أعلنت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 31 فلسطينياً بنيران وقصف الاحتلال الإسرائيلى لعدة مناطق فى قطاع غزة منذ فجر أمس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الاحتلال استهدف تجمعاً لمواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات فى منطقة وادى غزة وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
وفى بلدة بنى سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين.
من جانبها، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف فلسطينى منذ مايو الماضى أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء فى قطاع غزة، معظمهم بالقرب من مواقع إغاثة تديرها مؤسسة أمريكية متعاقدة وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة فى القطاع المحاصر.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن المفوضية إن 1054 شخصاً قتلوا بينهم 766 أثناء توجههم إلى مواقع تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية» والبقية عندما اندلع إطلاق النار قرب قوافل أو مواقع تابعة للأمم المتحدة.
فى السياق نفسه، أكدت الأمم المتحدة أن المدنيين فى قطاع غزة لايزالون يتعرضون لإطلاق النار أثناء اقترابهم من مستودعات وشاحنات المساعدات الغذائية.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ـ خلال مؤتمره الصحفى اليومي، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» ـ أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» أفاد بأن «آخر شرايين الحياة التى تبقى الناس على قيد الحياة فى غزة، تنهار بسرعة».
من جانبها، قالت وكالة الأونروا الأممية إن الفلسطينيين فى غزة بمن فيهم موظفوها يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى وفاة أطفال ومعاقين بالقطاع نتيجة التجويع وسوء التغذية الحاد.
وجددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» ـ فى منشور على منصة إكس، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» ـ الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء المجاعة فيه.
حذرت أكثر من مائة منظمة غير حكومية أمس الأربعاء من خطر تفشى «مجاعة جماعية» فى قطاع غزة المدمر من جاء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً.
وقالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها «أطباء بلا حدود» و»منظمة العفو الدولية» و«أوكسفام إنترناشونال» وفروع عديدة من منظمتى «أطباء العالم» و«كاريتاس» فى بيان لها «خارج قطاع غزة مباشرة، فى المستودعات لاتزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، بسبب عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها».
ومن جانبها أشارت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة إلى أن المجاعة وصلت إلى مستويات كارثية تهدد حياة أكثر من مليونى إنسان فى ظل استمرار الحصار الإسرائيلى ومنع دخول الغذاء والدواء لأكثر من 140 يوماً. وقالت الصحة فى بيان لها، إن الاحتلال الإسرائيلى يستخدم التجويع كسلاح جماعى ضمن حرب الإبادة المتواصلة منذ 21 شهراً، مشيرة إلى أن أكثر من 2.4 مليون فلسطينى بينهم 1.1 مليون طفل يواجهون خطر الموت بسبب الجوع ونفاد الإمدادات الأساسية. وأضافت أن 71 طفلاً ارتقوا بسبب سوء التغذية، فيما يواجه 600 ألف طفل دون سن العاشرة خطراً حقيقياً على حياتهم، بينهم 60 ألف رضيع محرومون من حليب الأطفال و60 ألف سيدة حامل يعانين من نقص حاد فى التغذية.
كما وصف جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» فى الأراضى الفلسطينية المشهد فى القطاع المحاصر بالقول: «ما تشهده غزة ليس مجرد جوع، بل سياسة تجويع مدروسة». وأضاف «أن الحصار والتجويع أصبحا إستراتيجيات عسكرية ممنهجة، وليس مجرد آثار جانبية للحرب».
كان أحدث تقارير الأمم المتحدة أشار إلى أن الوضع الغذائى فى قطاع غزة بلغ المرحلة الخامسة «كارثية» وفق تصنيف «آى بى سي» (IPC) العالمى لانعدام الأمن الغذائي، وهى أعلى درجات التصنيف تشير إلى خطر المجاعة.
وفى تل أبيب ،صوت الكنيست الإسرائيلى أمس بأغلبية 71 صوتاً لصالح مشروع قرار يدعو لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن. فى خطوة تمهد فعليا لضمها إلى إسرائيل، وهو ما يمثل تحديا صريحا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.
ووفق القناة 12 الإسرائيلية، فإن مشروع القرار قدمه أعضاء فى الائتلاف الحاكم قبل بدء عطلة الكنيست الصيفية، وحظى بدعم صريح من وزراء بارزين، منهم وزير الطاقة إيلى كوهين الذى صوت لصالح القرار واصفا إياه بالتاريخى وقد حان وقته.