يرى المواطن السكندرى ويعيش إنجازاً جديداً على أرض الواقع وهو مشروع «مترو الإسكندرية»، حلم راود أبناء الثغر على مدار 30 عاماً، وكان كلما اقتربت ساعة المخاض له لينطلق على ارض الواقع تتعطل وتتأخر ويعلن تأجيله، خرج المشروع للنور بشهادة ميلاد حقيقية له بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولامس المولود الجديد أرض عروس المتوسط التى احتضنته فى شوق كبير، ليكبر يوماً بعد يوم وسط المتابعة الحثيثة لأبناءالمدينة وذلك على مدار 15 شهراً من بداية انطلاقه.
حلم حققه الرئيس السيسى
كشف الفريق احمد خالد حسن محافظ الاسكندرية أن مترو الاسكندرية حلم ظل يراود خيال أبناء الثغر لسنوات طويلة منذ بداية الألفية الجديدة، حيث بدء طرح فكرته وتم اختيار احدى الشركات الاجنبية لعمل الدراسات الخاصة به عام 2000، لكن الفرحة لم تكتمل، حيث تجمد المشروع فى غياهب الادراج الحكومية، حتى تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام المسئولية، فتفجرت ينابيع المشروعات القومية ومنها مترو الإسكندرية.
كشف المحافظ أن اهتمام السيد الرئيس السيسى بالإسكندرية انعكس على تنفيذ عشرات المشروعات القومية العملاقة بها على مدارالسنوات العشر الماضية، والاخرى الجارى تنفيذها حاليا ومنها الميناء الكبير وتوسعات مدينة أبوقير وتوسعات الكورنيش والمحاور الجديدة بشوارع 45 ومحمد نجيب ومحور عمر سليمان وتطوير شارع النبى دانيال وحلقة الاسماك والميادين ومشروعات الصرف وشبكة ادارة مياه الامطار وأهم وأكبرتلك المشروعات مشروع متروالاسكندرية، وهو بمثابة جواز مرور الاسكندرية للمدن العصرية الخضراء، حيث سيتم من خلاله لأول مرة ربط شرق الاسكندرية بغربها من أبوقير إلى برج العرب بطول 43كم ليتم ربطه عبر محطات الربط الرئيسية بالقطار السريع القادم من العين السخنة إلى مطروح.
ثلاث مراحل للمشروع
المشروع سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل الأولى الجارى تنفيذها من محطة أبوقير حتى محطة مصر، والمرحلة الثانية فتبدأ من محطة مصر إلى المكس بطول نحو 8 كيلو مترات، بينما تستكمل المرحلة الثالثة والأخيرة المسار من منطقة المكس إلى نهاية الخط بمنطقة برج العرب بطول نحو 15.5 كيلو متر.
المرحلة الأولي
المرحلة الاولى التى يشهد أبناء الثغر بدايات تنفيذها بإزالة قضبان قطار أبوقيرالقديم من مساره، الذى سيحل مكانه المترو وستمتد تلك المرحلة الرئيسة من خط المترو بداية من محطة مصر حتى محطة أبوقير بطول 21.7 كم فى ذات مسار قطار سكة حديد أبوقير، الذى ستحول الى مسارين علوى وسطحي، وسيمتد المسارالسطحى للمترو بمسافة 6.5 كم فى المسافة من محطة مصر حتى الظاهرية ثم مسار علوى بطول 15.2كم من محطة الظاهرية حتى محطة أبوقير بعدد 20 محطة.
تمت أعمال رصف خرسانى لـ 9 من تلك المزلقانات التى يبلغ عددها 13 مزلقاناً، للمساهمة فى تحقيق انسيابية حركة المرور.
