أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال الزيارة التفقدية التى قام بها صباح أمس إلى موقع المحطة النووية بالضبعة، دعم القيادة السياسية المتواصل لمختلف المشروعات الجارى تنفيذها فى قطاع الطاقة، بما يعزز جهود الدولة المصرية واستراتيجيتها للطاقة وتنويع مصادر توليد الكهرباء، والسعى لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتوسع فى مصادر التوليد من الطاقات المتجددة والنظيفة فى ضوء مزيج الطاقة المستهدف خلال الفترة القادمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع المحطة النووية بالضبعة يمثل تحقيقاً لحلم وطنى يراود الشعب المصرى منذ منتصف القرن الماضي، واليوم أصبح واقعاً ملموساً يجسد الإرادة الوطنية والعزيمة الصلبة نحو امتلاك مصادر لتوليد الطاقة الكهربائية متطورة وآمنة ومستدامة، مضيفاً أن هذا المشروع يعكس عمق العلاقات الوطيدة التى تجمع البلدين الصديقين مصر وروسيا، ويؤكد الرؤية الثاقبة لقيادة البلدين فى تعزيز المزيد من أوجه التعاون والتنسيق فى العديد من المجالات والقطاعات، وخاصة ما يتعلق بقطاع الطاقة، هذا القطاع الواعد، من خلال إنشاء أول محطة نووية للاستخدامات السلمية على الأراضى المصرية.
وأضاف رئيس الوزراء أن زيارته لموقع المحطة النووية بالضبعة تأتى فى إطار المتابعة الميدانية المستمرة لمختلف المشروعات القومية والتنموية الكبري، التى يتم تنفيذها على أرض مصر فى مختلف القطاعات.
أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا المشروع ظل مخططا على الورق فقط لفترات طويلة، لولا إرادة القيادة السياسية، وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على تحقيق هذا الحلم، والذى بدأ بالفعل فى عام 2015 مع توقيع الاتفاق المبدئى والإطارى لهذا المشروع، ثم بدأ الدخول فى حيز التنفيذ بالفعل فى ديسمبر 2017، ومنذ هذا الوقت ويعمل الجانبان المصرى والروسى معا فى تنفيذ هذا الحلم الكبير للشعب المصري.
وعن بدء تنفيذ المشروع، أعرب الدكتور مدبولى عن سعادته، لأنه يرى الحلم يتحقق وقيد التنفيذ بالفعل، مشيراً إلى أن المشروع يتكون من 4 مفاعلات نووية بإجمالى 4800 ميجاوات من الطاقة، والمشروع بأكمله قيد التنفيذ فى جميع المراحل المختلفة، وفقا لما هو مخطط طبقا لآخر لقاء عقده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مع شركة «أتوم ستروى اكسبورت» المعنية بهذا المشروع، ومن المقرر أن يتم البدء فى التسليم والتشغيل فى النصف الثانى من عام 2028 للوحدة الأولي، ثم يتبعها الوحدات الثلاث الأخرى فى عام 2029، وهو برنامج زمنى يتم متابعته على مدار الساعة، لافتا فى ضوء ذلك إلى أن أكثر من 80٪ من العمالة الموجودة فى هذا المشروع عمالة مصرية من عشرات الآلاف تعمل فى هذا الموقع، وهذا شرف لنا فى أن تحظى الكوادر المصرية بهذه الثقة.
وفى بداية الزيارة، شاهد رئيس الوزراء فيديو توضيحيا تحت عنوان «ملامح مشروع الضبعة»، حيث استعرض الفيديو مراحل تطور المشروع والإنجازات التى تحققت حتى الآن، تلا ذلك عرض تقديمى تناول رؤية وجهود هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء فيما يتعلق بهذا المشروع القومى العملاق، وما تحقق على أرض الواقع من إنجازات، وما تطمح إليه فى المرحلة المقبلة.
وتفقد رئيس الوزراء سير الأعمال على أرض الواقع ، وبدأت الجولة بتفقد قاعدة الإنشاءات والتركيبات، التى تمثل القلب النابض لمراحل التنفيذ الرئيسية فى المشروع.
وفى هذا السياق، أشار المهندس محمود عصمت، إلى أن موقع المحطة النووية بالضبعة شهد تطورات مستمرة وإنجازات متتالية فى مسار تنفيذ هذا المشروع القومى العملاق، وهو ما يؤكد سير العمل بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق الأهداف الطموحة، ويُعد خير دليل على العزيمة والإصرار والالتزام المطلق من كلا الجانبين المصرى والروسى بالمضى قدمًا فى إنجاز حلم المصريين بامتلاك محطة نووية من شأنها أن تعزز من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية من خلال إنشاء المحطة النووية المصرية الأولى لتوليد الطاقة الكهربية.
وأكد وزير الكهرباء أن مشروع المحطة النووية بالضبعة يُعد من أبرز المشروعات القومية الاستراتيجية التى تحظى برعاية خاصة، واهتمام بالغ من جانب القيادة السياسية، لما له من أهمية بالغة فى دعم جهود الدولة نحو تنويع مزيج الطاقة، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، فضلًا عن إسهامه الفاعل فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030، وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وعقب الانتهاء من تفقد منطقة الإنشاءات والتركيبات، توجه رئيس الوزراء ومرافقوه إلى نقطة المشاهدة الرئيسية، وذلك للاطلاع على كامل مكونات مشروع المحطة النووية بالضبعة، الذى يضم الوحدات النووية الأربع والمرافق الداعمة المحيطة به، مستمعاً إلى شرح تفصيلى من الدكتور شريف حلمي، حول مكونات المشروع، ونسب ومعدلات الإنجاز فى تنفيذ هذه المكونات.
وأضاف الدكتور شريف حلمى أن محطة الضبعة النووية تعتمد على أحدث تكنولوجيا فى هذا المجال، وتخضع أعمال التنفيذ لرقابة فنية وهندسية دقيقة، ويجرى تنفيذها بأيدى فرق مشتركة مصرية وروسية ذات كفاءة عالية، وسيتم تشغيلها بأيدى وكوادر مصرية خالصة منذ اليوم الأول للتشغيل.