أيها القارئ .. «العزيز».. دعنى أدعوك ونفسى باحتساب .. «ايمانى إسلامى لله».. لهجرة صفاء تفكر فيما يتحتم علينا .. «اعقال يقين حقه».. الذى قام وتأسس عليه .. «سبب خلقنا وتواجدنا الموقوت بالدنيا».. وكذا لطف عدل الحساب عليه .. «قبل وبعد موتنا».. الذى قدره ثم خلقه الله قبل خلق الحياة .. (2/ الملك) .. ليعلمنا كيفية التخطيط وتقديره .. واحتساب نتائجه قبل البداية .. «فى تنفيذه».. نعم .. لهجرة صفاء .. «رؤية».. مستبصره بحق العلم.. ومهيمنة على .. «عمى جهالة وبغى».. أهل رباط أعناقهم بحمرة .. «عدائية نار».. من كفروا من بنى إسرائيل .. «اليهود الصهاينة».. وكل خائن لحق .. «الدين» .. قد اتبع سبيلهم الضال .. نعم.. «الدين الذى ارتضاه الله للناس».. نعم .. هجرة صفاء اعقال لحق .. «السياسة».. التى تعمر بها الأرض .. بما ينفع الناس دنيا وأخرة.
أرى والرؤية الحق لله ـ أن من أهم ما تستوقفنا الهجرة السابقة .. «بصفاء اعقالاتها».. هو الآتى .. (1) ماهية وحدانية الله.. «الأحادية».. نعم.. فالله سبحانه ليس .. مجرد رقم يشار إليه .. «برقم واحد».. بل هو سبحانه .. «الأحد الصمد».. أى.. أحادية لا يجوز عليها ما جاز على رقم – 1 من معاملات حسابية .. نعم.. أحادية متفردة لا نسب لها مع من قبلها ولا بعدها .. نعم.. أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. (4/ الإخلاص) نعم .. أحادية تحى وتميت.. وهى بالحياة .. «قيومة».. لا تموت وذاك هو .. «الحق المبين».. سبحانه فهو من خلق الموت والحياة .. نعم الذى له الأسماء .. «الحسنى كلها».. ما عُلم منها وما لم يعُلم والذى منها على سبيل المثال .. «اسم العدل».. القائم رغم غفران الله وعفوه إلا أنه .. ليس بظلام للعبيد .. (46/ فصلت).. نعم الله نور السماوات والأرض .. «نور لم تمسسه نار».. نور به تستنير الأنفس .. «واعقالات القلوب».. فتستنير الأسماع والأبصار وتهتدى النوايا .. «والأعمال».. نعم.. صفات وسمات وقدرات .. «ألوهية».. لا طاقة لمخلوق بالإحاطة بها .. «والله محيط بكل أمر وشىء».. نعم .. ومن ذاك الحق .. «القيوم».. نهى الله خلقه من مهلكة .. «التفكير فى ذاته العلية».. وأمرهم فقط فى التفكر والتدبر ومحاولة الاعقال .. «فيما قدر وخلق فقط».. ولذا صُعق موسى حين قال .. «ربى أرنى انظر إليك».. (143/ الأعراف).. وكذا صُعق قومه من بعده حين قالوا .. «لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة».. (55/ البقرة) .. نعم.. قوم موسى الذى شق الله لهم طريقا فى البحر.. ونجاهم من فرعون وجنوده .. قالوا لموسى .. اجعل لنا إلها صنما نعبده.. (138/ الأعراف) فهل بعد ذلك من .. «غُلف قلوب».. وكفر أنفس وعقول .. «ننتظر منهم إيمانا بالسلام».. حتى لو من باب وسبيل .. «المعذرة».. المهم هو .. أن ما سبق من .. «هجرة صفاء».. هى أمر حتمى لكل من شاء.. نعم.. أمر حتمى لكل متوكل على الله .. الذى ينصر القلة على الكثرة بأمره.. والذى ينزل آلاف من الملائكة لينصر من ينصره .. «وما النصر إلا من عند الله».
(2) انظر يا من تطمع فى سعة .. «الإحاطة».. العلمية سياسيا استراتيجيا .. وذلك باحتساباتك لكل ما يؤثر فى حياة البشر .. «تواجديا».. من ظواهر طبيعية .. فهل احتسبت ما هو آت .. (ا) أخبرنا الله بأنه .. «خلقنا أزواجا».. (21/ الروم).. أى أن .. «وحدة».. كل منا هى .. «زوج».. فى حد ذاتها .. بل وكل مكوناتها .. «الحيوية».. هى أزواجا سواء الظاهر .. «المرئى».. منها أو الباطن.. وأى عطب فى تلك الزوجية .. دائما ما يأتى بقدر.. «سلبى توظيفيا».. بتوظيف وحدتنا سياسيا .. (ب) أن الله سبحانه قد جعل زوجيتنا البشرية .. زوجية جنسية عبارة عن .. «ذكور وإناث».. ورغم أن سبب ذلك المباشر هو .. «التكاثر بإنتاج المثل».. إلا أن لكل .. «جنس منهما».. قدرة نوعية وكيفية خاصة بذات كميتها السياسية .. ومن الجهالة إنكار ذلك .. خاصة وأن الله قد رفع الذكور على الإناث درجة .. (228/ البقرة).. قد أحقت للذكور القوامة على الإناث .. (34/ النساء).. (ج) قال الخلاق العظيم .. ما يستوجب منا لطف شدة.. «البحث العلمى سياسيا».. وهو أنه سبحانه قد جعل .. «كل الأمم الأخرى».. أمثال أمتنا البشرية الإنسانية .. (38/ الأنعام) .. إذن.. ما تأثير علمها سياسيا فى سياستنا الاستراتيجية .. «سلبا وإيجابا».. وقد ذكرنا من قبل .. «قول النملة التحذيرى لقومها».. من حوافر أقدام جيش .. «سليمان عليه السلام».. وكيف استنتجت .. «عدم شعورهم بذاك».. بل وكيف علمت بتحطيم تلك الحوافر لبنائية .. «عظامها الهشة».. إلخ إلخ .. وذكرنا كبرياء .. «الهدهد».. وهو يخبر .. «سليمان».. بما لم يحط به علما.
وإلى لقاء لنكمل إن الله شاء
ملاحظة هامة
قال العليم بما خلق سبحانه .. عن جهالة تباهى .. «الإنسان».. «وكان الإنسان ظلوما جهولا».. (72/ الأحزاب)..
