تكثف مصر جهودها مع كافة الأطراف للتوصل إلى هدنة مؤقتة فى قطاع غزة، بالتوازى مع الجهود المستمرة لإدخال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى القطاع المحاصر، حيث أفادت مصادر بأن 166 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة بدءًا من الأربعاء وحتى فجر أمس، عبر معبرى زكيم شمال القطاع وكرم أبو سالم.
وقالت المصادر إن المساعدات تضمنت شحنات من الدقيق والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وأشارت إلى أنه من المقرر إدخال 180 شاحنة مساعدات مختلفة إلى القطاع خلال الساعات القادمة منها 137 شاحنة دقيق والباقى مواد غذائية متنوعة.
كما كشفت مصادر لـ «القاهرة الإخبارية» أن الهلال الأحمر المصرى رفع درجة استعداده للعمل على إدخال المزيد من المساعدات المصرية إلى غزة خلال الساعات القادمة، فى إطار الجهود المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع.
يأتى هذا فى بعد إعلان حركة حماس أنها سلمت الوسطاء المصريين والقطريين ردها على المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار فى غزة .
وذكر بيان مقتضب صادر عن الحركة أنها سلّمت الوسطاء المصريين والقطريين، ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار».
ووفقًا لمصادر قريبة من المفاوضات، يشتمل رد حماس على موقفها من إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى أعداد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم فى إطار أى اتفاق محتمل.
فى الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تعمل مع مصر وقطر للوصول إلى صيغة تنهى حرب غزة، مضيفًة «نشهد تقدمًا ملحوظًا فى جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة».
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم: إن قوات الجيش تستعد لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية فى غزة فى مواجهة رد حماس على حد وصفها.
وفى وقت سابق أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إعادة فريق التفاوض لمواصلة المشاورات.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع قوله إن المحادثات لم تنته مشيرًا إلى أنها خطوة منسقة بينن جميع الأطراف.
وفى المقابل قال مصدر رفيع المستوى فى حركة حماس ان هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة لكن الأمر سيستغرق بضعة أيام بسبب ما وصفته بالمماطلة الإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن رد حماس يتضمن بند يمنع إسرائيل من استئناف الحرب إذا لم يتم التواصل إلى اتفاق خلال فترة الهدنة المحددة بـ «60» يومًا.
يأتى ذلك بينما مازالت المجاعة تفتك بقطاع غزة، حيث حذر المكتب الإعلامى الحكومى من تفاقم أزمة المجاعة، مؤكدًا أن الوضع الإنسانى يزداد سوءًا فى ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الحيوية.
وأشار تقرير جديد نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إلى تفاقم حالات سوء التغذية بين الأطفال فى غزة خلال شهر يوليو.
وبحسب البيانات، تم فحص ما يقرب من 56 ألف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من شهر يوليو فى مدينة غزة ودير البلح وخان يونس. ومن بين هؤلاء، تم تشخيص إصابة خمسة آلاف شخص بسوء التغذية الحاد. ويمثل هذا نحو 9 ٪ من إجمالى من تم اختبارهم – وهى زيادة مقارنة بنحو 6 ٪ فى يونيو و2.4 ٪ فقط فى فبراير.
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» أن واحدا من كل 5 أطفال فى مدينة غزة يعانى سوء التغذية والحالات تتزايد يوميا، موضحة أن ارتفاع معدل سوء التغذية بين الأطفال فى القطاع وشبح المجاعة يتمدد بصمت.
كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد وصفت وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بوزير التجويع الذى يخنق وكالة الإغاثة الوحيدة القادرة على الاستمرار فى غزة.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار ساعر عدم التمديد لتأشيرة إقامة رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جوناثان ويتال، استمرارًا لهجوم حكومة إسرائيل على القانون الدولى والمؤسسات الدولية.
وتابعت، إن على ساعر أن يتراجع فورًا عن قراره، وعلى حكومة إسرائيل وجيشها فتح المعابر للغذاء والمساعدات، والسماح للأمم المتحدة وباقى المنظمات الإنسانية بالعمل دون عراقيل.