فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة بلا هوادة متحديا كافة القوانيين الدولية والإنسانية، سجل قطاع غزة اعلى عدد شهداء خلال الـ24 ساعة الماضية من منتظرى المساعدات والجوعي، حيث أعلنت وزارة الصحة فى غزة انها سجلت وفاة 18شخصاً بسبب المجاعة، إضافة إلى استشهاد أكثر من مائة شخص وهم يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية.. كان العدد الأعلى بمنطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة حيث استشهد 94 مواطنا، وفى جنوب القطاع 13مواطنا، ليصل إجمالى عدد الشهداء منذ بداية الألية الحالية لتوزيع المساعدات إلى 995 شهيدا ونحو ستة الاف جريح.
من جانبها، جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، امس، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة لإنهاء المجاعة فيه.وقالت الوكالة، عبر منصة إكس: «نتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بما فى ذلك من زملائنا»، وذلك بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية أربعين ضعفا»، فى إشارة إلى تداعيات الحصار المتواصل.
وتابعت الوكالة الأممية: «ارفعوا الحصار، وأدخلوا المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع».
فى السياق، قال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، إن الوضع فى قطاع غزة بلغ مرحلة كارثية، مؤكدًا نفاد جميع المواد الطبية والغذائية والوقود بشكل كامل، ما أدى إلى توقف عمل المستشفيات وإغلاقها بالكامل فى مختلف أنحاء القطاع.
وأشار أبو سلمية إلى أن الطواقم الطبية تعمل فى ظروف لا إنسانية، فى ظل انعدام مقومات الحياة والرعاية، مؤكدًا شعورهم بخذلان عميق من المجتمع الدولى الذى تخلّى عن غزة فى أحلك لحظاتها.. ووجه نداء عاجلا إلى العالم لفتح المعابر على الفور، والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من حياة فى غزة، محذرا من أن القطاع يواجه إبادة جماعية ممنهجة، يجتمع فيها القتل بالتجويع والقصف المستمر أمام أعين العالم دون أى تدخل فعلي.
فى السياق ذاته، قال برنامج الأغذية العالمي، إن الوضع الإنسانى فى غزة بلغ مرحلة «غير مسبوقة من التدهور»، حيث يموت الناس بسبب نقص الغذاء. وأكد أن شخصًا من بين كل 3 من سكان قطاع غزة لا يتناول الطعام أيامًا.
وأوضح البرنامج فى بيان صحفى أمس، أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية، معربا عن قلقه العميق إزاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلى على منتظرى المساعدات أمس، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين، كانوا فقط يحاولون الحصول على الطعام لعائلاتهم وسط خطر المجاعة المتصاعد.
فى غضون ذلك، تواصل سفينة «حنظلة» إبحارها فى المياه الدولية لليوم الثانى على التوالي، فى طريقها إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار وذلك بعد إبحارها من ميناء جاليبولى الإيطالى وعلى متنها 20 ناشطا دوليا من جنسيات عدة، بينهم عضو البرلمان الأوروبى إيمافورو وعضو البرلمان الفرنسى جابرييل كاتالا.
وتحمل السفينة اسم «حنظلة»، الشخصية الرمزية التى ابتكرها الفنان الفلسطينى ناجى العلى عام 1969، التى أصبحت أيقونة فلسطينية ترمزإلى الصمود والمقاومة.
على الصعيد الميداني، واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 127 لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث أكدت مصادر طبية استشهاد أكثرمن 134 مواطنا، امس، فى مختلف مناطق القطاع.
جاء ذلك بينما استمر جيش الاحتلال فى نسف عدة مربعات سكنية فى مناطق متفرقة من القطاع، كما يواصل اجبار السكان على النزوح من جنوب غرب دير البلح وسط القطاع. وقصف جيش الاحتلال ثمانية منازل على الاقل ضمن العملية التى تهدف لفصل وسط القطاع عن جنوبه. وشوهد عشرات الآلاف ينزحون تحت وقع القصف.
فى المقابل، يستعد جيش الاحتلال، لاحتمال فشل المحادثات فى قطر لتنفيذ خطة عدوانية تتمثل فى احتلال مساحات أكبر والضغط الجوي، وزيادة الحصار على غزة.. قالت مصادر للقناة «12 الإسرائيلية» إن الخطة التى قدمها رئيس أركان الجيش الإسرائيلى إيال زامير تتضمن السيطرة على مساحة أكبر بكثير من الأراضى فى غزة، والاستعداد بشكل أوسع حول المحاور.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، فى حال فشلت المفاوضات فإن رئيس الأركان لن يقترح اجتياح مخيمات وسط قطاع غزة ومدينة غزة بل يخطط لزيادة الضغط عبر تشديد الحصار على المدينة، والسيطرة على مناطق مهمة حول غزة، وتقليل الاحتكاك مع القوات البرية، وممارسة ضغط جوى مكثف لتقليل الخطر على الجنود.
فى هذه الأثناء، تُوضح إسرائيل أن إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة غير مطروح، وذكرت مصادر سياسية أن هذا الاحتمال «مستبعد تمامًا»، وأنه لا يوجد حاليًا موعد متوقع للتوصل إلى اتفاق.ومن غير المتوقع أيضًا وصول المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، إلى العاصمة القطرية، وهو ما وصفته مصادر فى تل ابيب بأنه «المؤشر الأهم» على مسار المحادثات.