يوليو من الأشهر المحفورة فى ذاكرة كل المصريين لاسيما الفلاحين والعمال والطبقة الوسطى والدنيا. هؤلاء لا يمكن أن يتناسوا ذكرى ثورة يوليو 25 المجيدة ولا يمكن أن تمر هذه الذكرى العطرة عليهم مرور الكرام.. فقد قامت الثوره بتوزيع الأرض على الفلاحين و أصبحت لمن يزرع لا لمن يمتلك.. كان الفلاح قبل ذلك يعمل من طلوع الفجر الى غروب الشمس والثمن قروش زهيدة لاتسمن ولا تغنى من جوع. جاء عبد الناصر وعلى درب الزعيم الراحل أحمد عرابى رفع شعار «لسنا عبيدا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».
ارفع رأسك ياأخى فقد مضى عهد الأستعباد والأستعمار. من القراريط التى وزعها عبد الناصر على الفلاحين استطاعوا تربية الأبناء وتخرج منهم الأطباء والمهندسون المعلمون والضباط الخ.. وفى ربوع البلاد ومدنها أقيمت المصانع التى استوعبت ملايين العمال فى طول البلاد وعرضها.الأسماء كثيرة ومتعددة. فى عهد الثوره المباركة ارتفعت هامات الفلاحين وتقدموا الصفوف وفى المجالس التشريعية قطفوا ثمار العناء والجهاد.أحب المصريون جمال عبد الناصر من قلوبهم وبذلوا الغالى والنفيس طواعية لا كراهيه والشاهد المجهود الحربى حيث كانت النساء تتسابق فى التبرع بحليهن. منظر مألوف مازالت جهات الرصد فى دول المعاداه تتذكره. ويتدارسونه فيما بينهم.أعداء ثورة يوليو واحد من أثنين اما متأسلم لاعلاقه له بالاسلام وهم الاخوان ومن يقف فى خندقهم واما أولاد الباشوات والباكوات الذين حرموا من نعمة الأذلال للغلابه والمساكين..عبد الناصر بشر اصاب واخطأ واجتهد فى كل مراحل حياته وكفاه انه أعاد للفلاح كرامته… لقد كان بحق مغلوباً على أمره رازحاً تحت نار الذل والقهر. وهى ميراثهم فقد أحيوها.. ومن أحيا أرضاً ميتة فهى له.. ومن قاع الريف ونجوعه انطلقت الثورة الخضراء.. يومها كنا نتباهى بما نزرع ونحصد وننتج. كنا زراعاً وصناعاً… من خلال أسطورة القطاع العام الذى ظل حتى رحيل الزعيم الملاذ والملجأ والحصن المنيع أمام مؤامرات كانت تحاك لنا جميعاً.. من الخارج ومن الداخل….جاء عبد الناصر وصحبه الكرام فأعادوا للعمال حقوقهم المسلوبة والمنهوبة.. فقد حددت ساعات العمل ومنح الأجراء أجرا يضمن لهم حياة كريمة هى أبعد ما تكون عن الذل والمسكنة وكانت ثمرة الثورة التى نصرت الفلاح الذى كان يكافح ليلاً ونهاراً بقروش زهيدة لاتسمن ولا تغنى من جوع. ويكفيه أنه من زرع العزة والكرامة فى نفوس المصريين البسطاء.
رحم الله نصير الفلاح والعامل جمال عبدالناصر..