مشروع صديق للبيئة
مشروع مترو الاسكندرية يأتى فى خطة الجمهورية الجديدة بالتوسع فى تقديم شبكة من وسائل النقل الجماعى الأخضر المستدام الصديق للبيئة، حيث ان تشغيله سيعتمد على الطاقة الكهربائية النظيفة، التى تسهل من حركة تنقلات المواطنين مع تقديم أعلى مستويات الخدمة لهم، وسيكون بمثابة حل جذرى للقضاء على الزحام والاختناقات المرورية التى تشهدها عروس المتوسط اثر النمو السكاني، بخلاف ما شهدته على مدارثلاث سنوات بعد 2011 من حركة بناء غير مسبوقة بهدم العقارات القديمة وتشيد أبراج عملاقة بدلا منها، وهو ما ضاعف الضغط على كل مرافقها وتسبب فى زحام شديد بشوارعها.
60 ألف راكب فى الساعة
ستزداد الطاقة القصوى للركاب مع المترو من 2850 راكباً/ساعة/اتجاه، إلى 60.000 راكب/ساعة/اتجاه، وتقليل زمن الرحلة من 50 دقيقة إلى 25 دقيقة وزيادة سرعة التشغيل من 25 كم/ساعة إلى 100 كم/ساعة وتحقيق زمن أقصر للتقاطر من 10 دقائق إلى 2,5 دقيقة.
مينى باصات وأتوبيسات نقل عام لتسهيل تنقلات المواطنين
قامت المحافظة بالتنسيق مع جهاز تنظيم النقل البرى الداخلى والدولى التابع لوزارة النقل بتسيير 195 مينى باص حتى الآن، لخدمة المواطنين وتسهيل حركة تنقلاتهم المختلفة وتعويضاً عن توقف قطار أبوقير، وذلك بخلاف العمل على مضاعفة عدد الأتوبيسات العاملة على خطوط النقل التابعة لهيئة نقل الركاب بالإسكندرية، للحد من الزحام واستيعاب آثار توقف القطار طوال فترة تنفيذ مشروع المترو.
نقلة نوعية لمنظومة النقل بالإسكندرية
كشف د.عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الاسكندرية واستاذ هندسة البيئة عن أهمية المشروع الذى سيشكل نقلة نوعية كبيرة فى منظومة النقل الجماعى الأخضر المستدام صديق البيئة بالإسكندرية، كما أن له دوراً كبيراً فى المساهمة الفعالة فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة المستهدفة لمحافظة الإسكندرية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة المستهدفة لمحافظة الإسكندرية، والتشغيل الآمن للخط، خاصة بعد إلغاء المزلقانات والعديد من المعابر المخالفة والتقاطعات مع الحركة المرورية، وكذلك استيعاب حركة النقل المتزايدة وعدد الرحلات والمساهمة فى تخفيض الاختناقات المرورية باللمدينة، وخفض استهلاك الوقود، حيث إن التشغيل يعتمد على الطاقة الكهربائية النظيفة.
سباق مع الزمن
تدخل الشركات القائمة على تنفيذ المشروع بإشراف وزارة النقل فى سباق مع الزمن للانتهاء منه وفقا للمدة المقررة للمرحلة الاولى وهى 3 سنوات، حيث شهدت السنة الاولى من المشروع إزالة القضبان وإزالة مبانى المحطات، كما تمت أعمال الرفع المساحى والجسات واختبارات التجربة للخوازيق والانتهاء من التصميمات ويتم حاليا إنشاء وصب الخوازيق والأعمدة والكمارات فى الجزء المخصص للمسار العلوى للمترو.
جار تركيب الكمرات لكبارى المسار فى القطاعات من محطة طوسون وحتى محطة فيكتوريا، كما يجرى تنفيذ أعمال الخوازيق والاعمدة والبلاطات للمسار العلوي، وجار تنفيذ أعمال الاساسات «الخوازيق والقواعد» والاعمدة للمحطات بالمشروع، وجار تقدم أعمال التسوية والاسوار فى ورشتى المشروع فى أبوقير وكفر عبده، كما تم البدء فى أعمال المبانى والبنية الأساسية بورشة كفر عبده.
يربط شرايين النقل
يحقق الخط تبادل خدمة نقل الركاب مع خط سكك حديد القاهرة/الإسكندرية فى محطة مصر، ومع خط سكك حديد القاهرة/الإسكندرية وترام الرمل فى محطة سيدى جابر، ومع ترام الرمل فى محطة فيكتوريا ومع خط سكك حديد رشيد فى محطة المعمورة.