كان مخططاً أن تسقط مصر وأن تنهار من الداخل وأن تدخل فى صراعات وحروب أهلية فى أعقاب أحداث يناير 2011 التى كانت بداية رياح العصف بالأنظمة العربية من أجل إيجاد كيانات جديدة بلا هوية ولا قيم والتزامات وطنية.
ولكن ما حدث هو أن مصر لم تسقط.. ومصر لم تنهار.. والشعب المصرى لم يرفع السلاح فى وجه بعضه البعض.. والناس رفضت العنف وابتعدت عنه.. و»حزب الكنبة» ببقائه بعيداً عن المشهد ساهم فى منع تفاقم وتطور الأحداث.. والناس قررت أن تحمى نفسها بنفسها فوقف الجميع أمام بيوتهم وأمام ممتلكاتهم دروعاً بشرية وحائطاً للصد ضد أى طارئ أو مجهول.
وخرجنا من أحداث يناير بأهم درس ونتيجة وهى أن الأمن والأمان نعمة تفوق وتعلو على كل شيء.. وأن ما عدا ذلك نوع من الكماليات والرفاهية فى ظل السيناريو القاتم والأكثر سواداً والذى كان مقرراً له أن يلتهم الأخضر واليابس.
وعندما استرد جيش مصر الزمام بدعم شعبى منقطع النظير فإن المنطقة العربية بأكملها استردت رباط الجأش واستعادت توازنها وأفسدت وأحبطت رياح الربيع العربى الكاذب الذى كان مقرراً له أن يكون خريفاً يحمل البداية والنهاية..!!
>>>
ولكنهم لم يتركونا لحالنا.. لم يستسلموا للهزيمة.. وأعادوا المحاولة تلو المحاولة فى أشكال جديدة تتمثل فى تصدير الإرهاب المسلح إلينا.. فى ضغوط اقتصادية عنيفة ومتوالية تستهدف زيادة معاناة الشعب المصرى ودفعه نحو اليأس بكل ما يعنيه ذلك من عواقب.. وفى محاولات متتالية لإيجاد أزمات سياسية للنظام المصرى ودفعه نحو اتخاذ قرارات تعرض أمن واستقرار مصر للخطر.
وطوال هذه السنوات كانوا يخرجون علينا بتحليلاتهم وتوقعاتهم وتنبؤاتهم بأن مصر فى خطر.. مصر سوف تنهار.. مصر لن تستطيع الاستمرار فى الوقوف على قدميها.. والدولار الأمريكى سوف تصل قيمته إلى مائة جنيه مصري.. وانتبهوا يا مصريين بلدكم فى خطر..!
ولكن.. ولكن ماذا حدث؟! مصر لم تسقط.. مصر لم تنهار.. مصر لم تفقد الأمل.. ومصر تعيش الحياة بكل معانيها.. دولة قوية فيها كل شيء.. فيها الإيجابيات وفيها السلبيات.. فيها الرخاء وفيها أيضاً المعاناة.. فيها الجنة وفيها النار.. دولة صامدة قادرة على أن تلتهم أزماتها التهاماً.. دولة تنتقد نفسها بنفسها ولكنها تبتلع وتهضم من يجرؤ على أن يوجه إليها انتقاداً أو تقليلاً من قيمتها ومكانتها.
ومصر لم تنهار كما كانوا يأملون..!! هل ما حدث كان معجزة.. هل هناك رعاية إلهية لبلد أصحاب الكرامات وأولياء الله الصالحين.. وأهل الخير والتقوي.. وهل ما حدث كان تعبيراً عن شعب ذى معدن خاص.. شعب يعشق التحدى والانتصار.. أم أنها كل هذه العوامل مجتمعة.. وكلها تقول إنها فى النهاية.. معجزة.
>>>
وأسوأ الأمراض الاجتماعية وخاصة فى المجتمعات الريفية المغلقة تتمثل فى الحقد والغل والحسد.. وإخواننا من إحدى المحافظات الساحلية نشروا على صفحات التواصل الاجتماعى صوراً لشارع جميل وقد انتشرت فيه العمارات الفخمة الشاهقة وكتبوا تعليقاً على ذلك يقول.. شارع غسيل الأموال..!
وعبارة غسيل الأموال تطلق حالياً على مكاسب كل صاحب عمل ناجح أو كل من قام بشراء عقار أو ظهرت عليه علامات الثراء..!
والحقد أصبح مرضاً.. والتشهير بالناس لم يعد له حدود.. والفشل أصبح مبرراً للهجوم على الآخرين.. والنجاح لا مكان له فى قاموس البعض الذين يعلقون فشلهم على نجاح غيرهم..!
إن أفضل ما يعيد إلينا السكينة والقناعة هى أن نهتم بأنفسنا فقط وأن نركز فى أعمالنا.. وأن نترك الخلق للخالق لنريح ونرتاح.. وبدلاً من غسيل الأموال.. نغسل قلوبنا ونطهرها وستأتينا بعدها البركة والرزق.
>>>
وذهب صديقى إلى الساحل.. ذهب المهندس شامل فهيم يبحث عن الراحة والاستجمام فعاد محمولاً على الأعناق إلى حيث الراحة الأبدية بعد أن داهمته أزمة قلبية حادة لم ينج منها.
ما أصعب أن تفقد كل يوم صديقاً.. وأن تشعر بالوحدة فى الزمن والأوقات الصعبة.. ربنا يرحمنا جميعاً ويحسن خاتمتنا.
>>>
وفيه ناس معنا فى الدنيا وليست معنا فى نفس الأجواء ولا فى صراع مع الحياة.. والمعجبة قفزت على المسرح واحتضنت المطرب راغب علامة ولم تكتف بذلك قامت بتقبيله أيضاً.. عينى عينك..!! ونقابة الموسيقيين قررت منع راغب عن الغناء مع أن المسكين لم يفعل شيئاً.. وقف مكانه ولم يكن فى مقدوره أن يمنعها عن افتراسه افتراساً أمام الجمهور فللسن حدود أيضاً.
وقرار النقابة جاء متسرعاً.. فالعيب ليس فى المطرب.. العيب فى المعجبة التى كان ينقصها الكثير من الحياء والأدب والتربية!! دى نوعية جديدة لا تعرف العيب.. والمصيبة أن هناك مائة راجل ممكن أن يتقدموا للزواج منها.. دول اللى بيعرفوا يصطادوا الرجالة..!
>>>
وخلينا مع الكلام الحلو.. مع الروعة.. مع الإبداع.. مع عبدالوهاب محمد ومحمد الموجى وأم كلثوم وللصبر حدود.. وأكتر من مرة عاتبتك واديت لك وقت تفكر، كان قلبى كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبر.. أكبر من طيبة قلبي، أكبر من طولة بالي، أكبر من قوة حبى مع كل الماضى الغالي، ولقتينى وأنا بهواك خلصت الصبر معاك وبأملى بعيش ولو أنه ضيع لى سنين، ضيع لى سنين فى هواك.. وهى غلطة ومش هتعود ولو أن الشوق موجود وحنينى إليك موجود.. إنما للصبر حدود.. للصبر حدود يا حبيبي.