قالت مصادر فى مستشفيات غزة إن 51 فلسطينيا استشهدوا، بينهم 14 من منتتظرى المساعدات بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس.
واستمرارا لحملة القتل تجويعا التى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة، أعلنت وزارة الصحة فى القطاع المنكوب أن العدد الإجمالى لوفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 101 وفاة بينهم 80 طفلاً. وسجلت المستشفيات 15 وفاة بينهم 4 أطفال بسبب المجاعة فى قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية.
قالت مصادر طبية فى غزة، إن 17 ألف طفل فى القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
من جهتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بأن الناس فى قطاع غزة، «بمن فيهم زملاؤنا، يغمى عليها بسبب الجوع الشديد».
وقالت الأونروا، فى منشور على حسابها بموقع فيسبوك، إن 1000 فلسطينى لقوا مصرعهم منذ مايو الماضى نتيجة الجوع.
كما طالبت الوكالة بـ «رفع الحصار والسماح للأونروا بإحضار الأغذية والأدوية».
أضافت الوكالة بأن نزوح سكان غزة لم يعد ممكناً إلا إلى أقل من عشر مساحة القطاع.. وتابعت قائلة: »إن أهالى القطاع يجبرون على الفرار مجدداً دون أى مكان آمن يلجأون إليه«.
بدوره، قال المفوض العام للأونروا إن الأطقم والأطباء يعانون من الإغماء بسبب الجوع والإرهاق خلال أداء واجباتهم فى غزة.
تابع فيليب لازارينى «غزة أصبحت جحيما على الأرض ولا يوجد بها مكان آمن».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن سوء التغذية يتزايد والمجاعة تدق كل باب فى غزة واصفاً الوضع فى القطاع بأنه »فيلم رعب«.
فى السياق ذاته، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إن تفشى سوء التغذية المميت بين الأطفال فى قطاع غزة يصل إلى مستويات كارثية.
أضافت المنظمة، فى بيان على منصة «إكس»، إن الجوع ينتشر فى غزة والناس يموتون، كما أن الغذاء شحيح بشكل خطير والمياه النظيفة دون مستوى الطوارئ.
تابعت اليونيسف: «المساعدات مقيدة بشدة والوصول إليها محفوف بالمخاطر».
أعلنت مصادر طبية، مقتل طفلين فى قطاع غزة نتيجة سوء التغذية والمجاعة، وفق ما نقلته وكالة «وفا».
بلغ الوضع الإنسانى فى غزة مرحلة «غير مسبوقة من التدهور»، إذ يُحرم نحو ثلث المواطنين فى القطاع من الطعام لأيام متتالية، بحسب ما أعلن برنامج الأغذية العالمي.
كما أكد البرنامج العالمى أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، تزامنا مع إعلان صادر عن الأمم المتحدة يفيد بمقتل نحو 800 شخص أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر مايو الماضي.
من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضى إن فرقها العاملة فى غزة تشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التى سُجّلت على الاطلاق فى القطاع.
كانت إسرائيل بدأت فى الثانى من مارس فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذى أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت إسرائيل دخول أى سلع حتى أواخر مايو، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.
ومع نفاد المخزون الذى كان قد تجمع خلال فترة وقف اطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص فى الإمدادات منذ بداية الحرب قبل أكثر من 21 شهراً.
ووفق مصادر طبية فى القطاع، فإن إجمالى قتلى منتظرى المساعدات ممن وصلوا المستشفيات قد ارتفع إلى أكثر من 1.021 قتيلا، ونحو 6.511 إصابة، بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية.
أما منظمة الصحة العالمية فذكرت فى بيان، أن مقر سكن موظفيها فى دير البلح بقطاع غزة تعرّض لثلاث هجمات من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
وفقاً للبيان الصادر، دخل الجيش الإسرائيلى إلى المبني، مما أجبر النساء والأطفال على الإخلاء سيراً على الأقدام باتجاه منطقة المواصي.
أضافت منظمة الصحة العالمية أن الموظفين الذكور وأفراد عائلاتهم تم تقييدهم بالأصفاد، وتجريدهم من ملابسهم، واستجوابهم فى المكان، وتفتيشهم تحت تهديد السلاح.
تابعت: «تدين منظمة الصحة العالمية بأشد العبارات الهجمات على مبنى يضم موظفيها فى دير البلح بقطاع غزة، وسوء معاملة من كانوا يحتمون فيه، وتدمير مستودعها الرئيسي».
فى السياق، قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى إن قتل المدنيين الذين يطلبون المساعدة فى غزة أمر لا يمكن تبريره. وكشفت المسئولة الأوروبية أنها تحدثت مجددا مع وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر لتأكيد تفاهمنا بشأن المساعدات، مشيرة إلى أنها أوضحت له أن على إسرائيل الكف عن قتل الناس عند توزيع المساعدات. وكشفت أن جميع الخيارات مطروحة إذا لم تف إسرائيل بوعودها.
على صعيد مفاوضات الهدنة، قال مصدر مطلع «إن المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء فى الدوحة «تتركز على خرائط الانسحاب».
وأشار المصدر إلى مساعى الوسطاء من مصر وقطر مع الادارة الأمريكية لـ»جسر الهوة فى الخرائط بحيث تكون مقبولة للطرفين».
وأوضح المصدر أن «الأفكار المطروحة تعالج إنهاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية فى التجمعات السكنية، والانسحاب من طريق صلاح الدين، وتقليل التواجد العسكرى فى المناطق الحدودية الشرقية للقطاع، إضافة الى تحسين آلية المساعدات».
واعتبر المصدر أن حماس «أبدت مرونة كبيرة فى مسألة تبادل الأسري، وتريد أن يكون انسحابا حقيقيا أقرب لخرائط الانسحاب فى الهدنة السابقة» التى استمرت لشهرين وانهارت فى مارس الماضي. وأضاف: «إذا وافقت إسرائيل نصبح قريبين من اتفاق هذا الأسبوع».
من جهته، طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإمهال حماس 24 ساعة للموافقة على اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى أو غلق التفاوض، داعياً إلى ضم شمال القطاع إلى إسرائيل.
على صعيد ردود الأفعال الدولية، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة ترحب بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، الذين طالبوا بإنهاء الحرب على غزة بشكل فورى ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة ايصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية فى الأراضى المحتلة وتوسيع الاستيطان.
أضافت الوزارة، فى بيان، أن المملكة تجدد «رفضها القاطع لمواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلية منهجيتها اللا إنسانية فى منع المساعدات واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على أبسط احتياجات البقاء على قيد الحياة من الغذاء والدواء والماء».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى إن إسرائيل قد تواجه مزيدا من العقوبات من جانب بريطانيا إذا لم توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة.
وفقاً لوكالة «بى إيه ميديا» البريطانية، أعرب لامى فى تصريحات لوسائل إعلام عن شعوره بـ»الفزع» و»الاشمئزاز» من أفعال إسرائيل فى القطاع.
فى بيان مشترك، طالب لامى ووزراء خارجية من 24 دولة، بينها فرنسا وكندا وأستراليا، برفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
انتقد البيان نموذج توزيع المساعدات الحالي، الذى تدعمه كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مشيراً إلى تقارير عن إطلاق الجيش الإسرائيلى النار على مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
