يشهد أهالي وسكان مدينة السادات بحي الأربعين في السويس سعادة غامرة بتطوير مدينتهم والعمارات التي طالما عانوا فيها من تهالك البنية التحتية والظروف المعيشية غير الآدمية. فبعد سنوات من إهمال الشوارع المليئة بالقمامة، وواجهات المباني المتهالكة، وخطوط الصرف الصحي ومياه الشرب التي كانت تتسبب في تسرب المياه إلى الطوابق الأرضية، يشمل هذا المشروع الطموح تطوير 50 عمارة سكنية تضم 840 وحدة سكنية، إضافة إلى إنشاء مسطحات خضراء لتحسين جودة الحياة وتقديم نموذج سكني حضاري.
جهود مكثفة لتطوير المدن القديمة وتحسين جودة الحياة
أكد اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، أن المحافظة شهدت تطويرًا شاملًا للعديد من المدن السكنية والعقارات التي بنيت منذ عقود، وكانت تعاني من تهالك المرافق وصعوبة الحياة فيها. وأشار إلى أن المحافظة انتهت بالفعل من تطوير ورفع كفاءة مناطق مثل المثلث بحي الأربعين، ومدن 24 أكتوبر، والعبور، وأكتوبر، ومساكن شل بحي الأربعين، والتوفيقية، وناصر، والملاحة، والغريب، واللوكس، والإيمان، وجارٍ استكمال تطوير باقي المدن تباعًا.
وأوضح المحافظ أن أعمال التنمية والتطوير مستمرة على أرض السويس في جميع الأحياء والمناطق لتقديم أفضل الخدمات لأبناء المحافظة في مختلف المجالات والمرافق العامة. وتتضمن هذه الأعمال صيانة الإنارة العامة، والتجميل، وإنشاء أرصفة للشوارع الرئيسية، وطلاء ودهان واجهات العمارات، وصيانة غرف تفتيش الصرف الصحي، ورصف الطرق لجعل المدن القديمة حضارية.

تفاصيل تطوير مدينة السادات: بنية تحتية ومرافق وخدمات متكاملة
قال المحافظ إنه يجري حاليًا تطوير مدينة السادات بحي الأربعين بتكلفة تبلغ 35 مليون جنيه. وقد أكد على رئيس حي الأربعين بضرورة التنسيق مع مديرية الإسكان ومديري المرافق العامة لمتابعة الجدول الزمني لمراجعة المرافق والانتهاء من باقي أعمال التطوير. يشمل ذلك تطوير البنية التحتية، والمرافق والخدمات، وتعلية مداخل العقارات، وعزل حراري لأسطح المنازل لحماية السكان من أشعة الشمس، وإزالة الأكشاك العشوائية وبناء 6 محلات تجارية بديلة عنها، وإنشاء بعض المسطحات الخضراء وحديقة عامة للسكان، لتصبح مدينة السادات نموذجًا سكنيًا يحتذى به.
وشدد المحافظ على أهمية افتتاح المدينة بعد التطوير في احتفالات محافظة السويس بالعيد القومي لها في 24 أكتوبر القادم. ووجه مقاول المشروع بضرورة الاهتمام بالعمال وسلامتهم أثناء أعمال التطوير. كما نصح أهالي حي الأربعين بأهمية الحفاظ على ما تقوم به المحافظة من أعمال تطوير في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال هي مكتسبات للأجيال القادمة ويجب الحفاظ عليها.

الشركة المنفذة تؤكد على جودة الأعمال والانتهاء في الموعد المحدد
أوضح المهندس محمد السيد، أحد المسؤولين بشركة المقاولات المسند لها المشروع، أنهم يقومون بتطوير 50 عمارة سكنية، وتنفيذ نظافة كاملة للمدينة، وطلاء لواجهات المباني، وتجديد مواسير الصرف الصحي والمياه، وتركيب دروة من الطوب بأسطح المنازل للعزل وتهيئتها لصرف مياه الأمطار. بالإضافة إلى إنشاء غرف تفتيش وترميمها، وتغيير علب الكهرباء والكابلات، وتطوير مداخل العقارات، وتركيب بازلت على الجدران لحمايتها، وطلاء النوافذ والأبواب، بالإضافة إلى أعمال الرصف والإنارة وتركيب مواسير صرف للتكييفات.
الأهالي يعبرون عن سعادتهم بالتحول من “حياة غير آدمية” إلى بيئة صحية آمنة
قال عمر حاتم، أحد المسؤولين عن تجديد خطوط مواسير الصرف الصحي، إنهم عندما تسلموا العمل بالمنطقة لتطوير المرافق، اكتشفوا أن معظم الخطوط متهالكة ومكسورة، وأن انسداد البلاعات كان عائقًا استغرق وقتًا طويلًا، مما دفع الأهالي للمطالبة بسرعة الإصلاح نظرًا لتسرب مياه الصرف إلى وحداتهم السكنية خاصة في الطوابق الأولى. وأكد أن العمل جارٍ على قدم وساق لتسليم المدينة والانتهاء من تطويرها طبقًا للزمن المحدد في 24 أكتوبر القادم.
عبرت الحاجة أم سيد، إحدى سكان مدينة السادات، عن سعادتها البالغة بأعمال التطوير التي تنفذ في مدينتها، ووجهت الشكر للمسؤولين على هذه الأعمال التي تهدف إلى توفير حياة كريمة لهم، خاصة وأنها كانت تعاني من تسرب مياه الصرف الصحي إلى وحدتها السكنية بشكل متكرر، مما كان يهدد حياة أسرتها بالأمراض والأوبئة بسبب الروائح الكريهة وانتشار الحشرات.

وأضاف إبراهيم ناصر، المقيم بمدينة السادات بحي الأربعين، أنه يستطيع الآن أن يعيش حياة كريمة بعد قيام المسؤولين بتطوير منطقته وإزالة القمامة والقاذورات التي كانت تجذب القطط والكلاب والحشرات، بالإضافة إلى طلاء المباني وإزالة الطلاء والواجهات القديمة التي كانت تجعل المدينة أشبه بمدينة أشباح.
وأكدت نبوية منصور أن تطوير المدينة ونظافتها وتركيب أعمدة إنارة بها يحمي المنطقة من اللصوص والشباب الذين يتعاطون المخدرات ليلًا في الأماكن المظلمة، مما يجعلهم يشعرون بالأمان على أنفسهم وأبنائهم.