شكرًا مصر
شهدت محطة مصر بالقاهرة أمس انطلاق القطار المخصص رقم 1940 «درجة ثالثة مكيفة»، والمتجه إلى أسوان ضمن مبادرة العودة الطوعية للأخوة السودانيين بمصر.. إلى وطنهم بعد ما بدأت الأمور فى الاستقرار.
المحطة شهدت توافد أعداد كبيرة من المواطنين السودانيين لاستقلال قطار العودة إلى الوطن حيث غادر المحطة فى الموعد المحدد « 11:00 صباحاً» متجهاً إلى أسوان فى رحلة تستغرق 12 ساعة .
وتم إطلاق المبادرة الطوعية ضمن إطار إنسانى كامل، بعودة نحو 100 الف سودانى حيث أكد المشرفون على المبادرة و الرحلة أنه تم توفير كل سبل الدعم للأشقاء فى رحلتهم للعودة إلى بلدهم بعد فترة قضوها فى مصر هربا من الحرب، موجهين الشكر للدولة المصرية حكومة وشعبا على ما وجدوه من كرم استقبال ودعم طوال الفترة الماضية.
كتب ــ أحمد خيرى:
الهيئة القومية لسكك حديد مصر من ناحيتها حرصت على تجهيز القطار وتوفير كافة التسهيلات لأبناء الجالية السودانية المتواجدين فى مصر بالتنسيق مع وزارة النقل والجهات المعنية لضمان رحلة هادئة وآمنة حتى الوصول إلى ميناء السد العالى النهرى ومنه الى المنافذ الحدودية ثم العاصمة السودانية الخرطوم.
هذه الخدمة تأتى تتويجًا للتعاون الوثيق بين قادة البلدين فقد وجه الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل بتيسيّر إجراءات العودة وتهيئة المقومات اللازمة انطلاقًا من الروابط الأخوية بين مصر والسودان .
المبادرة مدعومة تقنياً ولوجستياً حسب مصادر من جهات سودانية حيث أعلنت أنها ستتحمل تكاليف النقل والرسوم والوجبات حتى تصل بالمسافرين إلى الخرطوم، ضمن المرحلة الثانية من برنامج العودة الطوعية ..عبر العائدون عن امتنانهم لمصر قيادة وحكومة وشعبا شملت عباراتهم إيصال رسائل الشكر والإشادة بمدى التنسيق والتعاون الذى ظهر جليًا من خلال عبارات «شكرا مصر» التى أطلقها كل الأشقاء السودانين..ومن المنتظر أن تستمر هذه الرحلات الأسبوعية ضمن المرحلة الثانية للمبادرة وتتضمن أكثر من ألف عائد لكل رحلة مع احتمالية توسع فى عدد القطارات حسب الطلب وعودة الأمن فى السودان .
مصدر بوزارة النقل أكد أنه سبق وتم تسيير عدد من القطارات الإضافية بين القاهرة وأسوان لنقل السودانيين خلال الأشهر الماضية ضمن مبادرات إنسانية لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء فى ظل الأوضاع الصعبة التى تمر بها بلادهم، خاصة مع ارتفاع تكلفة وسائل النقل البديلة.
مع انطلاق صافرة القطار 1940 إلى أسوان
حكايات العائدين فى محطة مصر
سنعيد بناء بلدنا بدعم اشقاءنا
كتبت – هبة عباس وشيماء جاد :
مع انطلاق صافر قطار 1940 الملقب بقطار عودة السودانيين من القاهرة لأسوان أمس، وجه مئات السودانيين وسط الدموع والأفراح الشكر لمصر والقيادة السياسية على حُسن استقبالهم وضيافتهم طيلة أشهر الحرب، نهاية بتوفير قطار مكيف مع وجبات غذائية بالمجان لعودتهم «طوعيا» إلى وطنهم بشكل إنسانى وراقٍ.
عند انطلاق القطار رقم 1940 فى أولى رحلاته أمس من محطة مصر فى رمسيس بالقاهرة.
كانت «الجمهورية» حاضرة لترصد مشاعر السودانيين والخدمات التى وفرتها هيئة السكة الحديد، بتكليف من الفريق المهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لراحة الأشقاء السودانيين حتى وصولهم إلى ميناء السد العالى النهري.
قبل اطلاق صافرة القطار امتلأت أرصفة محطة مصر بمئات السودانيين ومودعيهم كانت الحركة نشطة والبهجة المخلوطة بالدموع تكلل المشهد الراقى لعودة الأشقاء.
أعرب محمد إبراهيم عضو لجنة العودة الطوعية للسودانيين فى مصر عن شكره لمصر على ما قدمته للأشقاء طوال الشهور الماضية فشعروا وكأنهم فى بلدهم وكذلك المجهود الكبير الذى بذلته سواء فى التنظيم أو الترتيب لعودة مئات السودانيين قائلا: شكراً لمصر الكبيرة على «سعة صدرها» واستقبالنا وحل مشاكلنا ومساندتنا وتوفيرها لوسيلة عودة إنسانية وراقية ومحترمة وشكراً لكل مصرى وقف إلى جوارنا وساندنا.. والحقيقة الخالية من المجاملات أننا نشعر بالامتنان لمصر قيادة وشعباً الذين وفروا لنا كل الدعم الذى جعلنا نؤمن بأن مصر والسودان أهل وأبناء وطن واحد.
وأكد أدهم محمد أنه سيتم توفير قطار كل يوم اثنين أسبوعيا لسهولة التنظيم وعدم تكدس الأسر حيث سيتم نقل ألف سودانى فى كل رحلة.
آمنة بنت وهب تقول ودعت اليوم خالتى وأبناءها بالقطار المخصص لتوصيل السودانيين من محطة السكة الحديد برمسيس وأنا سعيدة من التنظيم وجودة الخدمة المقدمة وتوفير قطار مكيف ووجبات لكل فرد وكل هذه الخدمات مقدمة مجانا لهم.
تؤكد سارة عز الدين أنها حضرت مع أصدقائها فى تمام التاسعة بمحطة السكة الحديد لمشاركتهم عودتهم لبلادهم وقد استقلوا القطاروتحركوا بعد السنوات التى قضوها فى مصر هرباً من لهيب الحرب والآن يستعيد الوطن استقراره ويعود إليه أبناءه.
بشكل منظم وراق يليق بالدولة المصرية وسوف تستغرق رحلة العودة ثلاثة أيام للسودان مجزأة يوم إلى أسوان ويومين للسودان عن طريق النيل.
وقالت أمنية عمر «شكرا مصر» على كل ما قدمته لنا فى وقت الأزمة حيث لم نجد سوى القلب الكبير يحتضنا وقت الشدة كما أن وجود القطار المخصص ساعدنا كثيرا بتجنب معاناه الطريق وهذه المبادرة تعبر عن الإخوة بين البلدين الشقيقين.
وأعرب عمر نوح عن امتنانه للدولة المصرية التى فتحت ذراعيها للسودانيين لتلقى العلاج وقت أزمتهم ولم تتركهم الا بعد الاطمئنان عليهم وتوفير قطارات مكيفة مجانا لهم ووجبات أيضا وهذا لا يأتى إلا من أهل الكرم الأشقاء المصريون.
وأشار كريم اكرم إلى أنه لولا هذه المبادرة لتكلفنا مبالغ باهظة حتى نتمكن من العودة وكنا وجدنا صعوبة فى الانتقال بأمتعتنا وأطفالنا.
وقال معاذ محمد أننى سعيد بالعودة مرة أخرى لبلدى رغم إنى لم أشعر بالغربة فى مصر التى احتضنتنى وقت الشدة ووفرت لنا السكن وفرص عمل وعلاج والحياة فعلا بمصر اسهل وأيسر من اى بلد أخرى ولكن العودة ضرورية لوجود أهلى وأقاربى بالسودان ولكن لن أنسى جميلها وبالتأكيد ساعود قريبا ولكن بزيارة حيث إنى لن أستطيع الاستغناء عن جمال مصر.
وقال مجدى عبدالله حضرت إلى مصر منذ ستة أشهر بعد انهيار منزلى أثناء الحرب عن الطريق البرى وتعرضت لمشكلة عدم تجديد جواز السفر واضطررت للإقامة لحين استخراج الجواز الجديد وبعد أن تم الإعلان عن توفير قطار العودة شعرت بسعادة كبيرة للاهتمام من القيادة المصرية بنا ومعاملتها بشكل آدمى وراق.
وأشار إلى أن مصر الشقيقة التى لم تتأخر لحظة عن السودان وأهلها.
ويقينا لن تتخلى عن دعمنا فى إعادة إعمار بلدنا.
أكدت سيدة نصر أنها تعرضت لحالات سرقة فى السودان أثناء فترة الحرب وقدمت مع أهلها لمصر ورغم صعوبة الوضع على معظم السودانيين إلا أننا لم نشعر أننا غرباء بل قدمت لنا مصر الدعم والمساندة.
وقال وليد محمد إن الجميل الذى قدمته الدولة المصرية للسودانيين لن ينسى حيث فتحت بلادها لنا ووفرت لنا المسكن والمدارس أيضا وفرص عمل واختتمته بعودة آمنة لبلدنا.
وسوف نستعيد بناء بيوتنا فى بلادنا لنعيد إليها الحياة ونثق ان مصر لن تتركنا بدستدعم عودة البناء.
