يوافق اليوم «الأربعاء» ذكرى مرور 73 عاماً على قيام ثورة 23 يوليو 1952.. ومن المصادفات أن الثورة قامت ليلة الأربعاء بتحرك الضباط الأحرار قبل الموعد المقرر بساعة فى منتصف الليل ونجحوا فى السيطرة على مبنى قيادة الجيش فى كوبرى القبة والقادة الذين كانوا متواجدين فى المبني.. وتم إعلان بيان قيام الثورة فى السابعة صباحا.
وفى هذه المناسبة الوطنية الغالية نذكر الأثر الكبير لقصة الأديب الكبير توفيق الحكيم (عودة الروح) بأن يكون المصريون جميعا قوة واحدة من أجل تحقيق الأهداف الكبري.
وهو الأمر الذى تحقق مع المفكر والفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو الذى ولد فى جنيف بسويسرا 1712 وتوفى فى تونفيل بفرنسا 1778 قبل الثورة الفرنسية بأحد عشر عاما.. وكان لكتاباته أثر عميق فى الفكر السياسى والاجتماعى الأوروبى خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وأيضا فى قيام الثورة الفرنسية 1789.. ومن مؤلفاته «أصل الظلم وهلويزا الجديدة- العقد الاجتماعي- الاعترافات وأوبرا ربات الشعر الكريمات».
والإنسان عند روسو يولد حراً ومع مرور الأيام تحاصره الأغلال والقيود وهو يؤمن بالحرية والمساواة.. وأن التربية السليمة تكون بالتركيز على العواطف قبل العقول ومن حق الطفل أن يبقى طويلا فى أحضان أمه.. لكن فولتير يؤكد على العقل والمنطق أكثر من القلب والعاطفة.
وكما كانت الثورة الفرنسية تعد أم الثورات فى أوروبا والعالم الغربى كانت الثورة المصرية رمزا للحرية والاستقلال فى العالم العربى وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
والعقد الاجتماعى باختصار اتفاق بين الفرد والجماعة يتخلى بمقتضاه عن حياتيه البدائية ويوافق على الانخراط فى الحياة الاجتماعية.
تحدث الفيلسوفان الانجليزيان توماس هوبز 1679-1588 وجون لوك 1704-1632 ومن قبلهما العالم العربى عبدالرحمن بن خلدون 1384-1323 مؤسس علم الاجتماع لكن الفضل فى بلورة نظريته يعود إلى الفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو.
يرى هوبز أن الفرد يتخلى عن قدر من حرياته الطبيعية ليتمتع بالأمان والنظام فى ظل الدولة.
والعقد الاجتماعى عند لوك يعنى سيادة الأمة وأن النظم الحاكمة لابد أن تخدم إرادة الشعب وأن تأتى من خلالها.
كان حلم روسو الكبير أن يؤلف كتابا كبيرا بعنوان «النظم السياسية» على غرار كتاب روح القوانين لـ»مونتسكيو» يسجل فيه أفكاره ونظرياته بعد أن درس أحوال النظم السياسية الأوروبية وسلبياتها لكنه اكتفى بكتاب «العقد الاجتماعي» Le Contrat Soliar الذى تحدث فيه عن منهجه لخلاص الانسان من القيود التى تحاصره والمخاوف التى تساوره بعد انتقاله من الحياة البدائية البسيطة إلى الحياة المدنية المركبة وهذا بلا شك ما نجحت فيه ثورة يوليو 52 بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع.