أصبح المتحف قبلة ثقافية وتاريخية كبيرة ففضلاً عن آلاف الزائرين يوميًا والذى قدر فى كثير من الأيام بعشرين ألف زائر.. شهد المتحف عدة أنشطة ثقافية وفنية.
منتج سياحى جديد
وسوف يؤدى الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير إلى ايجاد منتج سياحى لا مثيل له فى العالم.. يجمع بين هذا المتحف والذى يعتبر أكبر متحف فى العالم لحضارة واحدة.. واهرامات الجيزة وسقارة والمناطق المحيطة.. وبين آثار القاهرة الإسلامية والتاريخية والحديثة.. فى اطار منتج القاهرة الكبري.. الذى أصبح يملك مقومات تسويقية كمقصد سياحى متكامل يجمع كل هذه المكونات الأثرية والسياحية فى رحلة تستمر عدة أيام.. ويمكن أن تمتد إلى سياحة الشواطيء فى الغردقة وشرم الشيخ أو الإسكندرية والساحل الشمالى فى العلمين ومطروح.
ويساعد وجود مطار سفنكس الذى تم افتتاحه بالقرب من المتحف فى وصول رحلات مباشرة من الخارج إليه تبدأ بزيارة المتحف.. أو رحلات أخرى من الداخل من شرم الشيخ والغردقة لزيارة المتحف.
تخطيط سياحى عالمى
ومن أجل افتتاح المتحف المصرى الكبير يجرى تخطيط المنطقة المحيطة بالمتحف.. وأسند تخطيطها إلى بيت خبرة عالمى لكى تضم مناطق سياحية وترفيهية وفنادق ومولات تجارية.. بداية من مطار سفنكس وامتدادًا إلى الجيزة.. وجرى الارتقاء بالمنطقة المحيطة بالجيزة والطرق المؤدية إلى المتحف.
ومع المتحف المصرى الكبير يجرى الآن العمل فى الممر الذى سيربط المتحف باهرامات الجيزة.. بحيث يمكن التوجه من المتحف لزيارة الاهرامات أو العكس.. وسوف يكون طريقًا للمشاة مع امكانية استخدام العربات الكهربائية الصغيرة لنقل الزوار بين الموقعين.
تطوير زيارة الأهرامات
ومع العمل فى المتحف المصرى الكبير جرى العمل أيضا فى مشروع تطوير زيارة منطقة الاهرامات وتلافى سلبيات الزيارة.. وجرى منذ أبريل الماضى الافتتاح التجريبى للمشروع الذى ينظم الزيارة باستخدام سيارات كهربائية.. وتقسيم مناطق هضبة الأهرام إلى ثمانى محطات.. وعمل ترتيبات لاستخدام السياح للجمال والجياد.. من المفروض أنها تقلل من سلبيات التعامل مع السياح وأصحاب هذه الحيوانات.. مع الاهتمام بصحة هذه الحيوانات التى كانت مثار شكوى الكثير من السياح المهتمين بحقوق الحيوان.
وقد تكشفت خلال الفترة التجريبية الكثير من النقاط التى يتطلب الأمر تعديلها.. وتوافقت على التعديل غرفة شركات السياحة مع وزارة السياحة والشركة المشغلة للمشروع..
متحف الحضارة
وقد شهدت السنوات العشر الماضية افتتاح عدد آخر المتاحف يأتى على رأسها المتحف القومى للحضارة المصرية ومتحف المركبات الملكية ومتحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة ومتحف كفر الشيخ.. وقد أصبح متحف الحضارة على وجه التحديد مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا يموج بالأنشطة والمواسم الثقافية كما أنه أصبح مقصدًا لكثير من الوفود والشخصيات الرسمية الزائرة لمصر.
ووسط هذا كله يجرى الاهتمام بالمتحف المصرى بميدان التحرير لكى يبقى جاذبًا باستمرار للزوار من مصر ومن سياحها.. وجرت وتجرى فيه عمليات تطوير لأساليب العرض مع الاهتمام بابتكار مناسبات لابراز أهم ما يضمه المتحف من آثار الحضارة المصرية القديمة.
متحف المركبات الملكية
وقد شهد متحف المركبات الملكية مؤخرًا افتتاح مكتبة أضيفت إليه فى اتجاه لتعظيم الدور الثقافى والمعرفى للمتاحف المصرية.. وتضم المكتبة نحو خمسة آلاف كتاب فى مختلف مجالات المعرفة.. فيما يعتبر اضافة نوعية للمتحف ودعامة أساسية لدور المتاحف كمركز للتعليم والبحث العلمي.
وفى الإسكندرية أعيد افتتاح المتحف اليونانى الرومانى بعد تطويره وتجديده وتغيير نظم العرض فيه.. ليعود كواجهة لأهم نوافذ عرض الحضارة المصرية فى عصورها المختلفة.
