لم تكن الثورات فى تاريخ الأمم والشعوب سوى علامات براقة ونقاط فارقة.. أدت إلى تحولات جوهرية إيجابية فى حياتهم.
ولِمَ لا والثورة الفرنسية أم الثورات كان لها السبق فى إشاعة نور الحريات فى «القارة العجوز» التى ظلت لقرون تحكم بسياسة الحديد والنار من جانب الملوك والأباطرة.
>>>>
الحال لم يختلف كثيرا فى باقى قارات الدنيا.. فإذا ما اتجهنا جنوب الكرة الأرضية «القارة السمراء» نجد الوضع مشابها إلى حد كبير لما كان يجرى فى أوروبا.. أنظمة حكم فاسدة شعوب مقهورة تعانى الأمرين.
ثم.. ثم كان خروج «المارد» المصرى من القمقم.. وكان رجال مصر الشرفاء الذين نذروا أنفسهم فداء لوطنهم.. رجال تنظيم الضباط الاحرار الذين كان لهم «قصب السبق» ليس فى إخراج مصر فحسب من ظلمة الفساد والقهر بل تحرير دول إفريقيا كلها وبقية دول العالم الحر حيث أسهمت ثورة يوليو المجيدة بعد نجاحها فى مصر بمساعدة المصريين الذين وقفوا وقفة صلبة إلى جوار رجال القوات المسلحة من أجل القضاء على كل مظاهر السلبية التى كانت يمتليء بها كل ركن من أركان الدولة المصرية.
لم تكتسب ثورة يوليو الخالدة الصبغة المحلية فقط بل امتدت خارج الحدود لتكون الملهمة للعديد من دول العالم سواء من الشقيقات العربيات أو الإفريقيات وغير ذلك من دول العالم الحر.
>>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنّ الثورات العظيمة بمرور الزمان عليها قد تنحرف عن بعض أهدافها مما يستدعى «نقطة نظام» جديدة لتعديل المسار.. وهو ما كان وما حدث فى مصرنا الغالية متمثلا فى ثورتها الرائعة «30 يونيو» التى استطاعت تعديل مسار الوضع فى مصر وإعادتها الى سابق عهدها الدولة القدوة التى يشار إليها بالبنان وكان قائدها الفريق أول عبدالفتاح السيسى عند حُسن الظن به حين إنحاز الى الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى كل الميادين فى مصر مطالبين بمساندة الجيش الوطنى لهم من أجل إزالة هذه الجماعة المارقة من المشهد تماما وعودة الحياة فى مصر لطبيعتها.. فكانت تلبية النداء واستجابة الجيش لمطالب الشعب ونجحت ثورة 30 يونيو كما نجحت ثورة يوليو.. وكانت كلتا الثورتين تمثلان نقطتين فارقتين فى حياة كل المصريين.
.. وهكذا دوما تصنع مصر النقطة الفارقة فى أيامها المشهودة على المستويات كافة.
.. كل عام ومصر الأم الرءوم فى أمن وأمان ورخاء واستقرار.
>>>>
.. ووشكراً