لاشك ان مصر نجحت فى الترويج للساحل الشمالى خلال الأعوام الماضية ليصبح على خريطة السياحة العالمية.. ويستقبل العديد من رحلات الطيران التى تنقل الحركة السياحية من عدد من المدن الاوروبية والعربية من خلال عدد من الخطوط المنتظمة او الرحلات الشارترالتى تصل الى مطارات الساحل الثالث «برج العرب والعلمين ومطروح «..وكل عام يمر يزداد الطلب على المنتج السياحى الجديد الذى اصبح يفرض وجوده على شاطئ البحر المتوسط.. لتدخل مصر فى المنافسة الشرسة مع الدول المطلة على البحر المتوسط فى استقطاب المزيد من الحركة السياحية القاصدة هذه الشواطئ.. ولتضيف مصر لمنتج السياحة الشاطئية منتجا جديدا اقيم على احدث النظم العالمية..
والساحل الشمالى يجذب شريحة من السائحين ممن يطلق عليهم «سائح عالى الانفاق».. لارتفاع أسعار الإقامة والخدمات فى الساحل الشمالى عن مثيلتها فى شرم الشيخ والغردقة..وهذا الإقبال على الساحل الشمالى والعلمين يشير إلى نجاح الدولة فى الترويج لمنطقة الساحل الشمالى التى اصبحت منطقة جذب جديدة.. لتصبح زيارتها حلم الملايين من مواطنى الدول الأوروبية والعربية للاستمتاع بجوها المميز خلال فصل الصيف.. والاستمتاع أيضا بالحفلات التى تقام من خلال مهرجان «العالم علمين «..
ان المشروعات الكبرى التى جرى تنفيذها على مدى العشر سنوات الماضية لاشك غيرت صورة المنطقة تماما.. واصبحت منطقة جاذبة للاستثمار السياحى والفندقى.. وخلال سنوات قليلة قادمة ستتغير الصورة مرة اخرى بعد اكتمال تنفيذ المشروعات الكبرى..وفى مقدمتها مشروع رأس الحكمة..لتنجح الدولة فى تنفيذ خطتها لتحويل المنطقة ومدينة العلمين الى مدينة سياحية عالمية تجذب حركة السياحة العالمية على مدار العام وليس فى موسم الصيف فقط..
ومن المؤكد ان منظمى الرحلات على مستوى العالم قد بدأوا فى وضع برامج سياحية لبيعها تتضمن زيارة الساحل الشمالى والقاهرة حيث يمكن ان يقضى السائح اجازته بين السياحة الشاطئية فى زيارة العلمين والساحل الشمالى والاستمتاع بالشاطئ والرمال البيضاء الناعمة التى تتميز بها شواطئنا المطلة على المتوسط.. ويربط رحلته بزيارة القاهرة خاصة منطقة الأهرامات والمتحف المصرى الكبير وقضاء اجازته بين الساحل والقاهرة..ويمكن ان تصل رحلته الى احد مطارات الساحل الثلاث..وان تكون مغادرته من مطار سفنكس أو القاهرة.. كلها افكار وغيرها الكثير يمكن ان يتضمنها البرنامج السياحى..
ان تنوع وثراء المنتج السياحى المصرى يساهم بشكل مباشر فى تحقيق نمو مستمر فى حجم حركة السياحة التى تستقبلها مصر سنويا.. ومن السهل جدا ان نصل الى الرقم المستهدف وفقا لاستراتيجية السياحة المصرية «30 مليون سائح» قبل عام 2031 وفقا لما هو محدد.. مع نجاحنا فى زيادة الطاقة الفندقية.. وزيادة الطاقة الاستيعابية لمختلف المطارات المصرية.. وايضا زيادة عدد اساطيل مختلف شركات الطيران المصرية.. وكل هذا يحتاج خططا عاجلة وسريعة.. ومساندة الدولة لتذليل كافة العقبات امام تحقيق هذا النمو..
ان الدولة نجحت فى تغيير وجه الساحل الشمالى وجعله منطقة من مناطق الجذب السياحى العالمى.. ونأمل ان نرى قفزات سريعة فى تذليل العقبات المختلفة وتسريع الخطى فى انجاز مشروعات التطوير المختلفة للمطارات.. وزيادة الطاقة الفندقية فى مختلف المحافظات المصرية بداية من القاهرة الكبرى التى تحتاج مضاعفة عدد الغرف الفندقية الحالية.. لاستيعاب حجم الحركة السياحية المتوقعة خلال السنوات القليلة القادمة.. خاصة مع الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. ومن بين المشاريع التى نتمنى ان ترى النور قريبا ويبدأ العمل بها.. مشروع تحويل مقر الوزارات فى وسط القاهرة التى تم نقلها إلى العاصمة الادارية الجديدة إلى فنادق.. ومن بينها قصور ومبان مطلة على نيل القاهرة.
وفى النهاية لابد أن نشير إلى تفاؤل كل من يعمل فى القطاع السياحى بالمستقبل الواعد لهذا القطاع بعد نجاح مصر فى تغيير خريطة المنتج السياحى المصرى.. وابراز تنوعه.. وتوفير وسائل التنقل بينه من خلال رحلات الطيران.. وخطوط السكة الحديد.. أو من خلال شبكة الطرق العملاقة التى نجحت الدولة فى انشائها بأطوال تجاوزت 7 آلاف كيلو متر.. وتحيا مصر..