و«طفل كفر الشيخ».. والإسكندرية.. وعلى بلد المحبوب ودينى
ولماذا يجب علينا أن نستعيد ذاكرة التاريخ؟ إن التاريخ لا يعيد نفســه، ولكن علينا أن نتعلم وأن نأخذ منه العظات والعبر حتى لا نكرر نفس الأخطاء وحتى نتجنب المصائب والكوارث التى لا ينفع بعدها الندم.
وتعالوا نقرأ ما قاله بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل: «قوتنا ليست فى سلاحنا النووى بل قوتنا فى تفتيت ثلاث دول كبرى تحيط بنا وهى مصر وسوريا والعراق وتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية».
وما قاله بن جوريون قبل عشرات السنوات هو ما يحاولون تنفيذه الآن بوضوح ودون إخفاء.. فالعراق وقد دمروه ونجحوا فى ادخاله متاهات طائفية ودينية وسوريا وهم يجهزون عليها الآن وقد لا تخرج من أزمة إلا وستقع فى أزمة.. ولم يعد باقيًا أمامهم إلا مصر وشعب مصر وجيش مصر.
ووحده محمد أنور السادات.. سادات مصر العظيم كان يقرأ المشهد قبل الآخرين.. وحده أنور السادات كان يريد أن يقلب الطاولة عليهم ويصدر إليهم كابوس السلام الذى كان ممكنًا أن ينهى أحلام التوسع والأوهام الإسرائيلية.. وحده أنور السادات هو من اخترق العقل الإسرائيلى وأصابه بالتخبط والاندهاش وحده أنور السادات هو من تمكن من استعادة أرضه المحتلة ولم يسمح أن تتحول إلى مستوطنات تابعة لإسرائيل.. وحده أنور السادات هو من أوقف مخططات بن جوريون وقادة إسرائيل ووضعهم فى أصعب اختبار أمام العالم وهو اختبار السلام.. السلام الذى كان كفيلاً بأن يفجر إسرائيل من الداخل ويصدر إليها الصراعات الدينية والعرقية.. السلام الذى كان مدخلاً لأن تذوب إسرائيل فى المنطقة وألا تتحول إلى قوة إقليمية تهدد وتتوعد.
ولأنهم لم يستمعوا إلى السادات.. لم ينضموا إليه.. لم يكونوا على مستوى تخطيطه وتفكيره فإنهم أضاعوا الفرصة الذهبية.. وقدموا لإسرائيل أفضل طوق للنجاة.. وكما يقول بن جوريون «نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بل يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر».. والمصيبة أن هذا ما حدث وهذا ما يحدث.. وهذا هو ما نستمر فى التحذير منه.. اقرأوا التاريخ وخذوا منه العظات والعبر..!
> > >
والداخلية ضبطت طفلاً يقود سيارة نقل ثقيل فى كفرالشيخ ومعه والده.. والداخلية تتبعت شريط الفيديو الذى سجل الواقعة وأتت بالطفل ووالده ومصيبة المصائب أن قيادة الأطفال لسيارات ومعدات النقل أصبحت ظاهرة منتشرة.. وفى المدن الجديدة يقودون الجرارات واللودرات والحفارات وبدون رخص قيادة وبدون بطاقات شخصية أيضا.. ويسيرون عكس الاتجاه وفوق الأرصفة وفوق كل شىء آخر..!
> > >
والإسكندرية.. الإسكندرية ستظل دائمًا وأبدًا هى الذكريات.. هى الجمال.. هى الصيف والبحر والشماسى والهوا.. الإسكندرية بالملايين الموجودة على 66 شاطئًا من أبوقير شرقًا إلى أبوتلات غربًا تحكى حكاية الشباب والمرح والانطلاق.. الإسكندرية هى الحب الأول.. والعشق الأبدى للبحر.. وما عدا الإسكندرية كله صناعى.. تمثيل فى تمثيل.. شواطىء بلا روح لأنها تخلو من أولاد البلد..!
> > >
ونضحك مع الناس.. ومع نوادرهم فى كل المناسبات.. ويقول أحدهم.. أثناء صلاة الجمعة الإمام قال: ساوا الصفوف حتى لا يدخل الشيطان بينكم.. لقيت اللى جنبى بيقول يعنى الشيطان ربنا هداه وجاى يصلى نقوم نطفشه..!
> > >
ومن أجمل ما غنى محمد الحلو.. آه يا زمن معيوب يا أيام سفيهة يا دنيا مقلوب عاليها وواطيها..!
> > >
أما أغنية الجمال والخيال فهى ما كتبه أحمد رامى ولحنه رياض السنباطى وغنت أم كلثوم.. وعلى بلد المحبوب ودينى.. زاد وجدى والبعد كاوينى يا حبيبى ده أنا قلبى معاك طول ليالى سهرانة وياك.. تتمنى عينى رؤياك أشكى لك وأنت تواسينى، يا هنايا لما أفرح بيك وأتهنى بقربك وأناجيك وعينى تبقى فى عينيك أحكيلك وأنت تراعينى، يا مسافر على بحر النيل أناليا فى مصر خليل من حبه ما بنام الليل على بلد المحبوب ودينى.
ويا ترى.. يا هل ترى.. هل هناك أجمل من هذه الكلمات.. هذا العشق.. هذا الهيام.
> > >
وأخيرًا:
البقاء وحيدًا هو مصير كل العقول العظيمة.
> > >
والنوم هروب رائع.. تهرب فيه من كل ما يؤلمك لفترة من الوقت..!
> > >
ولا تناقش من يريد أن يظهرك مخطئًا دائمًا فقط قل له أنت صح وأنهى الموضوع..!