بين كل يوم وآخر.. سوف تعيش سوريا العزيزة فى مناخ من النار والزيت .. واللبن المسكوب وغير المسكوب فى آنٍ واحد.
ثم يدخل الدمشقيون فى حياة أخرى محتمين بالأسلاك الكهربائية والهراوات.. والبنادق الرشاشة ومسدسات الرصاصات البلاستيكية.. لمَ كل ذلك؟.. وهل الأوضاع فى سوريا ستستمر على ما هى عليه أم سيزداد التلاحم الشعبى بين الدروز وأبناء القبائل المدججين بالسلاح المزود بأكثر الأجهزة الإلكترونية دقة وتطورا من خلال تعاون مع الإسرائيليين بقيادة الإرهابى الأكبر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل؟!
نعم.. لو كانت الدنيا غير الدنيا وكانت سوريا تحت حكم الأسد أو المتطرفين الإسلاميين أو.. أو.. لطفت على السطح علاقات محددة وظواهر لا تقبل لبسا أو تأويلا وتم الإعلان عن الموقف بكل خبرة وصراحة ودماء سائلة!
أما الآن فالموقف يزداد غموضا فوق غموض، فالحاكم الجديد كان يثق فى زملائه المحاربين قبل سقوط النظام ثم سرعان ما انقض عليهم بعد الفشل فى إقناعهم بالانضمام تحت لوائه لأنهم يريدون السلطة الازدواجية وهذا ما لم يتم الاتفاق عليه أو حتى تم سواء بأوراق موثقة أو غير موثقة فالمهم أن تنتزع إحدى الطوائف استقلاليتها بينما الآخرون ينسجون صورة انفصالية خصوصا أنها لها دور مؤثر فى الحرب ضد طوائف الحاكم السابق ولم تتردد فى قبول تغيير النتائج من حكم لحكم ونشبت خلافات عديدة ولن تحلها سوى عمليات تقسيم الغنائم.
فى نفس الوقت فإن أمريكا هى التى أعلنت فجأة على لسان الرئيس دونالد ترامب أنها قامت بالاتصال بالرئيس أحمد الشرع بعد أن رفعت العقوبات عن حكمه الجديد وأكدت على توريد الأسلحة الثقيلة والمعدات الإلكترونية والخبراء اللوجستيين كما يبدو أيضا أن أمريكا هى التى قامت بالاتصال مع إسرائيل التى أعلنت فجأة التوقف عن الحرب ضد سوريا فى السويداء بعد أن كانت حتى أمس مصرة على استمرار القتال فاضطرت إلى وقف إطلاق النار الذى قبلته جميع الأطراف والذى لم يستمر سوى ساعات معدودة حيث أعلن أحمد الشرع أن سوريا فى ظل الحكم الجديد لن تتهاون مع من يرفع السلاح فى مواجهة قوات الأمن بل سيعاقب عقابا عسيرا..!
وساد الصمت على مدى اليومين السابقين إذ سرعان ما عادت الأوضاع تغلى من جديد.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
سواء اشتعلت النار من جديد أو لم تشتعل فإن الحرب الأهلية ذاهبة إلى سوريا من اتجاهات عديدة أولها فى دير الزور وآخرها فى اللاذقية ويبقى أهل دمشق فى ترقب وانتظار..
عموما.. يظل كل فريق يتربص بالآخر والجميع يتوهمون أن السلام قادم أو شبه قادم..
>>>
و..و..شكرا