مرةً تلو الأخري، تثبت وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطنى أن عيونهم لا تغفل، وأن سواعدهم لا تتراخى عن الدفاع عن أمن مصر واستقرارها، مهما حاولت قوى الشر أن تعود من نوافذ الظلام. الضربة الأخيرة التى وجهتها الأجهزة الأمنية لحركة «حسم» الإرهابية الذراع المسلحة لجماعة الإخوان ليست مجرد نجاح أمني، بل هى رسالة حاسمة بأن الوطن محصَّن برجال لا ينامون، وعيون ترقب كل تهديد، وصقور تطارد الخطر حتى قبل أن يحط فى الأفق.
الضربة الأخيرة التى أحبطت محاولة تسلل أحد عناصر «حسم» إلى البلاد عبر الدروب الصحراوية، ومداهمة الوكر الذى اختبأ فيه بمنطقة بولاق الدكرور، كشفت عن عمق الجاهزية الاستخباراتية والعملياتية للأمن المصري. فقد كانت الخطة الدنيئة ترمى لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية، وهو ما كان من شأنه تقويض حالة الاستقرار التى تشهدها البلاد. إلا أن التدخل السريع للقوات الأمنية أحبط المؤامرة قبل أن تبدأ، ونجح فى تصفية الإرهابيين المتورطين، رغم استشهاد أحد المدنيين الأبرياء أثناء تبادل إطلاق النار، وإصابة أحد الضباط.
ما كشفته الداخلية فى بيانها لم يكن مجرد عملية منفردة، بل جزء من مخطط منظم تقوده قيادات الإخوان الهاربة فى الخارج، وعلى رأسهم يحيى السيد موسى ومحمد عبد الحفيظ وعلاء السماحي، المحكوم عليهم فى قضايا إرهاب. هؤلاء ما زالوا ينسجون من الخارج شبكات من العنف والتآمر، ويدفعون بأفراد مدربين عسكريًا لاختراق الحدود، مستغلين الظروف الإقليمية ومحاولين الترويج لأكاذيبهم عبر فيديوهات دعائية تحريضية بثتها «حسم» مؤخرًا على منصات التواصل.
فشلت جماعة الإخوان سياسيًا، وسقطت شعبيًا فى 30 يونيو، فاختارت طريق الدم والإرهاب. لم تعد تمتلك خطابًا أو مشروعا، بل تحولت إلى أداة مأجورة فى يد من يعادون مصر، تنفذ أجندات خارجية تحت شعارات كاذبة، وتختبئ خلف تنظيمات إرهابية كـ»حسم» و»لواء الثورة». جماعة فقدت كل شرعية، وانكشفت خيانتها مرارًا أمام وعى الشعب المصري، الذى لفظها، ثم رأى بأم عينه كيف تحولوا إلى ميليشيا تحرّض وتقتل باسم الدين.
ما حدث يذكّرنا مجددًا أن وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطنى هما الدرع والسيف، بل هما «عين الصقر» التى لا تنام. إن يقظة الأجهزة الأمنية، وتحديثها المستمر لآليات المواجهة، وتعاونها الوثيق مع الشعب، كلها عوامل جعلت من مصر نموذجًا فى إحباط الإرهاب، رغم أنها تقع فى محيط مضطرب لا يهدأ.
قد يحاول الخائنون أن يستغلوا الأزمات، أو يراهنوا على التشكيك، لكنهم فى كل مرة يصطدمون بجدار الوعى الشعبى وصلابة الدولة. فهذه ليست المرة الأولى التى تحاول فيها «حسم» تنفيذ مخططات دموية، لكنها فى كل مرة تسقط أمام التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية والمواطن المصري، الذى بات يدرك أن المعركة لم تنتهِ، وأن يقظة الوعى لا تقل أهمية عن يقظة الأمن.
فى وطن مستهدف كـمصر، لا مكان للغفلة. لكن فى وطن يقف فيه رجال الأمن بكل شجاعة، لا مكان للخوف أيضًا. ستبقى مصر قوية، بوعى شعبها، وبتضحيات أبنائها فى الجيش والشرطة، وبعين الصقر التى لا تغفل عن أمن واستقرار هذا الوطن العزيز.