الصهاينة ليس لهم عهد ولا ذمة على مر العصور ولا تقتصر حروبهم على السلاح فقط إنما يستخدمون أساليبهم القذرة التى تعمل على الدمار الذاتى للدول وانتهاج سياسة التفريق والفتنة والطائفية بين الشعوب من الداخل.. وهم متمكنون فى هذا الأسلوب ويساعدهم على ذلك استسلام وجهل البعض وانجرافهم وراء هذا المخطط لتدمير انفسهم بأنفسهم.
ما تقوم به إسرائيل حالياً فى سوريا واستخدام نتنياهو زريعة الدفاع عن الأقلية الدروز وتقديم نفسها كحامى الأقليات فى المنطقة كوسيلة لزرع الفتن وتقسيم الدولة ثم تهدف بعد ذلك ليكون مصير الأقليات الإبادة والتهجير وعلى الشعب السورى الشقيق ان يعى هذا المخطط الصهيونى الخبيث جيداً ولا ينساق خلفهم.
الصراع بين الدروز «ويقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة فى سوريا منهم 350 ألفاً فى مدينة السويداء وحدها» وبين العشائر السورية «وتتكون من نحو 40 قبيلة تنتشر فى ارجاء البلاد» ستكون عواقبه وخيمة على سوريا والامة العربية إذا لم يحكمهم العقل وحب الوطن وعدم الانجراف خلف فتنة الصهاينة.
على النظام السورى سرعة ضم العشائر والفصائل تحت راية الجيش الوطنى وطمأنة طائفة الدروز بانهم من نسيج الدولة ولهم كافة الحقوق والواجبات لوأد الفتنة وخطة نتنياهو بإضافة مناطق أخرى خالية ومنزوعة السلاح لخلق كيانات ضعيفة غير موحدة وتفتيت سوريا من الداخل.. إن الجيش السورى خرج من الصراع سريعا بعد ضربات الكيان الصهيونى لتشتعل السويداء بنار العشائر والدروز واذا لم يفيقوا من غفلتهم ستؤجج اسرائيل وتغذى الفتنة أكثر وأكثر.. والشعب السورى سيدفع الثمن باهظا.
المؤامرة الصهيونية لا تعفى ايضا النظام السورى الحالى من المسئولية.. وعليه ان لا يتعامل مع السوريين بنظرة طائفية وفئوية.. فعبر التاريخ لم تعان سوريا من مشاكل طائفية.. ولن تستطيع إسرائيل تحقيق مشروعها الا بعدم إدراك ووعى النظام القائم.. خاصة ان الغالبية من الجيش السورى الحالى يتكون من فئة واحدة مما يعزز ويثير الفتنة والطائفية.
ان العقلية الصهيونية تسعى لتأسيس دولتها فى المنطقة وتحقيق مزاعم إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات حسب أساطيرهم التلمودية .. ويساعدهم على ذلك مساندة الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الظالمة وتقاعسهم مع المؤسسات الدولية والأممية وعدم مساءلتهم عن الإبادة الجماعية التى تقوم بها فى غزة والتعدى على سيادة الدول العربية مثل سوريا ولبنان واشعال الفتن فى السودان واليمن والعراق وليبيا ولن تتوقف عن إضافة المزيد.
إسرائيل لا تتعامل إلا بالقوة ولا تعرف شيئا من الدبلوماسية أو السياسة ولا تكترث نهائيا لدعوات السلام.. لانه لن يتحقق إلا بقوة مماثلة ووحدة العرب.