حضور مشرف فى مدن أوروبا
فى قلب العاصمة الألمانية برلين، وداخل أروقة مبنى منتدى العلوم الذى يعد من أهم مقار المؤسسات الأكاديمية والعلمية فى ألمانيا تتجسد رؤية مصر العصرية فى نشر ثقافتها وتعليمها وريادتها الحضارية فمن هنا ومن خلال الجامعة الألمانية بالقاهرة تعلن مصر غدًا الإثنين 21 يوليو 2025 عن افتتاح نموذج مصغر لمحاكاة المتحف المصرى الكبير فى خطوة استثنائية تجسد التقاطع الخلاق بين التعليم والثقافة والدبلوماسية الحضارية.
افتتاح هذا النموذج بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير وكوكبة من الأكاديميين والإعلاميين ليس مجرد حدث احتفالى بل هو رسالة واضحة للعالم أن مصر بتاريخها العريق تدخل بقوة فى الحاضر وتبنى المستقبل عبر أدوات ناعمة كالتراث والتعليم والثقافة التى تعد اليوم من أهم أركان القوة الوطنية.
هذا النموذج المصغر للمتحف المصرى الكبير يعكس رحلة إبداع استثنائية بدأت منذ مطلع الألفية حينما أطلقت مصر بالتعاون مع اليونسكو والحكومة الإيطالية مسابقة معمارية عالمية لتصميم هذا الصرح الثقافى الضخم الذى توّج لاحقا بجوائز عالمية مرموقة أبرزها «جائزة فرساي» لأجمل متحف فى العالم لعام 2024 ليصبح GEM أيقونة ثقافية عالمية ومثالا يحتذى به فى الاستدامة بعد حصوله على شهادة EDGE كأول متحف أخضر فى افريقيا والشرق الأوسط . . ومن خلال هذا النموذج الفريد فى برلين تفتح مصر نافذة على حضارتها أمام أوروبا وتقدم تجربة تفاعلية ثقافية متكاملة بوسائل عرض حديثة ولوحات إرشادية بلغات متعددة مع مراعاة متطلبات الإتاحة للجميع فى تأكيد جديد على شمولية الرؤية المصرية.
فى قلب هذا المشهد تبرز الجامعة الألمانية بالقاهرة كفاعل أساسى فى دفع العلاقات المصرية الألمانية قدمًا فمن خلال مكتبها فى مبنى منتدى العلوم ببرلين الذى يضـــم كبرى المؤسسات مثل DAAD وDLR ومؤسسة هومبلدت أثبتت الجامعة قدرتها على تجسيد مفهوم التعليم العابر للحدود وتقديم نموذج يجمع بين الصرامة الأكاديمية الألمانية وروح الريادة المصرية.
كما يؤكد الدكتور أشرف منصور فإن الجامعة الألمانية تمثل نحو %46 من إجمالى التعليم الألمانى خارج الحدود وتعمل على تخريج طلاب عالميين قادرين على قيادة التغيير وصناعة المستقبل.
لأن الفن والثقافة هما الروح التى تجمع الشعوب فقد كان للجامعة الألمانية حضور بارز فى مهرجان «كلاسيك أوبن إير» الموسيقى العالمى أحد أبرز الأحداث الثقافية فى أوروبا، والذى يقام فى ساحة جندارمن ماركت التاريخية ومن خلال هذا الحدث قدمت الجامعة وجهًا حضارياً لمصر يجمع بين عمق التاريخ وسحر الموسيقى بمشاركة فنانين عالميين فى عروض تقام تحت السماء الأوروبية المفتوحة وسط مبانٍ كلاسيكية تزيد المشهد بهاءً وجمالاً.
رسالة واضحة «مصر لا تصدر فقط تراثها العريق بل تبنى علاقات ثقافية وإنسانية قائمة على الحوار والإبداع والانفتاح فالمتحف والموسيقى والجامعة كلها أدوات ترسم بها مصر ملامح دورها الجديد فى العالم.»
من نموذج المتحف المصرى الكبير إلى التفاعل مع أهم مهرجانات الموسيقى الكلاسيكية.. ومن التعاون مع مؤسسات البحث والتعليم الألمانية إلى تمكين شبابها من التعليم الدولى تؤكد مصر عبر جامعتها الألمانية العابرة للحدود أنها حاضرة بقوة فى معادلة التأثير الحضارى الإنسانى وتزرع الجمال وتنشر السلام وتبنى المستقبل.