يتفنن القائمون على إدارة ملف كرة القدم والمدربون واللاعبون والمشجعون فى الحديث عن الاحتراف، واإدراج الكلمة فى كل جملة أو تقرير أو كلمة يلقيها أو يأتى بها أحدهم فى المناسبات العامة، وفى اللقاءات الفضائية المختلفة، وللأسف الشديد لا يدرك الكثيرون منهم الكلمة وأبعادها وما تحمله من مدلولات، وما تتطلبه على أرض الواقع من أفعال، حتى يتوافق القول مع الفعل ولا يصبح الأمر مجرد حرص على التباهى والاستعراض فقط..
يخرج المسئول ليؤكد أن هيئته أو ناديه يتعامل ويطبق كل قواعد الاحتراف فى التعامل مع المدربين واللاعبين، وهو فى الحقيقة يسابق نفسه فى التعنت ضدهم، وحجب مستحقاتهم المالية، والتمادى فى العقاب بالخصم والحرمان، ولا يطبق أبسط قواعد الثواب المنصوص عليها فى العقود، ولا يشغل أحدهم نفسه بحجم وعدد الشكاوى والقضايا المنظورة أمام المحكمة الرياضية والجهات المختلفة، بسبب المستحقات المتأخرة والإخلال ببنود التعاقد المتعددة.
كما يتعلق المدرب بكلمة الاحتراف فيما يخص راتبه ومكافآته الخاصة، ولا ينظر إلى الإجازات ومرات الغياب عن الفريق، وتركه للمساعدين فى فترات مختلفة وممتدة لمصاحبة الأسرة فى رحلة ما، أو التسبب فى تكبد خزينة النادى لعشرات الآلاف من الدولارات بسبب تصريح أو تغيب عن مؤتمر صحفى أو شجار مع لاعب أو إدارى من فريق منافس، أو الخروج إلى منصات التواصل الاجتماعى بعبارة أو جملة فيها هجوم أو تجريح لعنصر آخر.. وكلها مظاهر ومشاهد أبعد ما يكون عن قواعد وأساسيات الاحتراف المتعارف عليها.
أما اللاعب فهو أكثر عناصر اللعبة خرقا لهذه القواعد، رغم أنه من أكثرها حصولا واستفادة مادية، فيهوى هو الآخر السهر والتغيب والقيام بأفعال أو التفوه بعبارات وكلمات صعبة وخارجة أحيانا، والإشارة للجماهير والأفراد بإشارات غير لائقة والتمارض والهروب من المباريات والمعسكرات، ومهاجمة مدربه أو زميله بوابل من العبارات والكلمات التى يعاقب عليها القانون وليس اللائحة فقط.. وفى النهاية تجده غاضبا وثائرا بسبب توقيع غرامة أو حتى لفت نظر له بأى شكل من الأشكال، ولا يقبل مجرد توجيه النصائح إليه..
فى النهاية لا يتغنى أحدكم بالاحتراف ويردد كلمته ويلصقها بكل قول أو فعل، ويتبارى فى تفسيرها وتحديد أبعادها، وهو أبعد ما يكون عنها، فعليه أولا الإيمان بها وإدراك مدلولاتها جيدا، والبدء بنفسه قبل مطالبة غيره بتطبيق قواعدها..