العلمين- شريف عبدالحميد:
أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، أن الرؤية المصرية واضحة وتم الانتهاء منها بالتنسيق الكامل مع سكرتير عام الأمم المتحدة والبنك الدولي والحكومة الفلسطينية والشركاء الاقليميين والدوليين، موضحا أننا ننتظر وقف اطلاق النار وبعد ذلك سيتم تحديد موعد انعقاد مؤتمر التعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة الذى تستمر أعماله لمدة يومين، اليوم الأول سيكون على مستوى كبار المسؤولين حتى يتم التركيز على قضايا بعينها فى إطار ورش عمل تتناول الترتيبات الأمنية في قطاع غزة وحوكمة القطاع ومن سيدير القطاع.
جاء ذلك ردا على سؤال لـ”الجمهورية” حول التحضيرات المصرية لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة ودور ومساهمة ألمانيا في هذا المؤتمر.. قال وزير الخارجية إن ألمانيا تعد شريكا هاما لمصر فى عملية اعادة إعمار غزة.
أكد عبد العاطى- خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده اليوم الأحد بمدينة العلمين مع وزيرة التخطيط والتعاون الدولى رانيا المشاط ووزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية ريم العابلي رادوفان أن هناك رؤية مصرية واضحة من خلال لجنة إدارية تتولى ادارة القطاع، لجنة غير فصائلية ولا تنتمى لأى من الفصائل، تتولى إدارة القطاع لمدة ستة أشهر، ويعقب ذلك نشر السلطة الفلسطينية للتأكيد على العلاقة الوطيدة والعضوية والإقليمية التى تجمع الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارهما الأساس لإقليم الدولة الفلسطينية.. مشيرا إلى أن ورش العمل ستتناول خلال المؤتمر دور القطاع الخاص ومدى مساهمته والشركات من كل دول العالم فى عملية إعادة الإعمار.
وأضاف أن ورش العمل ستركز أيضا على موضوع التعافي المبكر على اعتبار ان الأولوية الأولى خلال الستة أشهر بعد وقف اطلاق النار يجب أن تكون للتعافى المبكر من خلال تثبيت الشعب الفلسطيني على الأرض فى غزة، خاصة وأن المجتمع الدولي وليس مصر فقط يرفض تماما أى مخططات للتهجير، وكما أعلنا مراراً وتكراراً بالنسبة لمصر أن هذا خط أحمر ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف.. مشيرا الى أن إحدى ورش العمل ستتناول قضية التمويل لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية، وهذا سيكون دور تشاركي لكل المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية لسرعة العمل على تنفيذ هذه الخطة الهامة.
وقال وزير الخارجية إن اليوم الثانى من أعمال المؤتمر سيعقد على المستوى الوزاري وسيتم توجيه الدعوة لأعداد غفيرة من الدول ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية ستكون حاضرة بقوة حتى يتم دعم مرحلة التعافي المبكر ثم المراحل الثلاث الخاصة بإعادة إعمار القطاع.
وأكد الوزير عبد العاطي أن ألمانيا تعد طرفا مهما وشريكا استراتيجيا لمصر ، ونحن ننسق مع الجانب الألماني فيما يتعلق بكافة التحضيرات الخاصة بالمؤتمر ونتطلع الى مشاركة وزيري الخارجية والتعاون الإقتصادي والتنمية الألمانيين الفعالة فى المؤتمر جنبا إلى جنب مع كافة دول العالم، لأنه آن الآوان لأن نعطي الأمل للشعب الفلسطيني أن المجتمع الدولي لن يخذله كما خذله فى السابق نتيجة للعدوان الإسرائيلي السافر الممتد منذ أكثر من عشرين شهراً وللأسف الشديد الكل يتفرج والكل لا يفعل شيئا لنصرة ونجدة هذا الشعب البريء المدنيين بقطاع غزة والضفة الغربية.
أكد عبد العاطي أن المانيا تعد شريكاً كبيراً لمصر.. ورحب وزير الخارجية بالوزيرة الألمانية خلال زيارتها الأولى إلى مصر.. مشيداً بالعلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية الوثيقة التى تربط بين القاهرة وبرلين.. مبرزا حرص البلدين على المزيد من تعزيز علاقات التعاون القائم فى مختلف المجالات فضلا عن التشاور المستمر بين الجانبين حيال القضايا محل الاهتمام المشترك.
