التماسك الشعبى والاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية ضرورة حتمية فى الوقت الحالى لمواجهة الازمات والتحديات والمخاطر، وهو ما اكد عليه السيد الرئيس بقوله « شعب مصر أثبت برؤيته الواعية وإدراكه العميق حجم التحديات التى تواجه مصر والمنطقة، فالشعب المصرى جبهة داخلية متماسكة عصية على التلاعب قادرة على استعادة مصر هويتها وتاريخها ومصيرها لتقف فى وجه الإرهاب وكسر موجات الفوضى « فالشعب المصرى وقت الازمات لا يهرب وانما يرحل فى هجرة عكسية الى ارض الوطن لانه حريص على ان يعيش ويدفن فى ارضه مدافعاً عنها، فالشعب المصرى هو الجيش والجيش هو الشعب ، فمصر قد تتعثر ولكنها لا تسقط أو تموت، والمساس بالأمن القومى المصرى هو خط احمر بالنسبة للمصريين يدفعهم جميعاً للاصطفاف دفاعاً عن الوطن ،فاسرائيل تعلم مدى قوة وثبات وايمان وعقيدة الجيش والشعب المصري، وبالرغم من تمسك المصريين بالسلام إلا انهم يحملون فى طياتهم كراهية لاسرائيل ولكيانها الصهيونى الذى يسعى لتدمير المنطقة والسيطرة عليها.
اسرائيل تعلم مدى قوة مصر جيشاً وشعباً ومدى قدرة مصرعلى المواجهة المباشرة، فمصر التى واجهت امبراطورية المغول والتتار التى اجتاحت العالم لن تتوانى فى الدفاع عن ارضها وعن حدودها، لكن اسرائيل تسعى لاحتلال الاراضى العربية لتغيير خريطة الشرق الاوسط اعتماداً على الدعم والمساندة الامريكية فى ضرب غزة وضرب سوريا وتدمير جيشها وقواتها المسلحة وضرب لبنان واشعال الحرب فى السودان واشعال النيران فى ساحل البحر الاحمر شرقاً والبحر المتوسط شمالاً، فالتاريخ يصف ويرصد مواقف الشعب المصرى فى الحروب والازمات، ففى حرب 67 وحرب 73 تدافع المصريون فى الداخل والخارج للتبرع بما لديهم من اموال ومقتنيات ذهبية، كما قام اهل الفن وعلى رأسهم كوكب الشرق ام كلثوم باحياء الحفلات فى مختلف دول العالم، كما تراجعت الجريمة فى حرب أكتوبر 73 نتيجة الشعور بالحس الوطنى وشاركت المرأة بدور فعال وقوى فى الدعم والتمريض، ففى وصية الحجاج بن يوسف عن اهل مصر قال له «عليك بالعدل فيهم، فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب،هم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل، ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وان قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه…ولا تقرب أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، حفظ الله مصر.