اشتعلت نار الغضب في قلب الأب بمجرد علمه بـ”غراميات ابنته”، ليقوم باستدراجها بعد التعدي عليها “بعلقة موت” إلى ترعة الإسماعيلية بشبرا الخيمة، وإجبارها على القفز في المياه لينهي حياتها في الحال. تم القبض على المتهم وتحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
كانت الشكوك قد ساورت الأب تجاه تصرفات ابنته الطالبة شهد (18 عامًا)، ليقوم بمتابعة تحركاتها ويتخذ قراره بضرورة الانتقام منها بعد تأكده من انحرافها وسقوطها في علاقات غرامية ومحادثات تليفونية “ساخنة” عبر المحمول بالساعات.
لم يتحمل الأب الصدمة، فأسرع بالتعدي عليها بالضرب بلا رحمة، ليقوم بعدها باصطحابها إلى ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد بشبرا الخيمة، ويجبرها بفكره الشيطاني على إلقاء نفسها في المياه، تاركًا إياها تواجه مصيرها المأساوي بلا رحمة لدموعها وتوسلاتها. عاد بعدها لمسكنه وكأن شيئًا لم يحدث، ظنًا منه أن أحدًا لن يكشف سره. وبعد يومين من اختفائها، عثرت قوات الإنقاذ النهري على جثتها طافية فوق سطح المياه، وتم نقلها إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.

فور إبلاغ المقدم مصطفى دياب، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، بالعثور على جثة فتاة مجهولة في الترعة، انتقلت القوات بإشراف اللواء محمد السيد، مدير المباحث الجنائية، للفحص والمعاينة. تم التعرف عليها وتحديد شخصيتها، وتبين أنها لطالبة تدعى “شهد” من سكان المنطقة. تم نقلها لثلاجة حفظ الموتى، وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريحها قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل.
تحريات المباحث كشفت أن والد الفتاة هو مرتكب الجريمة. اعترف بعد ضبطه أمام اللواء محمد فوزي، رئيس مباحث المديرية، بالقصة الكاملة، مؤكدًا أنه قام بالتخلص منها بدافع “الشرف” بعد أن سيطرت عليه الشكوك تجاه الابنة “المستهترة”، ليتخذ قراره بإنهاء حياتها بتلك الطريقة “ليرتاح من مشاكلها”. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء عبد الفتاح القصاص، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات.