< كل طفل من حقه أن يطمح ويحلم ما دامت هذه الأحلام مشروعة، منهم من يحلم أن يكون طبيباً أو مهندساً أو قاضياً أو أستاذاً جامعياً أو عالماً فى أى مجال من مجالات الحياة التى تتوافق مع طموحاته وأحلامه مستقبلاً.. فمنهم من يتمنى أن يركب سيارة فارهة أو مسكناً ملائماً أو فتاة أحلام يرتبط بها أو امتلاك شركة أو مصنع أو شركة.. فهذا من حقهم.
< أما أطفال غزة فليس من حقهم أن يحلموا مثل غيرهم من أطفال الدنيا وإن كانت أحلامهم أصبحت قاصرة على رغيف خبز جاف دون أدم ــ غموس ــ ولكن هذا الحلم بعيد المنال حيث إن الطفل أو الشاب الذى يفكر فى تحقيق هذا الحلم من خلال سعيه إلى الأنروا من أجل الحصول على رغيف إن لم يكن كسرة خبز وشربة ماء نظيفة يبل به ريقه أو تساعده على أن يبلغ بها هذه الكسرة فهذا الحلم يساوى حياته برصاصة حية متعمدة فى صدره أو رأسه تنهى حياته.. ولا حياة لمن تنادى وهذا ما تسعى إليه إسرائيل ومن يعاونها.
< سئل طفل فلسطينى ما حلمك عندما تكبر.. ما أمنيتك مستقبلاً فأجاب الطفل الصغير والدموع فى عينيه قائلاً بكل براءة.. ليس من حقنا أن نحلم وإنما نحن أطفال فلسطين ولدنا لنموت!!
< كيف يعجز ما يسمون أنفسهم بالدول العظمى عن إيصال المساعدات الغذائية والعلاجية من الدواء إلى أهل غزة المنكوبين الذين هدمت منازلهم ومتاجرهم وجرفت مزارعهم وأصبحوا يفترشون الرمال ويلتحفون السماء فى برد الشتاء القارس وحر الصيف القاسى.. أين أنتم من الأطفال الرضع.. من الأمور التى تنكسر لها القلوب طفل يقول لأمه أنا جائع فتقول له الأم حاضر.. وبعد وقت آخر يقول لها أنا جائع وأريد الطعام فتسكت الأم لأنها عاجزة عن تلبية رغبة طفلها وإذ بالطفل يقول لأمه أنا آسف ولست جائعاً وينام الطفل وهو يبكى منتظر الفرج من الله إما بالطعام وإما الموت.. إنها مواقف تقشعر لها القلوب وبل وتنكسر وللأسف قلوب العالم أصبحت كالحجارة بل أشد قسوة.
هل تعجز أمريكا عن ردع نتنياهو وعصابته لوقف هذه الحرب القاسية التى لا مثيل لها.. حقاً إنها إبادة جماعية وتهجير قسرى بقوة السلاح والدليل واضح جلى كالشمس فى ضحاها فنتنياهو يحاول مع امريكا متمثلاً فى ترامب الضغط على كل من اندونيسيا وليبيا وإثيوبيا لقبول أهل غزة من أجل التوسع فى الاحتلال لبناء المزيد من المستوطنات ولكن ترامب يظهر أمام العالم خلاف ما يبطن لأن بين أمريكا وإسرائيل اتفاقاً مضمون ــ اتفقوا على ألا يتفقوا عندما يتفقون ــ أمريكا تماطل لكسب الوقت وإسرائيل تقتل أهل غزة بالطائرات والدبابات والصواريخ حتى آخر مواطن والعالم كله يعمل ألف حساب لأمريكا من ناحية وأن يتخلصوا من المسلمين من ناحية أخرى.. ياحسرة على العباد بعد موت الضمير الإنسانى الحر الذى صدعنا به العالم وأوروبا وأمريكا أين حقوق الإنسان ؟! أين الديمقراطية ؟! أين حقوق المرأة والطفل والعجزة؟.. «يا ليت قومى يعلمون».