ناجحون فى الدراسة والعمل.. محافظون على الشغف والهواية
«متحاولش تبقى حد تانى غير نفسك» مطلع أغنية لنجم الشباب أحمد مكى مقدما لهم نصيحة غالية ومعادلة صعبة بأن يجدوا أنفسهم بعيدا عن تقليد الآخرين .. بالفعل طبق بعض الشباب النصيحة فى حياتهم .. جمعوا بين أحلام أسرهم وآمالهم الشخصية فى معادلة صعبة تجمع بين الطموح والموهبة لنقف أمام شباب إرادتهم من حديد متفوقين فى دراستهم، ناجحين فى عملهم وأيضا فنانين بين الحرف اليدوية وفنون العزف والأداء..
تعالوا نتعرف على قصصهم قبل نتيجة الثانوية العامة لنساعد الناجحين الجدد على اختيار المسار دون التخلى عن هوايتهم أو شغفهم .. وبالنسبة لمن فاتهم الاختيار أو تأخر القرار نذكرهم «متحاولش تكمل طريق مش طريقك لمجرد انك توصل للنهاية».
«مى».. دكتورة الهاند ميد
مى الهادى تخرجت فى طب عين شمس..حلم عائلتها خصوصا الأب الذى كان يحلم بمشاهدة طفلته المدللة بالبالطو الأبيض وأهداه لها منذ الطفولة حافزا وتذكارا ..حققت حلم الأب بتفوقها الباهر وأنهت سنوات الدراسة بنجاح ولكن بعد التخرج كان شغفها فى المشغولات اليدوية يفوق طريق الطب رغم نبل رسالته فقررت أن تنهى الرحلة التى خاضتها وأكملتها من أجل الأب وتتجه لعالم «الهاند ميد» بمهارة الطبيبة صاحبة البصمة ..شعر البعض بالصدمة وسخر منها آخرون وظن الجميع أنها فترة استراحة لكنه كان قرارا نهائيا لاستعادة حلمها هى لتعمل مى على نفسها وتصنع اسما مرموقا فى صناعة الهاند الحلى والاكسسوارات لتجد فى النهاية دعم اسرتها لها كما دعمت حلمهم وأمالهم فيها.
«آية» انتصرت للمشروع الخاص
البداية مع آية عطا الله -03 سنة- خريجة تربية قسم اللغة العربية :
حلم والدى منذ الصغر ان أكون معلمة لحبه للتعليم الذى لم يتحصل على نصيبه منه لظروف عائلته الصعبة لذلك كرس حياته لهذا الهدف حتى أكون وشقيقاتى الثلاثة من المتفوقات ونصبح معلمات وحققنا له الحلم بكل رضا وسعدت بنظرة الفخر فى عيون والدي.
تضيف: لكن مع الوقت لم أشعر أننى سأكون معلمة جيدة أو ناجحة وبعد التخرج وممارسة المهنة وعدم هوايتى ولم أجد نفسى فى التدريس وجلست مع والدى لشرح حالى وأدهشنى رد فعله المتفهم بل والمشجع لقرارى فتخلصت من حجر ثقيل على صدرى وأخذت خطوة نحو مشروعى الخاص: صفحة على الانترنت لبيع الملابس ومستحضرات التجميل ولم أجد رواجا فى البداية وبمساعدة العائلة بدأت فى الانتشار بشكل واسع لأجد نفسى فى إنشغال دائم وما جعلنى أكثر سعادة هو تفرغ والدى لدعمى بعد خروجه على المعاش ويساعدنى فى نقل البضائع ومتابعة طلبات العملاء..
«مازن» الباشمهندس الموسيقار
مازن تامر عبدالحميد 22 سنة – هندسة الطيران والفضاء جامعة القاهرة :
ولدت فى عائلة كلها مهندسون وكان التفكير فى الهندسة الخيار الأمثل ولم أنكر حبا للمجال بحكم التعود لكنى كنت احتفظ بحب لهواية أخرى هى عزف البيانو وفى الجامعة وجدتهم يقومون بتكوين فريق كورال تقدمت للفريق ووجدتنى أخرج من الطاقة والفضاء الى عالم لا حدود له من الابداع ولم يعترض والدى او والدتى بل رحبا جدا لأن الموهبة أو الهواية حب تجعلك اكثر سعادة وعطاء وهى ضرورة للتنفيس عن الضغوط التى نتعرض لها فى حياتنا وحصلت على المركز الثانى فى مسابقة ابداع فى العزف ومازال للحكاية بقية وللإبداع استكمال .
لعنة الفراعنة أنقذت ساندرا
ساندرا نعمان درست الفلسفة فى آداب حلوان ولأنها تحب القراءة وجدت نفسها تقع فى غرام المصريين القدماء ولم تكن لعنة الفراعنة بل لغتهم الهيروغليفية التى أنقذتها من الملل ودفعتها إلى الدراسة من جديد.. تتعلم اللغة العريقة وتهوى زيارة المتاحف والتعرف على الآثار وقراءة الرموز بل امتد الشغف إلى تعلم الغناء الفرعونى لتجد نفسها فى رحاب التاريخ الثرى تحاول أن تتعلم وتفهم .. تحب المغامرة والاكتشاف وتنوى اكمال دراستها الآثار لتعمل فيه وتعتبرها اكتشافا متأخرا ولكن قبل فوات الأوان.
«نور» فى الرسم سعادة
نور طلعت- بكالوريوس تجارة عين شمس
قادها مجموعها عبر التنسيق إلى الكلية لكنها لم تنس حلم الفنون الجميلة وتقدمت لكورسات الرسم والمشغولات اليدوية خصوصا الحقائب الجلدية لتمنحها الكلية المعلومات الأساسية لإدارة مشروعها الخاص الذى يعتمد على موهبتها الفنية وأصبح لها «براند» فى صناعة الحقائب
تدعمها أسرتها نحو المزيد من النجاح وتستثمر دراستها فى تطوير المشروع نحو تسويق أفضل وتصدير منتجاتها لأنحاء العالم .
«كريم» بين الهندسة والقانون
ومن كوكب الموسيقى يحكى لنا كريم عماد نجيب -42 سنة- هندسة القاهرة فى الالكترونيات والاتصالات حكايته مع آلة القانون التى يعتبرها طوق النجاة من قسوة العالم ..تعلم العزف عليها بدار الأوبرا فى 6102 عندما دربه الدكتور صابر عبد الستار بعدها التحق بأوركسترا جامعة القاهرة بقيادة المايسترو مازن دراز وحقق مراكز متقدمة فى مسابقات «إبداع» للجامعات سواء فى العزف الفردى أو فى العزف الجماعي، و شارك فى الكثير من الحفلات على مسرح الجامعة مثل احتفالات أكتوبر وعيد الأم أما الهندسة فكانت حلم عائلته من إعدادى وثانوى وحققه والتحق بقسم اتصالات ويشعر بمسئولية الجمع بين الدراسة والهواية رغم الصعوبة فهناك أوقات تسمح وأخرى تمنع مثل فترات الامتحانات سواء نصف العام أو النهائية حيث تكون الأولوية للمذاكرة والمراجعة أما الإجازة فهى وقت الإنقاذ.. لا يعترف بالخروج إلى الكافيهات أو الجلوس مع الموبايل بالساعات إنما يلازم آلته الحبيبة وهكذا يستمتع بوقته واستثمر فى نفسه وعائلته تسانده .