وأضاف ان الوزيرة الألمانية شرفت اليوم بمقابلة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حيث تم تناول كافة أبعاد العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأوضح الوزير عبد العاطي أنه عقد لقاء مع الوزيرة الألمانية والنقاش كان هاماً للغاية وحضر جانب منه الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، حيث تم تناول أمن مصر المائى باعتباره قضية وجودية لمصر.
وأضاف وزير الخارجية أنه نقل خلال المباحثات تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى على للعمل على مزيد من تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين على ضوء ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس السيسى والمستشار الألماني.
وأعلن وزير الخارجية عن أنه سيتم اطلاق حوار استراتيجي قريبا بين مصر وألمانيا على المستوى الوزارى وصولاً الى مستوى القمة.. لافتا إلى أنه جرى خلال المباحثات تناول التشاور الوثيق على مستوى وزيري الخارجية، حيث كان وزير الخارجية الألمانى قد زار القاهرة مؤخرا بما يعكس عمق العلاقات التى تجمع بين البلدين وتم بحث العديد من الملفات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة والأوضاع فى ليبيا والسودان والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل الافريقي.
وأوضح أنه ناقش اليوم مع الوزيرة الألمانية الجهود المصرية الصادقة لسرعة التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بالتعاون الوثيق مع قطر والولايات المتحدة، ونأمل بالفعل فى ان يتم التوصل قريباً لهذا الاتفاق الذى طال انتظاره لحقن دماء الشعب الفلسطيني البريء والعمل على انفاذ المساعدات الطبية والانسانية فى ظل المجاعة والكارثة الانسانية التى يعانى منها القطاع.
وأشار وزير الخارجية الى انه تحدث مع الوزيرة الألمانية باستفاضة حول التطلع لان تكون ألمانيا طرفاً مشاركاً لمصر جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي واليابان ومجلس التعاون الخليجى والامم المتحدة والبنك الدولي فى استضافة المؤتمر الدولي الذى تعتزم القاهرة عقده لتناول القضايا الخاصة بالتعافي المبكر واعادة الاعمار فى قطاع غزة تنفيذاً للخطة العربية الاسلامية التى تمت اقرارها فى قمة القاهرة الاستثنائية قمة فلسطين فى الرابع من مارس الماضي.. مضيفا اننا نعول على الدور الألمانى فى ضوء العلاقات المتينة بين ألمانيا الاتحادية وإسرائيل للدفع قدما فى اتجاه سرعة التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار ونفاذ المساعدات وأيضا ان يكون لألمانيا الدور الرئيسي فى العمل على حشد الموارد المالية للتعافي المبكر واعادة اعمار القطاع حتى نعطي الأمل للشعب الفلسطيني الصامد والباسل والمتواجد على أرضه والمتمسك بترابه الوطني فى غزة بأن الضوء قادم فى نهاية هذا النفق المظلم الذى سببه العدوان الاسرائيلي السافر وغير المقبول والذى تجاوز كل الحدود على قطاع غزة وأيضا فى الضفة الغربية.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات تناولت كذلك التعاون المشترك فى منطقة الساحل الافريقي، كما تم التحدث بحضور وزير الموارد المائية والري حول قضية مصر الوجودية الأولي وهى قضية المياه والأمن المائي المصرى.
وأوضح انه جرى أيضا بحث التعاون الاقتصادي والاستثماري خاصة وان مصر لديها الآن بيئة مواتية للاستثمار فى قطاعات عدة واننا نتوقع مزيدا من نشاط الشركات الألمانية فى مصر جنبا إلى جنب أكثر من ألف شركة المانية متواجدة في مصر.. مشيرا الى ان المباحثات تناولت قضية الهجرة والأعباء الهائلة الملقاه على عاتق الحكومة المصرية متيجة لاستضافة اكثر من ١٠ ملايين مهاجر يتواجدون على الأرض فى مصر واهمية الدعم الالمانى فى تحمل هذه الاعباء غير المسبوقة.
وقال وزير الخارجية انه تم الحديث كذلك عن تنشيط مسارات الهجرة الشرعية خاصة وان المانيا لديها افضل نموذج فى العالم للتعليم الفني والتدريب المهنى وبالتالى هناك مساحة للتعاون بين البلدين لتدريب اعداد كبيرة من المصريين الشباب لتأهيلهم للعمل داخل السوق الألمانى.. مضيفا انه تم ايضا مناقشة كافة برامج التعاون بين البلدين الصديقين والعمل على اعطاء دفعة لهذا التعاون والتطلع إلى المزيد من الانخراط الألماني فى عملية التنمية والتحديث التى تشهدها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
من جانبها أعربت الوزيرة الألمانية عن تقديرها للعلاقات القوية مع مصر.. مشيرة إلى أنه قد تم التطرق في اللقاءات إلى العديد من الموضوعات في إطار من الحوار البناء حول التعاون في العديد من المجالات مثل الطاقة و توفير المياه و تطوير القطاع الخاص.