العلمين الجديدة
مع جهود الدولة فى اقامة المدن الجديدة من مدن الجيل الرابع كانت مدينة العلمين الجديدة درة المدن السياحية الحديثة التى أحدثت نقلة نوعية فى السياحة إلى الساحل الشمالي.. وقد جرى تخطيط المدينة الجديدة لتكون مدينة تستمر فيها الحياة طوال العام.. ومع الجانب السياحى تم التخطيط لإقامة الجامعات والمستشفيات وبعض الصناعات والزراعات مع المساكن التى تناسب دخولاً مختلفة.
لا شك أنه كان للعلمين الجديدة مع ما صاحبها من اهتمام إعلامى عالمى أثر كبير فى جذب حركة سياحية عالمية اضافة إلى الساحل الشمالى مع ماسبق فى منطقة مطروح.. وما صاحب العلمين من أضواء المهرجانات الفنية ساعد على جذب شرائح جديدة من السياح خاصة من منطقة الخليج.. كما أن رحلات أوروبية بدأت كذلك فى التوافد إلى العلمين.. وهذا يشكل اضافة كبيرة إلى حركة السياحة المصرية سوف تتزايد عامًا بعد عام مع اكتمال الكثير من المشروعات الفندقية.
الاستثمار فى الساحل الشمالى
وينبغى هنا أن نؤكد على أهمية الاستثمار السياحى فى الساحل الشمالي.. وهو ما يشكل قصة نجاح أخري.. ويأتى على رأس هذا الاستثمار مشروع رأس الحكمة الذى تم بالمشاركة بين مصر ودولة الامارات والذى يتم باتفاق وصل إلى 35 مليار دولار ويتم انفاق نحو 150 مليار دولار أخرى فى فترة التنفيذ.. وسيضيف هذا المشروع طاقة فندقية كبيرة ويوفر الفرصة لجذب أنماط سياحية جديدة.. ويقدر أن يضيف مليونى سائح عند اكتماله.. كما أن المشروع سيكون له مطار جديد إلى جانب مطار العلمين.
ومع هذا المشروع يأتى مشروع «ساوث ميد».. الذى تنفذه مجموعة طلعت مصطفي.. والذى يوفر اضافة سياحية جديدة لنوعيات من السياحة العالمية والعربية.. وهناك اقبال كبير على الاستثمار فى الساحل الشمالي.. كما أن الدولة تخطط للساحل الشمالى للمنطقة ما بعد العلمين حتى مطروح ومابعد مطروح حتى حدودنا مع ليبيا.
وإلى جانب هذا هناك توقع كبير بإنشاء مشروعات مماثلة فى البحر الأحمر خاصة بعد أن أعلنت الدولة عن مشروع رأس شقير.
المنصورة الجديدة
فى إطار السياحة الداخلية والمدن الجديدة أيضا قدمت الدولة مدينة جديدة تطل على البحر المتوسط هى المنصورة الجديدة.. لتكون رئة جديدة لسكان محافظات الدلتا وليس الدقهلية وحسب وستضاف إلى مدينة شاطئية أخرى قائمة بالفعل وهى جمصة التى بدأت مؤخرًا إجراءات تطويرها وإعادة رونقها إليها.
احياء القاهرة التاريخية
مع الاهتمام بتطوير القاهرة وما يجرى فيها من عمليات احياء لمناطقها التاريخية القديمة والحديثة كالقاهرة الخديوية واستعادة رونقها وترميم آثارها.. يجرى أيضا العمل فى منطقة مجرى العيون بعد إزالة ما كان بها من عشوائيات بهدف تحويلها إلى منطقة سياحية تضم أكبر حديقة فى الشرق الأوسط تتجاوز مساحتها خمسمائة فدان إلى جانب فنادق ومسرح ومولات وإلى ذلك كله جرى تطوير منطقة عين الصيرة المجاورة لمتحف الحضارة لتتحول المنطقة إلى مركز حضارى كبير يطل على قلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي.. ويجاور منطقة مسجد عمرو بن العاص والكنائس والمعابد التاريخية.. مما يخلق مركزًا حضاريًا وترفيهيًا وثقافيًا ودينيًا يصبح نقطة جذب سياحى هامة فى اطار القاهرة.
مشروع التجلى الأعظم
فى سيناء يجرى فى منطقة سانت كاترين تنفيذ مفردات مشروع التجلى الأعظم حيث اقيمت منشآت عديدة فندقية وخدمية تتوافق مع البيئة ولا تتنافر معها وجرى تطوير مطارها لاستقبال الحركة السياحية العالمية فى إطار مشروع الترويج للسياحة الروحية وسياحة الجبال فى سانت كاترين.. والمتوقع أن يحدد موعد قريب للإعلان عن الانتهاء من المشروع الذى يشكل قصة نجاح أخرى سياحية.
>>>
يبقى أن نشير إلى ما جرى ويجرى فى الاسكندرية من عمليات تطوير هامة ، وأن نشير إلى ما جرى من عمليات تطوير هامة فى قطاع السياحة من اصلاح تشريعى وتعديل للقوانين المنظمة لعمل السياحة ، ثم الى ما جرى فى قطاع الطيران والمطارات وكذلك القطارات السريعة .. وهذه النقاط وغيرها نتناولها فى الجزء الثانى من هذا المقال على صحفة السياحة ييوم الثلاثاء القادم باذن الله.