وأكدت أن مصر ستظل شريكاً مهماً لألمانيا.. لافتة الى انه قد تم التطرق ايضا لكيفية توسيع العلاقات والتعاون و هناك العديد من المشروعات الألمانية التي تعمل في مصر. وأكدت أن زيارة وزير خارجية ألمانيا لمصر مؤخرا تعكس ايضا مدي الاهتمام الذي توليه المانيا بمصر كشريك.
وأشارت إلى أنها قامت امس بزيارة مركز تابع لمنظمة اليونيسيف حيث التقت بأطفال تعرضوا للخطر في المناطق الفلسطينية وأطلعوها علي تجربتهم و الظروف الصعبة التي مروا بها.
وأضافت انها ناقشت أمس مع الجانب المصري خطة التعافي المبكر و إعادة الاعمار غزة و مصر شريك مهم جدا في هذا المجال و لديها علاقات مع السلطة الفلسطينية و قد قدمت مصر خطة التعافي و تم تبنيها من الجامعة العربية لتقديم خطة اعادة الاعمار و هى خطة مهمة و عملية شاقة فالوضع هش في غزة و هناك تدمير كبير تم، و إعادة الإعمار يحتاج لتكاتف الدول العربية و الدولية و يجب تقسيم الاعباء علي جميع الشركاء.
وشددت على انه بمجرد ان تسمح الأوضاع لإعادة الإعمار ستقوم بنفسها بالمشاركة في إعادة الإعمار بخطة عاجلة وواقعية و لكن يتعين أولا أن يتم وقف إطلاق النار الدائم و هو أمر واضح، ويتعين توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لأهالي غزة و يتم الإفراج عن الرهائن ومن بينهم ألمان، مضيفة أن مستقبل أهالي فلسطين و إسرائيل مهم للغاية و من المهم أن يحيوا جنباً الي جنب و ان يتم توافر الشروط لإعادة الإعمار و الوصول الي حل الدولتين، كما يتعين وقف تهجير الفلسطنيين وتقليص حجم الأراضي و بناء المستوطنات ووقف مهاجمة البنية التحتية و الا يكون لحماس دور وأن لا تشكل خطرا على إسرائيل وأن يتم الإفراج عن الأسري لدى حماس.
وقالت ان العلاقات مع مصر طويلة الأمد و ستستمر في المجال الإنمائي و الاقتصادي و تدريب العمال المهرة في المستقبل.
وحول حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر .. اكدت الوزيرة الألمانية أن وزارتها تقوم بعقد مفاوضات مع وزارة التعاون الدولى المصرية لتعزيز التعاون بين البلدين ، مشيرة إلى أن المفاوضات الحكومية بين الجانبين ستكون قريبا .
وقالت إن المباحثات تطرقت إلى الكثير من المشروعات والتعاون الإنمائى. وبشأن أبرز المبادرات الخاصة بالمصريين فى الخارج .. أكد الدكتور بدر عبد العاطي على التعليمات والتوجيهات الرئاسية بالنسبة للجاليات المصرية بتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية والمساعدة للجاليات حيث توجد العديد من المبادرات الهامة التى توفر استفادة المصريين بالخارج والدولة.
واعلن أنه سيتم عقد مؤتمر المصريين فى الخارج يومى ٣و٤ أغسطس المقبل، وسيلقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الكلمة الافتتاحية بالمؤتمر .
واضاف اننا لدينا نحو ١٣٠٠ مصرى سجلوا للمشاركة بالمؤتمر ، مشددا على أن المؤتمر يعد منصة للتفاعل بين الجاليات وجهات الدولة والوزراء وستكون هناك افكار لاستفادة أبناء الجاليات وتشجيعهم للاستفادة من مدخراتهم فى مصر ، مشيرا إلى وجود مشروع مع وزارة الإسكان لوحدات واراضى زراعية، كما يوجد مبادرة وبروتوكول مع البنك المركزى لفتح حسابات للمصريين بالخارج تساعد بها السفارات، إضافة لمبادرات التجنيد والسيارات، فالتوجيهات الرئاسية تؤكد على تقديم خدمات للمصريين فى الخارج وتحقيق مصالحهم ومصالح الدولة .